طنوس شاكر نصر شاعراً قوميّاً ناظماً للزعيم مطلع الصباح

لبيب ناصيف

كنت اطلعت وأنا أتصفح الجزء الأول من مجلد «من الجعبة» على إيراد الأمين جبران جريج في الصفحة 227 عن انتماء الرفيق طنوس نصر على يد شارل سعد 1 الذي «لعب مع الرفيق رفيق الحلبي 2 دوراً بارزاً في المنطقة المؤلفة من الشويفات، بشامون وعين عنوب». ثم لفتني في الصفحة 340 من الجزء المذكور أن الرفيق طنوس نصر «عُيّن منفذاً عاماً لمنفذية الساحل الجنوبي بعد أن كان انفصل القطاع الساحلي عن قضاء عاليه، وأصبح قطاعاً مستقلاً مؤلفاً من قرى عين عنوب، بشامون، سرحمول، الشويفات، فأنشئت منفذية باسم منفذية الساحل الجنوبي وعيّن الرفيق طنوس نصر منفذاً عاماً لها». ولفتني أيضاً، عندما وصلت الى الجزء الرابع من مجلد «من الجعبة» أن الأمين جريج نشر في الصفحتين 96 و97 قصيدة للرفيق طنوس نصر عنوانها «الزعيم، مطلع الصباح» نقتطع منها الآبيات الآتية:

عيشي على أمل ولا تتبرمي يا دوحة الفكر المنير الملهم

عيشي بجو الابتسام قريرة وتنعمي بلذاذة المتبسم

اقصي التجهم وانبذي أسبابه ما جادت الدنيا على المتجهم

في جوك الموهوب من فيض الهدى نور يشع على الورى فترنمي

ماضيك، سدت به الممالك كلها ومضيت في أرجائها لتعلمي

فن الصناعة والملاحة في الورى متوارث عن عهدك المنصرم

لولاك ما عرف الزمان هداية بكتابة وقراءة وتفهم

وإذا كان الأمين جبران جريج اكتفى بنشر قصيدة واحدة للرفيق طنوس نصر، فإن أعداد مجلة «البيدر» لصاحبها الرفيق الشاعر وليم صعب، تزخر بقصائد له، أو عنه، ومنها على سبيل المثال:

في العدد 575 ايار 1973 نشرت للرفيق طنوس قصيدة له نقلاً عن مجلة «بلبل الأرز»، العدد 6 تاريخ 1 نيسان 1935.

في العدد 580 كانون اول 1973 نشرت له قصيدة «الفجر».

وفي العدد 483 ايار 1964 نشرت «البيدر» للشاعرة الرفيقة حنينة ضاهر 3 قصيدة موجهة الى أخي الغالي طنوس نصر لمناسبة مرور سنتين على غيابه».

الى قصيدته «الزعيم، مطلع الصباح» قرأت للرفيق الشاعر طنوس نصر قصيدة عنوانها «ابن زيكار 4 نشرها في مجلة «الواجب» 5 ونعتذر عن نشرها، وكذلك القصائد الاخرى المشار إليها آنفاً وغيرها، لضيق المجال.

وفاته:

توفى الرفيق الشاعر طنوس نصر في مطلع نيسان عام 1962، هذا ما يوضحه لنا العدد 483 من مجلة «البيدر» أيار 1964 إذ يقول صاحبها الرفيق وليم صعب:

«في مطلع نيسان الفائت مرّت سنتان على غياب أخينا الحبيب الخالد الذكر والأثر طنوس نصر.

ونحمد الله على أنه عوّض علينا بالملائكة الثلاثة: رجا وبسام وأنطوانيت أطفال فقيدنا الغالي الذين يدهشون العقول بذكائهم الخارق أمدّ الله بحياتهم.

ويضيف: « لمناسبة الذكرى الثانية لغياب حبيبنا طنوس ننشر هذه القصيدة الفصحى التي نشرناها في مجلتنا «بلبل الأرز» في عدد أول نيسان 1935 وفيها تظهر نزعته التحررية، وقد كان أديباً يجيد الكتابة نثراً وشعراً فصيحاً وزجلياً »:

عذولي ما لنفسي من عذولي إذا ما سامني لوم الجهول

رماني الناس بالكفران لما نبَت عن مَيل اترابي ميولي

همُ قنعوا بما ورثوا قديماً ولم أقنع بغير ضيا الدليل

فقد عبّدوا الرسوم وزخرفوها وقالوا: صورةُ المولى الجليل

وقد صنعوا الدُمى متنوعات لتُعبد في الصباح وفي الأصيل

ولم أعبد سوى الرحمن، لكن بسامي الفكر واللبَّ الأصيل

أمجده بإشراق الأضاحي وأكرمه بأضواء الأفول

هوامش:

1 – من الشويفات. صاحب المدرسة المعروفة باسمه، تولى مسؤولية منفذ عام بيروت، في النصف الثاني من ثلاثينات القرن الماضي. انتهى خارج الحزب.

2 – من مؤسسي العمل الحزبي في بشامون ومنطقة الساحل من الغرب ومؤسس العمل الحزبي في غانا. لمراجعة النبذة المعممة عنه يمكن الدخول الى أرشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

3 – رفيقة وشاعرة مميزة 1918 2008 . صدر لها ديوان جمع منتخبات نثرية وشعرية لها عنوانها «الديوان». للاطلاع على النبذة المعممة عنها الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.

4 – تقول مجلة «الواجب» في تقديمها لقصيدة «ابن زيكار»: «ما كاد الأديب القومي الشاعر طنوس نصر يطوي آخر صفحة من رواية ابن زيكار تأليف الأديب القومي جورج مصروعة، حتى ولدت تحت قلمه القصيدة التالية»…

5 – صدرت في النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي، صاحبها ومديرها الرفيق فريد مبارك. سنأتي على ذكرها في النبذة التي نعدها حالياً عن الرفيق فريد مبارك.

رئيس لجنة تاريخ الحزب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى