الآنيّ والتاريخيّ نحتاً ورسماً وفسيفساء

كتب قاسم المقداد من درعا سانا : حوّل الفنان التشكيلي حنا بشارة منزله في حي شمال الخط في مدينة درعا إلى معرض فني للوحات الفنية والمنحوتات والتحف والنصب التذكارية. ويتضمن منزل الفنان أكثر من 200 لوحة فنية استخدم فيها الأدوات التقليدية والألوان الزيتية، وعشرات المنحوتات والمجسمات والنصب المعبرة عن مناسبة أو مشهد معين مر في حياة الفنان التي استخدم في إنجازها الفسيفساء ومخلفات الطبيعة والجبس والحجر الصناعي والنشاء والطحين وغيرها.

يقول الفنان بشارة إن أعماله الفنية هي أقرب ما تكون إلى السوريالية، وتتراوح بين الواقعية التي تشير إلى الأزمة في سورية واللا واقعية مثل رسم جنية على هيئة شجرة، معبّراً على طريقته الخاصة في الرسم والنحت عن شخصيات تاريخية مثل غاندي وامرأة تحمل القربان وإله الخمر لدى الرومان وسواها، فضلاً عن النصب التي تستلهم عن الحرب والسلام، وتراوح أوزان منحوتاته بين عشرين وأربعين كيلوغراماً.

يوضح بشارة أنه رسم ونحت بعض الأعمال في الطبيعة عند الغروب أو في ساعات الصباح الأولى ورمز من خلالها إلى واقع المجتمع مثلما يدور في مخيلته، مع بعض العناصر الدقيقة والغريبة كحيوان ذي رأس كبش وجسم ثور وسمكة، وامرأة تضع يدها على حاملة الإناء.

عن لوحة الحوت التي عرضها في مدخل منزله يقول إنها تحمل بين طياتها الأشعار والأقوال المأثورة للعلماء والمثقفين، موضحاً أن طول اللوحة 107 سم وعرضها 40 سم ووزنها 125ر15 كغ وهي مصنوعة من خشب السنديان والنحاس والزجاج واستغرقت سنة و57 يوماً. ويعتمد في منحوتاته أسلوباً قريباً من أسلوبه في الرسم، مازجاً بين الواقعية والرمزية في صيغة قريبة من ذهن المشاهد، معالجاً مواضيع عامة متأصلة في النفس البشرية.

يقول الفنان بشارة إن دراسته الأكاديمية وحبه للفن والرسم والتصوير والنحت لم يثنياه عن ممارسة هوايات أدبية في الشعر والقصة القصيرة والنقد الأدبي واتقان اللغتين العربية والانكليزية، موظفاً هذا الجانب في منحوتاته ونصبه لصوغ الكلمات على المنحوتات والنصب.

عن تجربته في النصب التذكارية يوضح أنه وضع دراسات لنصب تذكارية متنوعة جمع فيها بين الدلالة المباشرة والرموز، أي بين الشكل المشخص والإشارات والرموز، وجمع بين فن النحت والنزعة المعمارية في العلاقات الفراغية بين الكتل.

حنا بشارة من مواليد 1946، تخرج عام 1973 في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، بمشروع «الخصب والطبيعة» عبر من خلاله عن الجفاف وراسماً في اللوحة الرئيسية جذع شجرة على هيئة إنسان مصلوب يستغيث معبراً من خلاله إلى الجفاف والجدب لإظهار قيمة الخصب وأهميته في حياة الشعوب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى