رياضيات في الكلام
الأضواء ليست كالإشعاع. فكثيرون تحت الأضواء بخليط أشعة إذا امتلكنا حسّ التمييز للصادر من الأعماق، بينها نكتشف التميز ولا يملك ذلك إلا من كان إشعاعهم الداخلي قد صقلته العذابات ومشقة الاتقان، قبل أن تبهر عيونهم الأضواء السهلة.
الوقت موازنة نوزّعها بالنشاط والكسل بحسب حرارة الحماسة التي يغلّفها المنطق بحيل إقناع الذات قبل الآخرين.
العتاب والاعتذار يصلحان لمرّةٍ واحدةٍ في الأمر نفسه!
الأفكار التي ننادي بها ولا تصير مدوّنة، سلوك يشبه المكتبة التي تزيّن صالون الأمير ولم يقرأ منها كتاباً!
عندما رآها تمشط شعرها أمام المرآة وتقول شكراً لأنّك تجعلني كلّ يومٍ أجمل، فأقرأ جمالي في عيون الآخرين وكلماتهم، قال لها: الحبّ يمنحنا إشعاعاً يزيّن وجوهنا بجمالٍ لا نعرفه إلّا متى خسرنا نظرات الحبيب. لكنني ما عرفت أنّك تشعرين بذلك إلّا الآن. فقالت: هذه ليست قصيدة غزل بل صلاة تتلوها النساء منذ توت عنخ آمون لمناجاة الخالق على المرآة. فلملم بقايا نظراته عن المرآة ومضى!
فرح الضوء لا تبدّده لسعة برد، كما لا تنقص من قيمة العطر أشواك الورود ولا من قوّة الحبّ آلام الانتظار!
إذا أنجز المرء أمراً جميلاً، هل يستهلك عائده باعتدالٍ أم يستنفده حتى الثمالة؟ الأمر يتوقّف على الهوية عربية أم فرنسية أم بريطانية، لأنّ التعامل مع الإنجاز يشبه طريقة تناول اللحوم عند الشعوب. فمن يأكلها نيئة يتسنفد خلاصاته الأخيرة. ومن يحبّه نصف مطهوٍّ يقف عند حدود. ومن يريده شديد الاستواء يأخذ منه الضرورة. كما يمكن أن يشبه التعامل مع الإنجاز التصرّف إزاء اللباس والألوان بين اختيار الفاقع منها أو الخامد أو خليط هادئ، والجواب ليس بالصحّ والخطأ، بل بالطباع!
الشعور بالدفء تحت الضوء مستمدٌّ من موقع الضوء في وعينا الشمس وصِلتها بالدفء. لكننا أحياناً لا ننتبه أنّ الغطاء مع العتمة يجلب الدفء أكثر، وأحياناً ننسى أنّ الحنان الذي يصلنا من حبيب أشدّ دفئاً. وقليلٌ هو البعض الذي يكتفي بواحدة الضوء أو الغطاء أو الحنان، فيريد جمع اثنتين. وقد يمكنه جمع الضوء أو الغطاء مع الحنان، ولكن ثمة من لا يرضيه أقل من الثلاثة، وهو يعلم صعوبة وضع الغطاء تحت الضوء والتمتّع بالحنان، إلّا إذا صار أحد الثلاثة مظهراً بلا حرارة، وتصير اللعبة «روليت» روسية أيّ من الثلاثة يفقد الحرارة؟