تقرير

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن العدد الأخير من مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، التي تعرّضت لهجوم الأسبوع الماضي، أصبح رمزاً لحرّية التعبير بمجرد نشر العدد أمس، والذي باع ملايين من النسخ، لكن في فرنسا التي احتشد بها ملايين يوم الأحد الماضي دعماً لحق الصحيفة في السخرية، وجدت الدولة نفسها في مواجهة نقاش حامٍ حول حدود حرية التعبير داخل حدودها. وأشارت الصحيفة إلى اعتقال السلطات الفرنسية الممثل الكوميدي ديودونيه واتهامه بتمجيد الإرهاب، بعدما نشر تعليقاً على صفحته على «فايسبوك» بدا أنه يبدي فيه دعماً للمسلّح الذي قتل أربعة أشخاص في المتجر اليهودي يوم الجمعة. ومنذ تلك الهجمات، واجه 54 شخصاً على الأقل اتهامات مشابهة، منهم مَن هم تحت السنّ القانونية أو المشاغبين الذين كانوا في حالة سُكر.

واستخدمت الصحيفة قانون مكافحة الإرهاب الذي تمّت الموافقة عليه السنة الماضية لتسريع قضاياهم وإصدار أحكام أقسى بالسجن، وتم الحكم على شخص ألقي القبض عليه يوم الأحد بالسجن أربع سنوات. كما أصدرت وزارة العدل أوامر جديدة للنيابة بقمع الخطاب أو العمل العنصري أو المعادي للسامية.

وقال أحد صحافيي «شارلي إيبدو» إنه لا مجال للمقارنة بين المجلة وديودونيه الفرنسي من أصل كاميروني الذي جاءت شعبيته من سخريته من الهولوكوست. وقال الصحافي لوران ليغر إن ديودونيه لا يعرف روح «شارلي إيبدو»، فالمجلة لم تمجّد الإرهاب أبداً، بينما الاتجاه الذي يسلكه ديودونيه يجعل الأمر أسوأ باستمرار حالة الارتباك التي تدمر فرنسا. لكن آخرين يرفضون ذلك، ويقولون إن فرنسا كانت في خطر هزيمة الحق نفسه الذي تهدف إلى حمايته وهو حرية التعبير.

وقالت أدريان شارميه، الناشطة الحقوقية: يمكننا أن نتحدث بالتأكيد عن النفاق هنا، ففي الأيام الماضية، رأينا إدانة أشخاص كثيرين لحديثهم ببعض الكلمات، بغضّ النظر عن مدى إمكانية إدانة هذه الكلمات، لا بل صدرت أحكامهم ضدّهم كان مبالغاً فيها بشدّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى