قوات الدفاع الشعبي تعلن سيطرتها على مطار دونيتسك

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيس فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بحثا في مكالمة هاتفية الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا، مشيراً إلى أنه حال ما تتطلب هذه المناقشات مشاركة وزراء الخارجية، فسيكونون مستعدين لمثل هذا اللقاء.

وأوضح لافروف أنه «إضافة إلى المسائل ذات العلاقة بوقف إطلاق النار، من الضروري الاتفاق بشأن إعادة إعمار اقتصاد دونباس، وإعادة تأهيل جوانب الحياة الطبيعية في تلك الأراضي، وربط الاتصالات الاقتصادية بين الجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد وبقية الأراضي الأوكرانية وتوفير الظروف المناسبة للعملية السياسية».

ولفت رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أنه «تقام اتصالات وثيقة بشأن جميع هذه المواضيع، بما في ذلك بين المشاركين في رباعية النورماندي. عدد من هذه المسائل بُحث الخميس في مكالمة هاتفية للرئيس بوتين والمستشارة ميركل. حال ما تتطلب هذه المناقشات بما فيها في مجموعة الاتصال وبين العواصم مشاركة وزراء الشؤون الخارجية، نحن سنكون مستعدين لإجراء مثل هذا الاجتماع».

وفي السياق، أعرب لافروف عن أمله في ألا يخضع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لدعوات «فريق الحرب» في كييف إلى إجهاض اتفاقات مينسك. وقال تعليقاً على إعلان كييف عن خطة تعبئة أكثر من 100 ألف شخص في العام الحالي، إن هناك تقاريراً يتحدث عن استبدال القوات الأوكرانية بكتائب متطوعين، مشيراً إلى أن سمعة هذه الكتائب سيئة في ما يتعلق بقواعد الانضباط.

وأكد الوزير الروسي أن أية خطوات متعلقة بالتحضيرات العسكرية لا تساعد في العملية في إطار مجموعة الاتصال وكذلك في إطار «رباعية نورماندي»، مشيراً إلى أن الرئيس بوتين أكد لنظيره الأوكراني أكثر من مرة أن خطط «فريق الحرب» مضرة للغاية.

وأكد لافروف أن هذا «الموقف الخاطئ» يقوّض اتفاقات مينسك «روحاً ونصاً» وكذلك بيان برلين الذي أقره وزراء خارجية روسيا وألمانيا وأوكرانيا وفرنسا في 12 كانون الثاني.

وقال إن آفاق عقد قمة رباعية روسية أوكرانية فرنسية ألمانية تتوقف إلى حد كبير على قدرة طرفي النزاع على التزام وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه يجرى حالياً العمل على تحقيق هذا الهدف بمشاركة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كما أشار إلى إمكان إجراء اجتماع وزاري تمهيداً لعقد القمة.

وترأس الرئيس الروسي أمس اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي بحث فيه جملة من القضايا أبرزها الوضع في شرق أوكرانيا والتحضيرات للقمة المتوقعة لـ»رباعية نورماندي».

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن مجلس الأمن الروسي تطرق في اجتماعه إلى وضع سوق الطاقة العالمية وتأثيره في الاقتصاد في روسيا والعالم.

وأعلن غريغوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي أمس أن موعد عقد اجتماع قمة لمجموعة «نورماندي» حول الأزمة الأوكرانية لم يحدد بعد، مشيراً إلى أن تحديد هذا الموعد سيرتبط بنتائج «العمل الذي جرى الحديث عنه».

وفي السياق، بحث الرئيس الأوكراني الوضع في دونباس خلال مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية واتفقا على ضرورة إجراء اجتماع عاجل لأطراف مجموعة الاتصال الثلاثة.

وتحدث موقع الرئيس الأوكراني في شبكة الانترنت أمس عن أن «بوروشينكو وميركل اتفقا على ضرورة إجراء اجتماع لأطراف مجموعة الاتصال الثلاثة».

كما عبّر الجانبان عن ضرورة وقف تصعيد الوضع في دونباس، والوقف الفوري لإطلاق النار من قبل قوات الدفاع الشعبي، وفي هذا السياق، شددا على أهمية دور بعثة المتابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ودعا باروشينكو وميركل أيضاً جميع الأطراف إلى بذل الجهود من أجل منع تفاقم النزاع.

من جهة أخرى، نقل عن المتحدث باسم خارجية بيلاروس دميتري ميرونتشيك قوله إن اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الوضع في دونباس لن يلتئم في مينسك.

وتضم هذه المجموعة في عضويتها، سفير روسيا الاتحادية في كييف ميخائيل زورابوف، ورئيس أوكرانيا الاسبق ليونيد كوتشما ممثلاً لكييف، والمبعوثة الخاصة لرئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هايدي تاليافيني وممثلين عن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية أمس أن القوات التابعة لها سيطرت على مطار دونيتسك، وأضافت أن نحو 10 جنود أوكرانيين لا يزالون موجودين بين أنقاض المطار الجديد، لافتة إلى أنهم توقفوا عن إطلاق النار.

وكان رئيس جمهورية دونيتسك أعلن أول من أمس أن العسكريين الأوكرانيين غادروا المطار، وأنه سيخضع قريباً لسيطرة قوات الدفاع الشعبي.

وأعلنت رئاسة أركان قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك «مقتل أكثر من 10 جنود أوكرانيين إضافة إلى العثور على 6 جثث متفحمة في المطار»، ومقتل أحد أفراد قوات الدفاع الشعبي وإصابة 8 آخرين.

وكان المتحدث باسم الجيش الأوكراني ليونيد ماتيوخين قال في تصريح صحافي إن القوات الأوكرانية ألحقت بها خسائر في مطار دونيتسك، لكنه لم يحدد حصيلتها.

وأعلن الرئيس الأوكراني أن الجيش سيعيد تجميع قواته في «المناطق الساخنة» في دونباس، ويعززها بوحدات إضافية، وقال خلال اجتماعه برؤساء الكتل في البرلمان الأوكراني «تجرى الآن إعادة تجميع للقوات وتُستقدم وحدات إضافية من أجل إحلال الأمن في أكثر النقاط خطراً».

وأفاد المكتب الصحافي للرئيس الأوكراني أن بوروشينكو أكد أن جيش البلاد تعزز بشكل كبير في الأشهر الأربعة الأخيرة. وأكد أن «هذه العملية تأتي لتؤكد بوضوح أن الهدنة ليست ضعفاً وأن من يحاول الاستخفاف بها سيدفع حياته ثمناً».

وأعرب بوروشينكو خلال اللقاء عن شكره لرؤساء الكتل البرلمانية الذين ساندوا مرسومه بشأن التعبئة، مضيفاً: «هذه التعبئة تعطي إمكاناً لتقوية قواتنا المسلحة. وفي الوقت ذاته لها علاقة بتناوب قواتنا المسلحة الموجودة في الجبهة. هذا ضروري حتى يتوافر لهم إمكان زيارة أسرهم وإحلال الأمن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى