سرميني: مشاركة بعض المعارضة السورية في لقاء القاهرة تهدف إلى تعطيل مؤتمر روسيا
حاورها سعد الله الخليل
تشهد العاصمة الروسية حراكاً سياسياً ومؤتمرات لبلورة رؤى وتطلعات الشعب السوري حيال مستقبل بلدهم والسبيل الأنجع لوضع قطار الحوار الوطني على سكة الحل السياسي الشامل للأزمة المستمرة منذ حوالى أربع سنوات. لكن نجاح اللقاء التشاوري الذي دعت إليه موسكو، برأي الأمين العام المساعد لحزب الشباب سهير سرميني التي ستشارك في اللقاء، يبدأ من مشاركة واسعة تفتح الأبواب أمام حوار سياسي سوري – سوري على الأراضي السورية. وأوضحت أن الدعوات وإن وجهت في شكل شخصي إلا أن كل شخص من المشاركين له مرجعيته التمثيلية، لافتة إلى أن اللقاء سيضع الخطوط الأساسية لحوار «سوري – سوري».
ورأت سرميني في لقاءٍ مشترك لصحيفة «البناء» وشبكة «توب نيوز» أن «أي حوار ناجح يجب أن يضع حداً للاحتدام الدائر على الساحة السورية ويكون منبعه دمشق»، مضيفةً: «الغاية من اجتماع موسكو تجميع الآراء تحت عنوان سيادة سورية وأرضها، ووقف القتل والعنف ووقف دعم الارهاب الذي يشكل استمراراً لنزيف الدم. إضافة إلى الاتفاق على العناوين الداخلية ومنها ملف النازحين والمعتقلين والمخطوفين، وبعدها الانتقال إلى المسار السياسي الذي يهدف إلى التغيير الديمقراطي السلمي في سورية، والذي يمكن أن يكون عبر مؤتمر سوري – سوري في دمشق».
وعن مشاركتها في وفد المعارضة السورية الذي زار موسكو قبل إعلانها عن اللقاء التشاوري، أشارت سرميني إلى النقاشات المعمقة مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمقترحات التي قدمت الكثير من الشرح عن قضايا الشعب السوري ومعاناته، كما طرحت وجهات النظر المتعلقة بالحوار السوري – السوري، وهو «ما شكل أرضية في موسكو لضرورة الانتقال إلى صيغة التشاور والتشارك».
وينبع إصرار الروس على توجيه الدعوات في شكلٍ شخصي بحسب سرميني من سعي موسكو الى عدم إفشال اللقاء التشاوري، وأضافت: «عندما توجه الدعوة إلى كيان سياسي كامل يمكن في حال رفض المشاركة أن يجري تعطيل حضور كامل هذا الكيان السياسي أما الدعوة الشخصية فتمنح الفرصة للحضور للمدعوين بغض النظر عن اختلاف الآراء داخل هذا الكيان السياسي».
وعما إذا كان شكل الدعوة يشكل حرجاً لحزب الشباب قالت سرميني: «هذه لا تشكل مشكلة».
كسر الجليد
وأشارت سرميني إلى «أن اللقاء والجلوس إلى طاولة مستديرة من شأنه كسر الجليد والتوصل إلى عناوين توافقية تقود إلى حل سياسي يوقف نزيف الدم ورفض الحل الفوضوي الذي لا نهاية له»، متسائلة: «هل الخلافات الداخلية في صفوف المعارضة الخارجية من شأنها أن تؤدي إلى منع وقف الإرهاب على سورية والوصول إلى حل سياسي داخلي؟» وأجابت: «طبعاً لا».
ووصفت سرميني الموقف الأميركي المرحب بعقد اللقاء بـ«البراغماتي وغير الواضح، حيث ترحب بالحل التوافقي واللقاء التشاوري من جهة وتنتظر النتيجة من بعيد لتحديد موقفها».
وأكدت سرميني أن «الدلالات تشير إلى مشاركة هيئة التنسيق في مؤتمر موسكو بعدما كانت قد رفضت المشاركة في البداية بدعوات شخصية كونها تعتبر نفسها الأعلى تمثيلاً في الشارع السوري» وهذا غير صحيح بحسب سرميني التي اعتبرت قرار الهيئة ترك قرار المشاركة للشخصيات المدعوة بالذهاب إلى موسكو أو عدمه، محاولة للهروب من الإعلان الصريح بالمشاركة. وقالت: «في النهاية سيذهبون إلى اللقاء التشاوري، وأما قرار رفض الائتلاف السوري المشاركة فليس نابعاً من قراره الذاتي»، موضحة أن «الائتلاف غير قادر على أخذ قراره بنفسه فهو ينتمي إلى مرجعيات إقليمية ودولية تملي عليه عدم المشاركة وهو ما لا يساعد في حل الأزمة السورية، فرئيس الائتلاف يحمل الجنسية التركية والتي تشكل مرجعيته الرافضة للحل السياسي في سورية».
أما المشاركة في مؤتمر القاهرة فرأت سرميني أنها خطوة لإفشال لقاء موسكو، وقالت: «محاولة التعطيل والعرقلة تأتي من قبل قوى المعارضة التي قد تذهب إلى موسكو والتي تصر على حصرية تمثيلها للمعارضة، وحزب الشباب السوري لا يدعي تمثيل لا المعارضة ولا الشعب السوري فنحن في النهاية سوريون، وهذا كافٍ للرد على من يقول إننا معارضة أو نظام، فكلمة معارضة ملتبسة عند البعض إذ إنها لا تعني دمار البلد حتى تكون معارضة، أما نحن فإننا مع التغير السلمي والديمقراطي».
الاعتداء على القنيطرة إرهاب دولة
وأكدت سرميني أن «الاعتداء «الإسرائيلي» على مجموعة من المقاومة في مزارع الأمل بالقنيطرة السورية إعتداء سافر ويندرج تحت مُسمى إرهاب دولة باعتباراته التي تندد بالإرهاب أينما كان وفي أي مكان»، ورأت أن «الاعتداء يهدف إلى تعطيل أي حل سياسي في المنطقة وجر المنطقة إلى أزمة إقليمية».
واعتبرت سرميني أن ضربات التحالف الأميركي لـ«داعش» لا تهدف إلى القضاء على الإرهاب، لافتة إلى أن «مشاهد الإرهاب في الفترة الماضية تثبت ذلك، حيث سعت الدول الغربية إلى وقف الإرهاب حتى لا يصل إلى أراضيها، فامتداد الإرهاب من سورية إلى حدود الدول الأوروبية استدعى الإجراءات الأمنية المشددة على حدود تلك الدول، وهو ما جعلها تقود مؤتمراً ضد الارهاب في الشهر المقبل».
من اللواء إلى الجولان
وأشارت سرميني إلى دعم حزب الشباب المقاومة في الجولان، إذ يعتبر أن حرية السوريين تبدأ من لواء الإسكندرون إلى الجولان المحتل، ويملك قناعة بضرورة تحرير كل الأراضي السورية فشعار الحزب «سورية أولاًً».
ولفتت سرميني إلى جهود الحزب على خط المصالحات الوطنية والتي كان آخرها في منطقة حفير في ريف دمشق، وقالت: «كان لنا يد الصلح في مصالحة القابون التي تم تظهير المطالب فيها، واستطعنا من خلال هذه المصالحة نقل بندقية المسلحين من كتفٍ إلى كتف ليقفوا مع الجيش العربي السوري والدولة السورية، وننتظر مبادرة من الدولة السورية إجراء المصالحات المناطقية مثل وادي بردى وباقي القلمون».
وختمت سرميني بطلب عدم استباق الأمور قبل مؤتمر موسكو وضرورة عدم الإفراط في التفاؤل، آملة بأن يؤسس المؤتمر لحوار سوري – سوري يُفضي إلى توقف الحرب والسير بالحل السياسي.