vطالبت الأمم المتحدة بتحقيق في المذبحة التي راح ضحيتها مئات المدنيين على أيدي قوات المتمردين في بانتيو شمال جنوبي السودان، ومحاكمة المسؤولين عن هذه الأعمال التي وصفتها بالوحشية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريتش إنهم يدينون بشدة جرائم القتل هذه «المحددة الأهداف، ويطالبون بإجراء تحقيق مفصل في هذه الأفعال البشعة ومعاقبة مرتكبيها وقادتهم». وأضاف أن الأمم المتحدة تذكّر الأطراف المتحاربة بواجبها في حماية المدنيين، وتطالبها بالكف فوراً عن استهداف العزل واحترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في كانون الثاني الماضي «والذي بقي حبراً على ورق».

وانتقدت البعثة الأممية في جنوب السودان بشدة استخدام إذاعة بانتيو من قبل بعض أفراد المعارضة لإذاعة «خطاب كراهية وحتى دعوة الرجال من أحد المجتمعات إلى ارتكاب أعمال عنف جنسية انتقامية ضد النساء من مجتمع آخر».

وقالت إن رجالاً ونساء وأطفالاً من عرقية النوير التي ينتمي إليها مشار قُتلوا في مستشفى بانتيو بسبب اختبائهم ورفضهم الانضمام إلى أفراد آخرين من العرقية نفسها كانوا يهتفون للمسلحين لدى دخولهم البلدة.

من جهة أخرى، وصف رياك مشار مسؤول المتمردين ونائب رئيس البلاد السابق الاتهامات الموجهة لقواته بالباطلة، قائلاً: «نحن نحترم شعبنا»، مضيفاً أن قواته التي قاتلت في بانتيو هي من المنطقة نفسها، ولا يمكن أن تقتل أهلها.

وكانت البعثة الأممية بجنوب السودان قد قالت في بيان إن أكثر من مئتي مدني لجأوا إلى مسجد في بانتيو قُتلوا بعدما اجتاح المتمردون المدينة.

وأوضحت أنه «حين سيطر المتمردون على بانتيو قاموا بتفتيش مناطق عدة اتخذها مئات المدنيين من أبناء جنوب السودان والأجانب ملجأ لهم، وقتلوا المئات من هؤلاء المدنيين بعد التحقق من انتمائهم القبلي أو جنسيتهم». وأكد البيان أن قوات مشار «فصلت أفراد جنسيات ومجموعات قبلية معينة عن الباقين ووضعتهم في مأمن، بينما قُتل الآخرون».

وتعد هذه من أكبر المجازر التي تستهدف المدنيين منذ بدء المعارك التي اندلعت يوم 15 كانون الأول الماضي في العاصمة جوبا بين القوات الحكومية والقوات الموالية لمشار من قبيلة النوير قبل أن تمتد إلى باقي البلاد وتتخللها العديد من التجاوزات ضد المدنيين.

وكتب المسؤول الأول عن مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر الأحد الماضي أن هناك مشاهد مروعة لجثث أعدم أصحابها ملقاة في شوارع بانتيو.

في هذه الأثناء، قال مصدر مطلع في مدينة بور إن لجاناً محلية تعمل على تهدئة خواطر أهل المدينة بعد مقتل 56 شخصاً الأسبوع الماضي جراء اشتباكات بين متظاهرين وقوات تابعة للأمم المتحدة.

وشكلت الحكومة لجنة مشتركة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتحقيق في المواجهات.

ويوجد حالياً أكثر من 12 ألف لاجئ في قاعدة الأمم المتحدة في بانتيو، وتؤوي البعثة نحو 68 ألفاً في قواعدها الثماني في البلاد.

ويتكدس أكثر من 30 ألفاً آخرين في ظروف مأسوية في قاعدتين للأمم المتحدة بجوبا، خوفاً من أن يتم استهدافهم بسبب انتمائهم القبلي أو العرقي.

وفي 18 نيسان الجاري هاجم نحو 350 شاباً مسلحاً يرتدون ملابس مدنية قاعدة الأمم المتحدة في بلدة بور التي تبعد مئتي كلم عن جوبا، والتي لجأ إليها نحو خمسة آلاف مدني معظمهم من قبيلة النوير، وقتلوا نحو خمسين من هؤلاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى