قالت له
قالت له
قالت له: وجدت محرمة ورقية قديمة في جيوب ثيابك عليها رسم شفاه امرأة بـ«قلم الحمرة»، تنقلها من ثوب إلى ثوب. فهل أحببتها إلى هذه الدرجة ولا تزال؟ فقال: نعم. قالت: هل كانت تحبك أكثر منّي؟ قال لها: بكل تأكيد. فقالت: وهل بقيتما معاً طويلاً؟ فقال: لثلاثين سنة! فقالت له: وهل سكنتما معاً؟ فقال: الثلاثين كلّها كنّا نسكن معاً.
فقالت له: حسناً، أتلفت المحرمة إذن. فقال لها: أنت طالق. فقالت: أتتركني لمجرد إتلاف ذكراها؟ فقال لها: إن لم أحفظ ذكراها فلن أحفظ ذكراك. فالذين ينسون أحبتهم يفعلون ذلك دائماً. كيف أنك لم تسأليني ومن كانت لتعلمي أنّها شفاه أمّي طبعتها على هذه المحرمة لحظة وفاتها بين يدي… فبكت وأخرجت المحرمة من بين ثنايا ثوبها. فركض يراضيها لحنانها. فقالت أبكي وأقول حسناً أنني لم أفعل، واعطها لمن يكتب لي حجاباً كي تتكرّر بيننا قصة المحرمة. فضحك ومضى… وقال: حسناً، إنها صدقت إنها لأمي.
قالت له: كيف تعرف أنّك تحبّ امراة دون سواها؟
قال: عندما يجتاح حضورك كياني ويشعرني بامتلاء لطالما سعيت إليه، مانحاً كل ما أعيشه معانٍ جديدة خلاقة أدرك أنك مميزة فإذا ما أسرت زماني بوجودك، ليرافق طيفك خيالي كلما حدّثت غيرك، راسماً بسمة صغيرة على شفتي، أعرف أنك عندئذٍ مست الروح وامتلكت القلب.
فقالت: وماذا عن باقي جميلات العالم؟ أ يراودك الشك؟
قال: أبداً، فيقيني أن الجمال في عين ناظره يترك للشك مكاناً.
قالت له: اعذر هواجسي الكبيرة، فأنا اشتاق إليك ونحن معاً، فتخيل ما يحدث عند الغياب؟!
قال لها: صدّقي، ما بنيناه معاً لن تزحزحه رياح ا رض و أعاصير السماء. ولتهدأي فأنا أحبك.
قالت: أما أنا فأعرف أنني أكثر من أحبك.
رانيا الصوص