إيطاليا تخرق اتفاق «مجموعة السبعة»

قالت إحدى الفتاتين الإيطاليتين المطلق سراحهما مؤخّراً، إنها لن تعود إلى سورية، وسط حالة من الجدل في إيطاليا حول دفع الحكومة فدية لتحريرهما من عدمه.

وفي أول ظهور علنيّ لها، قالت غريتا راميللي، في تصريحات بثّتها التلفزة الحكومية الإيطالية مساء السبت: «في الوقت الراهن لن أعود إلى سورية فالوضع هناك لا يطاق».

وفي السادس من آب، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان، اختفاء مواطنتين إيطاليتين في سورية هما: فانيسا مارتزولو من مدينة بيرغامو تبلغ من العمر 21 سنة، وغريتا راميللي من مدينة فاريزي وعمرها 20 سنة، تعملان في المشاريع الإنسانية، بعد مرور ستة أيام من دون التمكن من الاتصال بهما.

وقبل ثلاثة أيام، أطلق سراح الإيطاليتين في ظروف لا تزال غامضة، مع تردّد أنباء عن دفع الحكومة فدية قدرها 12 مليون يورو مقابل إطلاق سراحهما.

ونقلت صحيفة «إلفاتو كوتيديانو» المستقلة الإيطالية أمس، عن زعيم تنظيم «رابطة الشمال اليميني» المعارض، ماتيو سالفيني قوله: «إذا تم حقاً دفع فدية لإطلاق سراح اثنتين من أصدقاء السوريين، فإن هذا مثير للقرف».

وكانت تغريدة على «تويتر» لأحد المقرّبين من «جبهة النصرة» التي يعتقد أنها كانت تحتجز الفتاتين، قد تحدّثت الخميس الماضي عن فدية دفعت لتحرير الفتاتين.

في السياق ذاته، قالت ماريا ستيلا جيلميني، نائب زعيم كتلة «فورتسا إيطاليا» في مجلس النواب، التي يتزعمّها رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، إن الإفراج وقع بعد أسبوع واحد بالضبط من مذبحة باريس، وهذا يمنحنا الحق في التساؤل عمّا إذا كانت أيّ فدية قد دفعت للإرهابيين، ما هي إلا مصدر لتمويل الموت في أوروبا وأماكن أخرى.

من جانبه، قال ماسيمو كورسارو، أحد قياديي حزب «اخوة إيطاليا» اليميني، إن الفتاتين قد عرّضتا نفسيهما والدولة الإيطالية بكاملها للخطر ولمصاعب جمّة، من خلال وجودهما الطوعي في بلد خطِر يعاني من تواجد مكثف للإرهاب.

وتساءلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عن الثمن الذي دفعته إيطاليا مقابل إطلاق «جبهة النصرة» سراح الإيطاليتين، وإذا كانت الحكومة الإيطالية قد دفعت فدية فعلاً، فإنها تكون قد خرجت على اتفاق مجموعة السبعة من عدم دفع مقابل مادي لحرية رهائن.

ويدور الحديث عن 12 مليون يورو، قد تكون الحكومة الإيطالية دفعتها لـ«جبهة النصرة» مقابل إطلاق سراح كل من غريتا راميلي وفانيسا مارزولو. ونفى وزير الخارجية الإيطالي باولو غانيلوني أن تكون حكومته قد دفعت فدية لـ«جبهة النصرة»، ولكن لم يكن نفيه مقنعاً، كما تقول «إندبندنت».

ويقول بعض الإعلاميين إن إيطاليا ودولاً أوروبية أخرى دفعت مقابل تحرير رهائنها في الماضي، وهناك أدلّة على ذلك. وقال غانيلوني إنه استغرب من الشائعات التي تروج عن دفع فدية، ويشكّ في أن «جبهة النصرة» نفسها تقف وراء الإشاعات.

وتوجهت «إندبندنت» إلى الناطق بلسان وزارة الخارجية الإيطالية للحصول على نفي أو تأكيد للموضوع، لكن الناطق أحالها إلى البيان الذي أصدره وزير الخارجية. وطالب نائب برلماني عن يمين الوسط الحكومة الإيطالية بتأكيد الموضوع أو نفيه، «حتى نعرف إن كنّا ساهمنا في تمويل المسؤولين عن الهجمات على مجلة شارلي إيبدو»، كما قال.

وكانت الحكومة قد قالت قبل إطلاق سراح المرأتين إنها دخلت في مفاوضات معقدة مع الخاطفين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى