سفراء العرب في مهمة صعبة… ولا شيء غير الفوز لأصحاب الأرض
حسين غازي
انتهى المشهد الآسيوي الأول، بتأهل ثمانية فرقٍ إلى الدور الثاني من البطولة الأغلى في القارة الصفراء، والمقامة حالياً في أستراليا. وحققت منتخبات اليابان حاملة اللقب، وكوريا الجنوبية والصين، العلامة الكاملة بالفوز في ثلاث مباريات، من دون إهدار أية نقطة، بدورها لم تنجح المنتخبات العربية بالفوز إلا على بعضها، فانتقل إلى هذا الدور فريقان فقط من أصل تسعة، ليكون منتخبا العراق والإمارات العربية المتحدة رافعين راية العرب للظفر باللقب، في المقابل نجحت منتخبات إيران أوزباكستان وأستراليا المستضيفة في التأهل إلى الدور الثاني. وتنطلق اليوم الجولة الثانية الحاسمة من البطولة، حيث ستجرى مباراتان تجمع الأولى منتخب كوريا الجنوبية بنظيره الأوزباكي، بينما يلتقي التنين الصيني مع خصمه المستضيف أستراليا.
كوريا الجنوبية أوزباكستان
تعتبر هذه المباراة قوية جداً نظراً إلى عنصرين اثنين، فالشمشوم الكوري استعاد في هذه البطولة شيئاً من هيبته، وهو يكرر سيناريو إسبانيا في كأس العالم 2010، إذ فاز الفريق بهدف وحيد في كل مباراة، وهذا ما حصل في الدور الأول، إذ نجح نجوم المنتخب الكوري، في تحقيق تسع نقاط من أصل تسع ممكنة، وهو سيسعى لإسعاد جماهيره المتعطشة لتحقيق اللقب في ظلّ السطوة اليابانية، في المقابل يعتبر المنتخب الأوزباكي رقماً صعباً في الساحة الآسيوية، فهو خرج من مجموعة صعبة ضمّت السعودية المتمرسة في هذه البطولة، لكن الحصان الأسود تنقصه الخبرة في أرض الميدان، وسلاح الدفاع العالي والانطلاق السريع بالهجمة المرتدة لمباغتة دفاعات الكوريين سيكون الحلّ الأمثل للعبور إلى الدور نصف النهائي.
الصين أستراليا
يدخل المنتخب الأسترالي هذه المباراة واضعاً النصر نصب عينيه، أمام جماهيره المتعطشة للفوز باللقب في بلاد الكنغر، فالسقوط مرة أخرى لن يمرّ مرور الكرام، خصوصاً بعد الخسارة الأخيرة أمام كوريا الجنوبية في الدور الأول من المسابقة، وستجدد الجماهير دعمها للقائد المهاجم كاهيل، كي يستعيد المنتخب المرشّح للفوز باللقب شيئاً من نغمته المعتادة في الانتصارات، ولكي يثبت أن تعثره مجرد كبوة البطل المقبل.
ويتطلّع التنين الصيني لتفجير مفاجأة من العيار الثقيل، بإخراج صاحب الأرض والجمهور، الكنغر الأسترالي، في مباراة مفصلية وتاريخية للصينيين، فالفوز بحدّ ذاته إنجاز لكتيبة صينية خالصة، إذ إن قائمة الآتين من العاصمة بكين وغيرها من المدن، خالية من أي محترف، وأهم ما يميّز هذه التوليفة، وجود روح قتالية عالية في صفوفها، ويمتلك الفريق قوة كبيرة في التمركز والسيطرة على الكرة والوصول إلى المرمى، وهذا ما رأيناه في مباراة الأخضر السعودي، لذلك لن تكون مباراة أستراليا، مفروشة بالورود، فالعملاق الصيني سيحاول تسديد ضربات مفاجئة لخصمه، كي يضمن العبور إلى المربع الذهبي.
العراق إيران
مباراة الجارين ستكون نارية بكل معنى الكلمة، فأسود الرافدين تأهلوا إلى هذا الدور من بوابة فلسطين، وبأداء غير مقنع، لكن الجماهير العراقية تعقد الأمل على جلاد الحراس والسفاح يونس محمود، المهاجم المحنّك القادر على تغيير مجريات اللقاء في أي لحظة. بينما تدخل إيران مباراتها بشكلٍ أفضل نسبياً من سفير العرب العراق، لا سيما في ظلّ المستوى الراقي، الذي قدمه اللاعبون في مباريات الدور الأول، على رغم تعادلهم أمام الإمارات القوية. وسيستغل المارد الإيراني، أي خطأ دفاعي، لاقتناص هدف، يمهد الطريق أكثر للوصول إلى الكأس المنتظرة.
اليابان الإمارات
هي قمة مباريات الدور ربع نهائي من بطولة آسيا، وستحمل معها ذكريات للأجيال المقبلة، فقد يكون هذا اللقاء مفتاح التتويج بالذهب، فالروبوت الياباني حقق المطلوب في الدور الأول، ليتصدر مجموعته بكل سهولة، فلاعبوه المحترفون أمثال هوندا وكاغاوا وإيندو، قاموا بتغيير نمط اللعب في كل مباراة، ما عقد على المدربين قراءة الصورة الصحيحة، لطريقة اللعب اليابانية، وهذا يعود لخبرة المحترفين الذين يقومون بتلك الأدوار وتغيير المراكز من تلقاء أنفسهم. بدوره يخطط المنتخب الإماراتي لتعطيل الكومبيوتر، وإصابته بفيروس، كي تتوقف برامجه الهجومية عن العمل، وبالتأكيد وعلى رغم صعوبة المهمة، لا شي مستحيلاً في عالم الكرة المجنون، خصوصاً بعد فوز الإمارتيين على بطل كأس الخليج قطر بنتيجة عريضة، وأداء الأزرق أمام إيران قدم نظرة أمل بالفوز، والظفر بالكأس للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وحكماً ستلعب المباراة حتى الأمتار الأخيرة، ولن يرم المنديل حتى صافرة الحكم النهائية.