على «إسرائيل» انتظار الرد المؤلم لمحور المقاومة على عدوان القنيطرة الحرب الدائرة مع الاحتلال والإرهاب واحدة في سورية ولبنان والعراق وفلسطين
لا يزال العدوان «الإسرائيلي» في القنيطرة يشكل الحدث الأبرز على الساحتين المحلية والإقليمية، حيث تتوجه الأنظار إلى رد المقاومة واحتمالات الذهاب نحو الحرب وسط القلق الذي ضرب الجبهة الداخلية لدى كيان العدو.
هذا الملف كان محور اهتمام وتركيز مشترك بين وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
فأشار السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسيبكين إلى أن اعتداء القنيطرة ليس أول عمل عدواني لـ»الإسرائيليين» في المكان، ولكن حجمه أكبر وهنا تكمن الخطورة، معتبراً أن في هذه الظروف تكمن المخاوف الاساسية في خطر امتداد النزاع في المنطقة.
ورأى أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود أن ردّ المقاومة سيكون أمنياً، بمعنى أنه سيتجاوز الجغرافية التي وصفت بأنها جغرافية متداخلة بين الأراضي السورية واللبنانية، لافتاً إلى وجود قرار من حلف المقاومة بأنه يجب لجم هذا العدو أمنياً، لكن لن يفتح أبواب الحرب المفتوحة.
ورأى رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل أن وجود المقاومة ثابت في جبهة الجولان بقرار من الرئيس بشار الأسد وفي قلب الصراع مع الكيان «الإسرائيلي»، في حين أن «جبهة النصرة» في قلب اللعبة «الإسرائيلية» وليست في قلب اشتباك سوري ـ سوري، جازماً بأن محور المقاومة لا يعتبر العملية مجرد استهداف عابر لمجموعة من مجموعات المقاومة اللبنانية في أرضٍ سورية، لذلك عليه أن ينتظر الرد المؤلم .
وأوضح عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الاجتماعي حسان صقر أن هدف العملية هو تغيير قواعد الاشتباك من عملية قتال بالواسطة إلى عملية قتال مباشر، لافتاً إلى أن المقاومة ستردّ على هذا العمل لكن عندما تجد الطريقة، والمكان والزمان المناسبين، فهذه العملية تأتي في سياق الدعم الانتخابي لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أيضاً.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ نتنياهو بتهوّره وجنونه وحّد كلّ الجبهات حين أعطى الأمر بارتكاب الجريمة ضدّ كوادر المقاومة، مشيراً إلى أنه جعل جنوب لبنان يمتدّ إلى الجنوب السوري.
واعتبر الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط سعد الله زارعي أن الكيان الصهيوني يلجأ إلى عمليات الاغتيال لمنع المقاومة من السيطرة على المناطق الاستراتيجية وأنه يتوجس من نفوذ حزب الله في القنيطرة، منوهاً إلى أن العملية أطلقت يد الحزب لاتخاذ قرارات حاسمة.
وسلط بعض الإعلام الضوء على انعكاس عملية القنيطرة على حوار حزب الله وتيار المستقبل، فقد رجّح النائب كامل الرفاعي أنّ تركّز الحلقات المقبلة من الحوار على تفعيل العمل الحكومي وعلى وجوب استمرار تأمين الغطاء السياسي للأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها بالتصدي للإرهابيين والمخلّين بالأمن.