تشوركين: الدول الغربية رفضت دعم المصالحة في سورية
على وقع الفشل الغربي باستصدار بيان في مجلس الأمن الدولي أول من أمس، يضغط لرفع الحصار عن المسلحين في حمص القديمة، وازدياد أعداد المسلحين الذين سلموا أنفسهم للجيش السوري من هذه الأحياء.
جاء إعلان نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف أمس عن جولة شرق أوسطية تبدأ اليوم للمبعوث الأميركي إلى سورية دانييل روبنشتاين، لإجراء المزيد من المشاورات مع مجموعات «المعارضة» وغيرهم سعياً لإنهاء الصراع وبحثاً عن نوع مختلف من المستقبل لجميع السوريين، بحسب هارف.
ويبدأ روبنشتاين جولته من تركيا تليها السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، على أن يتوقف في لندن قبل أن يعود إلى واشنطن.
وأشارت هارف إلى أن بلادها لا تزال ملتزمة بالعملية السياسية وبجميع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حل سياسي باعتباره السبيل الوحيد لوضع حد لهذا الصراع بشكل دائم ومستدام.
في السياق، وفي ختام أعمال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في أحياء مدينة حمص، أشار المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إلى أن الدول الغربية رفضت اعتماد المجلس بياناً صحافياً حول الوضع في المدينة يعرب عن الدعم للمصالحة في سورية واستئناف محادثات جنيف.
وأضاف: «إن الجانب البريطاني قدم اقتراحاً يتبني بياناً حول الوضع في حمص، لكنهم رفضوا تبني عناصر أساسية جداً في البيان، وهي دعوتنا إلى دعم المصالحات المحلية كما رفضوا تأييد استئناف محادثات جنيف».
إلى ذلك، أكد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفرى في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء الجلسة: «أن الوفود الفرنسية والبريطانية والأميركية يقدمون معلومات مجزأة ويسيئون قيادة المجلس في ما يتعلق بالحالة في سورية، مشيراً إلى أن الدبلوماسية المختلطة الأميركية الفرنسية البريطانية غريبة ومرفوضة، فهم يركزون فقط على ما يسمى مدينة حمص القديمة ويتناسون الإرهاب المدعوم تركيّاً ضد كسب».
وأضاف الجعفري: «إن هناك أخطاءً عدة مرتكبة من دول أعضاء في مجلس الأمن وموظفي الأمانة الذين لم يزوّدوا المجلس بمعلومات سليمة بهدف تمكينه من اتخاذ الإجراءات المناسبة، مؤكداً امتلاك الأمم المتحدة لخمس رسائل متطابقة أرسلتها دمشق إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن بهذا الشأن، ولم يتحرك الفرنسيون والبريطانيون والأميركيون لدعوة أي مسؤول أممي لتقديم إحاطة إلى المجلس حول الاعتداء التركي ضد سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة».
وأوضح الجعفري: «أن الحكومة السورية سمحت قبل أشهر قليلة لـ2700 مدنيّ ومسلح بمغادرة حمص القديمة وهم الآن يعيشون في مناطق آمنة، وفي ذلك الوقت طلبت الحكومة من الباقين وعددهم 170 مدنياً مغادرة المدينة، إلا أنهم رفضوا إما لأنهم أقارب لهؤلاء الإرهابيين، وإما بسبب ممارسة ضغوط عليهم من الإرهابيين، الذين يبلغ عددهم حوالى الألفي مسلح معظمهم أجانب، وهذا هو السبب الذي دفع المندوبين الفرنسي والبريطاني إلى التركيز على الأوضاع في حمص القديمة خلال الجلسة من أجل حمايتهم».
ميدانياً، تقدمت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة داخل أحياء حمص القديمة وسيطرت على مجموعة أبنية في وادي السائح واستعادت كنيسة مار جرجس ومقبرتها وسيطرت على كنيسة أم الزنار في حي بستان الديوان في الحميدية، في وقت تشهد محاور باب هود والقرابيص والقصور والحميدية وجب الجندلي اشتباكات عنيفة مع المسلحين.
يأتي ذلك بالتزامن مع اشتباكات تخوضها القوات السورية مع الإرهابيين في مناطق الدار الكبيرة والغاصبية وحوش حجو وتلبيسة والغنطو والمشجر الجنوبي وعين حسين وجنوب الملعب البلدي في الرستن بريف حمص، في محاولة من المسلحين لإشغال الجيش عن عمليته الأساسية داخل أحياء المدينة القديمة.
وفي حلب، نفذت وحدات من الجيش عمليات في أحياء الليرمون والشعار والعامرية والراشدين وميسلون والسكري والجندول والحيدرية والصاخور ومساكن هنانو، فيما استهدفت وحدات أخرى مسلحين في مناطق خان العسل وخان طومان والراموسة وكويرس وجديدة وتل رفعت وباب الحديد وضهرة عبدربه وكفر حمرا وعربيد ورسم العبود ومحيط سجن حلب المركزي والمنطقة الصناعية.