صباحات
أطلّ الصباح على ثلوج حلب والخنادق والجبهات وأصوات الصواريخ والصراخ الآتي من خلف البحار والصحاري. فسأل: ما الخبر؟ وعلم أن القضية بلدتان وديعتان: نبّل والزهراء تحت الحصار منذ ثلاثين شهراً، تقاومان الموت. وقد جاء قرار الإبادة بحقّهما لتقع حلب تحت الحصار المعاكس. فقال الصباح… صباح نبّل والزهراء صباح حلب… ولوّحت فاطمة لزينب بمنديلها وقالت: عليك بالشمال وعليّ بالجنوب، وشرب الحسين من ماء العبّاس حتى ارتوى، وتنادى الشباب بنداء يا عليّ فخرج محمد بعمامته يقول كلّ من كان من أتباعي خرج بسلاحه يحمي بيت الزهراء فهو بيتي. وتجمّعت الدماء نهراً صار طوفاناً غرقت فيه الدبّابات، واختنقت به حناجر جند أبي لهب… وصار النصر قوساً فقالت حلب: صباح الخير للثلج… صباح الخير للدمّ… صباح الخير لمرمى نبلةٍ إلى نبّل ومرمى زهرة إلى الزهر!
10-1-2015
في لحظة قبل تذوّق الصباح ورائحة القهوة، وأنا أهمّ بتشغيل الصوت على سماع فيروز، كان الضوء خافتاً، وكانت لسعة البرد قارصة. وللحظة، ارتفع صوت فيروز ورشفة القهوة تغادر الشفتين، وإذ الضوء ينبعث من القلب والدفء كذلك… هذا هو الصباح!
11-1-2015
كيف يتعرّف الصباح على قلوب بيضاء تشبه الثلوج، والقلوب مغطاة لا يشرق عليها؟
قال الصباح: الثلوج تنتشر فوق كل الجبال، لكن في جبل محسن قلوباً بيضاء عرفت كيف تتعالى على الجراح، فتنقذ وطناً. ونظر نحو فرنسا وقال: تعالوا تعلموا كيف تكون الحضارة بِإسلام عنوانه لا تزر وازرة وزر أخرى، لا بِإسلام «وانكحوا ما طاب لكم»… ومضى الصباح!
صباح الثلوج البيضاء تنثر ياسمينها، وصباح الدفء في القلوب يحتضن المساكين الذي يرتجفون في البرد بلا مأوى يليق بإنسانيتهم، وصباح الجنود الذين يتحدّون العاتيات، والمقاومين الذين يصنعون نصرنا الآت، ولسيد المقاومة وقائد الأسود ولكم أجمل صباحاتي!
12-1-2015
إذا جاء الصباح باكراً، لا يرحل الليل إلّا في مواعيده، ولا ينتهي النهار باكراً إذا بدأ باكراً، فلا يتغيّر إلّا وقت العيون المتفتّحة. للصباح مواعيد ومواقيت يستنفر فيها رائحة البخور في أنوفنا!
13-1-2015
عندما جاء الصباح، وجد الأسماك تشكو قسوة الصيّادين، فقال: لهذا أغمض عيوني!
14-1-2015
قفزت وردة لقطرة الندى تقبّلها، فقال الديك للشمس قبّليني، وأطلق صياحَ إعلان الصباح!
15-1-2015
صباحاتكم ندى وياسمين وفرح تصنعونه كما العصافير تصنع أعشاشها كلّ بطريقة ومكان.
16-1-2015
عندما جاء الصباح يحمل البرد بيمينه والمطر بيساره، ورأى طفلاً تستعرض آلامه الشاشات، انحنى خشوعاً… ومضى!