أين خطوط أوباما الحمراء؟!

انتقدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، سياسة الإدارة الأميركية تجاه أزمة أوكرانيا، وقالت إن الرئيس باراك أوباما تجاهل الخط الأحمر الذي حدده بنفسه في هذه القضية، ويتّسم تعامله معها بالتردّد.

وتقول الصحيفة، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، كان واضحاً في التعبير عن التوقعات الأميركية بعد توقيع اتفاق الحدّ من تصعيد التوتر واستعادة الأمن في أوكرانيا. إذ قال: «نحن نتوقع أن يظهر الروس جدّيتهم بالإصرار على أن الانفصاليين الموالين لروسيا يتخلون عن أسلحتهم ويتركوا المباني الحكومية في شرق أوكرانيا».

وأضاف أنه أوضح لنظيره الروسي سيرغي لافروف أنه «لو لم نشهد تقدماً خلال عطلة نهاية الأسبوع، فلن يكون أمامنا سوى خيار فرض مزيد من العقوبات على روسيا». ومرت نهاية الأسبوع وواصلت روسيا التصعيد، ولم ينسحب عملاؤها والموالون لها من المباني الحكومية التي يحتلونها، بل إن لافروف عاد إلى التهديد بالغزو باستخدام عشرات الآلاف من القوات الروسية إلى الحدود الأوكرانية، زاعماً، وفقاً لوزارة الخارجية بموسكو، أن روسيا دُعيت بشكل متزايد لحفظ جنوب غرب أوكرانيا من الفوضى.

ومرة أخرى يتجاهل فلايمير بوتين التحذيرات والخطوط الحمراء التي تتحدث عنها إدارة أوباما، ولديه مبرّر لذلك، فأوباما نفسه لا ينظر إليها. وعلى رغم تصريحات كيري ، فإن العقوبات التي أعدّت ضد المقربين من الرئيس الروسي والشركات المشاركة في مغامرته في أوكرانيا، لا تزال متجمدة في البيت الأبيض. وعندما سئل المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني عن مدى استمرارية هذا الوضع، ردّ قائلاً: «ليس لديّ موعد محدّد».

وتتابع الصحيفة قائلة: صحيح أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن سيصل إلى كييف يوم الاثنين المقبل، ومن المتوقع أن يعلن عن مساعدات أميركية، إلا أن تقديم معدّات غير قتالية للجيش الأوكراني الذي يعاني الخلل، لن يوقف الغزو الروسي أو يدفع بوتين للإذعان لاتفاق جنيف الذي وُقّع الأسبوع الماضي . وربما لن يكون هناك ما يردعه، إلا أن الاستراتيجية الوحيدة التي لديها فرصة نجاح، تتمثل بتنفيذ ما تقوله الإدارة الأميركية. فعندما بدأ العملاء الروس بالاستيلاء على المباني في المدن الأوكرانية قبل أسبوعين، قال كيري في جلسة للكونغرس، إن العقوبات الواسعة ضد المصارف الروسية وقطاعات الطاقة والتعدين مطروحة على الطاولة.

ورأت الصحيفة، أن هذه الخطوات من شأنها أن توقف النخبة الروسية، إن لم يكن بوتين، وكان خوف هذه النخبة سبباً في توقيع لافروف على خطة وقف التصعيد كوسيلة لمنع الغرب من اتخاذ إجراءات.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة، إن أوباما تراجع على مدار أسابيع عن إجراءات قوية ضدّ عدوان روسيا على أوكرانيا اعتماداً على نظرية أن الدبلوماسة قد تسفر عن نتائج، لكن هذه السياسة فشلت، ويجب أن يتحرك أوباما الآن، وإلا فإن أوكرانيا ستتقطع أوصالها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى