«الشام يا محبّة» عرضاً مسرحيّاً راقصاً لفرقة «المهرة» السورية
كتب سامر اسماعيل من دمشق سانا : لم تجد فرقة «المهرة» السورية للمسرح الراقص أفضل من عبارة «الشام يا محبة» لتعنون بها عرضها المسرحي الراقص الذي قدمته على مسرح الحمراء هدية إلى أقدم عاصمة مأهولة نهلت فيها من التراث السوري الموسيقي والغنائي العريق.
تجلت في هذا العرض قدرة الراقصين والراقصات على إعادة «الميوزيكال» كنوع من أنواع المسرح الغنائي، مدعوماً بمقطعيات شعرية أداها كل من جمال العلي وتماضر غانم فكان الشعر حاضراً جنباً إلى جنب مع الجسد والأغنية والموسيقى التي وضعها محمد هباش.
العرض الذي افتتح لوحاته الراقصة تحت عنوان «الشام» تضمن رقصات متعددة نهلت من التراث والأغنية السوريين مثل «بكتب اسمك يا بلادي» وأغنية «كف النسيم» و«ياسمين الشام»، فضلاً عن رقصات على أغنيات «ليمونة» و«قالولي كن» و«الشام يا محبة»، إذ تفرد راقصو فرقة «المهرة» وراقصاتها في تقديم حركات وإيماءات صممها كل من بشار زريقي وهادي حمامي وسهير جابر جنباً إلى جنب مع أكسسوارات ساندي حمامي.
البداية كانت عنوان للوحة الثانية من هذا العرض، إذ قدمت «المهرة» فقرات متنوعة في هذه اللوحة افتتحها جمال العلي بقصائد للشاعر عمر الفرا، تلتها رقصات «ماشيين بالفلا» «أنا البدوية» و«البصارة» و«خيول العز» فتبدّت قدرة الفرقة في التلوين الجسدي الراقص، مقتربة في أسلوبها الفني من أسلوب الفرق الاستعراضية التي حرصت مديرية المسارح والموسيقى على دعمها وتشجيعها في مواسمها السنوية جنباً إلى جنب مع العروض المسرحية الدرامية.
اللوحة الثالثة كانت في هذا العرض الذي صممه ماهر حمامي، عبارة عن بانوراما من المدن والأرياف السورية وافتتحتها «المهرة» بقصائد للشاعر نزار قباني بصوت كل من جمال العلي وتماضر غانم، أعقبتها رقصة «شفتك يا جفلة» من تراث الساحل السوري، إضافة إلى رقصة «يا أم التلات شيالات» ورقصة على أغنية «يوم على يوم» للراحل فهد بلان.
التراث الحلبي كان حاضراً في عرض «الشام يا محبة» إذ قدمت فرقة «المهرة» رقصات على أغان مثل «تيمتني» تبعتها بأغنية «عاليوم شمل» من التراث الجبلي، مظهرةً قدرة على صوغ مشهدية كرنفالية عالية تزاوجت من خلاله المادة البصرية على المسرح التي صممها راكان العضيمي مع طبيعة هذا العمل الفني الاستعراضي الذي وصفه الكريوغراف وصاحب الفكرة ماهر حمامي بأن «الشام يا محبة» هو عرض عن الشام وناسها وتراثها الشعبي وفنها الأصيل.
ختام العرض كان مع لوحة وطنية قدمت فيها الفرقة قصائد لكل من جمال العلي وتماضر غانم بصوتهما، إلى أغنية «شد شراعك» وأغنية «رفرف يمام السواحل» إذ برعت الفرقة الراقصة في تكوين ما يشبه احتفاء باللون الغنائي السوري عبر تكوينات فنية مزجت فيها الشعر بالرقص والمشاهد الدرامية والبصرية في توليفة شارك فيها 14 راقصاً و13 راقصة قدموا جهداً جماعياً لافتاً.
الجدير ذكره أن فرقة «المهرة للمسرح الراقص» تأسست عام 1991 على يد الفنان ماهر الحمامي وقدمت خلال مسيرتها العديد من العروض داخل سورية وخارجها ونالت خلالها نجاحاً وشهرة واسعين.