عزام الأحمد في مهمة صعبة
جمال الغربي
الأنظار الأمنية شاخصة بقوة إلى مخيم عين الحلوة بعدما كشفه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن دور لشادي المولوي في عملية جبل محسن الإرهابية، وهذا ما تمّ الكشف عنه أيضاً من خلال بعض اعترافات الموقوفين لدى الجيش اللبناني. ولا تبدو الدولة اللبنانية راضية على أداء الفصائل والقوى الفلسطينية بعدما نفت في مرات سابقة تواجد المولوي في مخيم عين الحلوة. إلا أن دخول المولوي إلى المخيم بات أمراً واقعياً جديداً.
هذا الأمر استدعى زيارة للمشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان ورئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد في مهمة صعبة من أجل معالجة التطورات في المخيمات، لا سيما مخيم عين الحلوة، إضافة إلى الوضع الفتحاوي الداخلي الذي بات في حكم المنقسم على نفسه بين تيارين في لبنان، الأول تقوده قيادة الساحة اللبنانية في الحركة، والثاني الذي سمّى نفسه التيار الإصلاحي بقيادة قائد الكفاح المسلح السابق العميد محمود عيسى «اللينو». غير أنّ كلّ المؤشرات تدلّ إلى انّ مرحلة العلاجات الفتحاوية الموضعية قد ولت.
وبحسب مصادر فلسطينية فإنّ كلّ من التقاهم الأحمد من شخصيات سياسية وأمنية لبنانية أبلغوه استياءهم من عدم قدرة اللجنة الأمنية الفلسطينية تسليم المطلوبين المتواجدين في مخيم عين الحلوة، على رغم التسهيلات اللبنانية لعمل القوة الأمنية المشتركة. وطالبوا الأحمد بضرورة وجود موقف جدي من قبل الجانب الفلسطيني بضرورة تسليم المطلوبين ومحاربة تمدّد بعض الجماعات الإرهابية في المخيم، والتي تسعى إلى جرّ المخيم إلى مشكلة مع الدولة اللبنانية لا يعرف أحد ماذا تكون عواقبها.
غير أنّ المشرف على الساحة اللبنانية أكد التعاون الدائم والمستمرّ مع الدولة اللبنانية، وأنّ الفصائل الفلسطينية هي على مسافة واحدة من الجميع.
لكن ميدانياً وبحسب المصادر فإنّ المطلوبين الإرهابيين لن يتخلوا عن إقامتهم في عين الحلوة بسهولة، وتحديداً في ظلّ التسهيلات التي توفرها لهم جماعات إسلامية متشددة. إضافة إلى قاعدة الأمن بالتراضي التي تحكم العلاقة الفلسطينية الفلسطينية فيه، والتي عكست وجود مربّعات أمنية يحظّر دخول القوة الأمنية المشتركة إليها.
ولا يبدو قرار تسليمهم إلى الدولة اللبنانية من قبل الجهات الفلسطينية جدياً حتى اللحظة، وذلك بسبب اتفاق ضمني بين معظم الفصائل بعدم تسليم أيّ مطلوب لأسباب عدة وكثيرة منها عدم قدرة القوة الأمنية المشتركة أو حركة فتح تحمّل تبعات هذا الأمر على المستوى الأمني والعسكري. وهذا ما يبقي الوضع الأمني في المخيم بين فكي الأمن المفقود والانفجار الممنوع حتى هذه اللحظة.
وتؤكد المصادر أنّ العديد من المتشدّدين الإسلاميين في المخيم بايعوا في أكثر من مناسبة تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» على رغم من أنّ المخيم حتى الآن لم يدخل فعلياً ضمن نطاق عمل «داعش» و«النصرة».