مواقف سياسية تؤكد أن الأولوية الأمنية هي لبيروت وطرابلس والحوار المخرج لإيجاد استراتيجية وطنية لمواجهة التداعيات الإقليمية
أجمعت القوى السياسة على «أن الحوار هو المخرج الوحيد لايجاد استراتيجية وطنية تواجه أي تداعيات إقليمية طارئة يمكن أن تعكر مسار الأجواء الإيجابية القائمة». ولفتت القوى السياسية في مواقفها إلى «أن الأولوية الأمنية هي لبيروت وطرابلس نظراً الى عدم إمكانية سحب العناصر الأمنية من هذه المناطق الأكثر تهديداً لنشرها في مناطق أخرى في ضوء النقص في العديد منها»، لافتة إلى أنه «لولا أجواء الهدوء التي أرساها الحوار بين المستقبل وحزب الله لما مرَّ تفجير جبل محسن الأخير على خير من دون أن تشتعل النيران بين الجبل وباب التبانة».
وفي السياق، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «أنه يتابع مسار الحوارات ومضمونها وأمله كبير في أن تحقق النتائج المرجوة منها على صعيد تحصين الساحة اللبنانية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء بما يتيح الفرصة في الأيام المقبلة، وان نرى حوارات أيضاً تشمل بقية الفرقاء، وكذلك تمهيداً لحوار لبناني وطني جامع نتوصل جميعاً من خلاله الى استقرار الوطن لبنان وأمنه وسلامته». وكان دريان تحدث في مطار بيروت الدولي قبيل مغادرته الى الدوحة، تلبية لدعوة رسمية تستمر أياماً عدة، ورافقه عدد من المفتين والمستشارين.
وكان في وداعه في المطار وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام وعدد من المفتين والشخصيات وممثلين من سفارة قطر في لبنان.
وكانت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية نشرت لوائح الشطب لانتخاب أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وأعضاء المجالس الإدارية للأوقاف الإسلامية في بيروت والمناطق، ومفتي المناطق، لصقاً في مركز المديرية العامة للأوقاف الإسلامية مبنى دار الفتوى في بيروت، والدوائر الوقفية في المناطق بتاريخ 17/1/2015م، وذلك استناداً لنص الفقرة ب من المادة 12 من المرسوم الاشتراعي رقم 18/55 »
وأكد النائب الوليد سكرية «أن لا غطاء سياسياً لأي مخل بالأمن في منطقة بعلبك – الهرمل»، لافتاً الى «أن أهالي المنطقة طلبوا من الأجهزة الأمنية «تنفيذ خطة أمنية ونشر الجيش والقوى الأمنية في بعلبك، إلا أن الأولوية الأمنية هي لبيروت وطرابلس نظراً الى عدم إمكانية سحب العناصر الأمنية من هذه المناطق الأكثر تهديداً لنشرها في مناطق أخرى في ضوء النقص في العديد».
ودعا «الدولة اللبنانية الى أخذ زمام الأمور وضبط الوضع الأمني والبؤر الأمنية في بعلبك».
ورأى «أن الحوار مع تيار المستقبل أرسى جواً من الهدوء على الساحة الداخلية وأعطى الضوء الأخضر للقوى السياسية والسلطة لضبط كل مخل بالأمن»، مشدداً على «أن سرايا المقاومة هي جزء مكمل للمقاومة اللبنانية، لكنها غير منضوية داخل حزب الله»، لافتاً إلى «أن «سرايا المقاومة تقوم عملياً بتأمين الحماية للقرى المهددة من «داعش» و«النصرة» في ظل غياب دور الجيش اللبناني»، رافضاً الكلام عن «أن سرايا المقاومة تشكل عصابات خطف وسرقة».
وناشد سكرية الدولة «الإسراع في اتخاذ الاجراءات الحازمة لوقف وصول الإمدادات غير الشرعية الى المسلحين الموجودين في جرود عرسال، والذين يشكلون تهديداً كبيراً على لبنان».
وأكد النائب جمال الجراح أهمية الحوار المفيد والقائم بين تيار المستقبل وحزب الله. ولفت إلى «أن هذا الحوار يهدف الى تنفيس الاحتقان ولخلق مساحات مشتركة وتأمين الهدوء والاستقرار في البلد».
وأشار الجراح إلى «أنه لولا أجواء الهدوء التي أرساها الحوار بين المستقبل وحزب الله لما مرَّ تفجير جبل محسن الأخير على خير من دون أن تشتعل النيران بين الجبل وباب التبانة»، وأضاف أنه «عندما يتوفر القرار السياسي لا شيء يعيق دخول الجيش الى اي منطقة».
ورأى الجراح «أنه لا يمكن الاستمرار من دون رئيس للجمهورية الذي يمثل رمز هذا البلد ورأس المؤسسات وحامي الدستور وعنوان الميثاقية»، واعتبر «أن أي تغييب للمكون المسيحي عبر رئاسة الجمهورية هو تغييب للوطن وضرب للشراكة الوطنية».
وشدد النائب سامي الجميل على «أن الخطوة الأولى للاتفاق السياسي تبدأ بكسر الجليد ووقف المقاطعة الشخصية بين الزعماء والمسؤولين، ومن هنا نحن مرتاحون لتطور الأمور لأنها تسير بالاتجاه الذي رسمناه وطالبنا به، وعلينا ككتائب ان نواكب هذا التطور في مناطقنا».
واعتبر «أن معركة الإصلاح ومحاربة الفساد باتت أولوية لحزب الكتائب، كمعركته لاستعادة سيادة الدولة»، مشيراً إلى أنه «علينا السعي لجعل حياتنا أفضل، وأن يشعر كل مواطن أن الدولة تحميه وتؤمن حاجاته من دون منة من احد، كما هو الواقع في كل البلدان التي تحترم نفسها».
ودعا النائب هاني قبيسي «كل القيادات اللبنانية الى التمسك بلغة الحوار لمواجهة الارهاب والارهابيين». وأشار إلى «أن عنوان الوحدة في لبنان هو الجيش الوطني اللبناني الذي حقق انجازات وطنية، وهذا الجيش في حاجة الى حماية والى حصانة وأسلحة ليتمكن من حماية هذا الوطن».
وأكد قبيسي في احتفال تأبيني في بلدة صير الغربية «أننا لن ننزلق إلى واقع طائفي أو مذهبي أو إلى فتن داخلية، لأن ما يسعون إليه هو أن يغرق لبنان في الفتنة وفي اقتتال داخلي كما يجري في اليمن وفي سورية وفي كثير من البلدان العربية، يسعون لضرب مكامن وقوة الأمة وضرب جيوش الأمة، لذلك يستهدفون الجيش السوري في الجولان في المنطقة التي انتصر فيها على «إسرائيل»، وفي لبنان يستهدفون الجيش اللبناني الذي انتصر على «إسرائيل» مع الشعب والمقاومة»، مشدداً على «أن الحل في لبنان في هو التلاقي والتواصل والتفاهم والحوار».
وتساءل: «الى من ترسلون السيارات المفخخة التي اكتشفها الجيش في لبنان، ولماذا لا ترسلونها لتفجيرها بوجه «إسرائيل» في فلسطين المحتلة أو في غزة»؟
أما رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن فأمل «بأن ينعكس الحوار القائم بين حزب الله وتيار المستقبل، والمرتقب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، استقراراً داخلياً ومجالاً للحل المنشود في البلاد»، مضيفاً في تصريح أمس: يبقى هذا الرهان هو المخرج الوحيد لايجاد استراتيجية وطنية تواجه أي تداعيات إقليمية طارئة يمكن أن تعكر مسار الأجواء الايجابية القائمة».
وأشار إلى «أن أهمية هذا التفاهم تكمن في قبول كل الأطراف بالاحتكام إلى تأمين التوازن المطلوب لحل الإشكالات الحاضرة، فضلاً عن إحداث فجوة لتحسين صلاحيات رئيس الجمهورية المقبل من أجل تفعيل دوره التوافقي وتنفيذ ما يساعد في استكمال تطبيق اتفاق الطائف».
وشدد على «أن المظلة الحوارية الحالية، هي بمثابة نشر شبكة أمان للتوازن القائم الذي لا يستقيم أي حكم من دونه. وإن ضمانته تكمن في تفعيل صلاحيات الحكم لئلا تبقى معطلة عند أي خلاف حول القضايا الداخلية».
ونوه رئيس تيار القرار اللبناني الوزير والنائب السابق طلال المرعبي بالتدابير التي اتخذها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في سجن رومية، ودعا الى «الاستمرار في تنفيذ الخطة الأمنية في كل المناطق حتى يشعر المواطن بالامن والامان».
وأكد خلال استقباله وفداً من اتحاد جمعيات عكار الانمائية برئاسة زاهر عبيد «أن طرابلس وعكار والشمال يتمسكون بالشرعية ومؤسساتها ويرفضون كل ما يسيء الى الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والعيش الواحد». وشجع على «الاستمرار في الحوارات عل ذلك يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية لأن هدر الوقت يترك البلاد في حالة لا استقرار».
ورأى الامين العام لـ «التيار الاسعدي» معن الاسعد في تصريح «أن الإنجازات النوعية التي حققتها القوى الامنية وفي مقدمها الجيش، هي ثمرة الحوار القائم والمرتقب بين الأفرقاء ورفع الغطاء الامني والسياسي والقضائي عن الارهابيين القتلة».
ودعا الى «شمول الخطة الأمنية مختلف المناطق وخصوصاً البؤر الامنية في الشمال والبقاع والمخيمات الفلسطينية، وتحديداً مخيم عين الحلوة التي لا تزال تؤوي الإرهابيين الفارين من وجه العدالة». وطالب الجهات الأمنية والسياسية واللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة «بتسليم إرهابيين معروفين ومطلوبين مختبئين في المخيم منعاً لتداعيات سلبية والوقوع في المحظور المجهول».
وطالب «بفتح تحقيق جدي ومسؤول في فضيحة «إمارة روميه» ومحاسبة كل من ساهم في إدخال الأسلحة والأجهزة ومن هرّب إرهابيين من الشمال الى مخيم عين الحلوة حتى لا يتكرر المشهد والفعل الإرهابي في سجون أخرى».
ورأى منسق هيئة حوار الأديان محمد شعيتاني «أن أجواء الحوار السائدة بين حزب الله وتيار المستقبل واللقاء الروحي الاسلامي والحوار المتوقع بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، توحي جميعها بإيجابيات مرتقبة، وتؤشر لمرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والأمني».
وشدد على «ضرورة توظيف كل الجهود لإنجاح المبادرات الحوارية، لا سيما أن لبنان لا يزال في عين العاصفة ويتعرض للاستهداف والتحديات والإرهاب».
وأشاد شعيتاني بما تحققه القوى الأمنية «لإحباط المحاولات الارهابية التي تستهدف الامن والاستقرار ووحدة لبنان ومؤسساته».