دم شهداء رأس بعلبك يوحد المواقف على رغم التباينات السياسية
وحد دم شهداء الجيش الذين سقطوا في معركة رأس بعبلك ضد الارهابيين مواقف الافرقاء السياسيين على رغم تبايناتهم السياسية، لجهة العمل على مواجهة الارهاب ودعم الجيش. وفيما أكدت بعض المواقف «أن لا مناعة ولا حصانة للبنان من دون جيش قوي وقادر»، أكدت مواقف أخرى «أن الاحزاب السياسية في البقاع الشمالي إضافة الى المواطنين المسلّحين يقفون الى جانب المؤسسة العسكرية لمواجهة الارهاب»، مشددة على «أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة معادلة ذهبية»، داعية إلى «التنسيق العسكري والامني بين الجيشين اللبناني والسوري».
وفي السياق، رأت وزيرة المهجرين أليس شبطيني في تصريح «ان مواجهة الارهاب وكذلك الاخطار والتداعيات الداهمة لا يكون الا من خلال العمل الجدي على تحصين الجيش والقوى الامنية وتوفير كافة المستلزمات والقدرات العسكرية واللوجستية التي تمكنه من الثبات والصمود وتخفف من ضحاياه وتحمي جنوده مع العلم أن القرار المحلي والدولي قد اتخذ بهذا الشأن وحيث بات الجميع على قناعة راسخة بأن لا مناعة ولا حصانة للبنان من دون جيش قوي وقادر».
وأوضح النائب مروان فارس «ان تنظيمي داعش والنصرة يحاولان فتح طريق لهما في السلسلة الشرقية للحصول على التدفئة في قرى رأس بعلبك والقاع والفاكهة وبريتال وغيرها، لكن الجيش صامد بقوة في وجه هؤلاء ويلحق بهم خسائر فادحة»، مشيراً الى «ان المسلحين عادوا الى مغاورهم في الجبال وهم في حاجة الى إمدادات غذائية لذلك يحاولون اقتحام هذه القرى».
وأكد فارس «ان الاحزاب السياسية في البقاع الشمالي إضافة الى المواطنين المسلّحين يقفون الى جانب المؤسسة العسكرية لمواجهة الارهاب»، لافتاً الى «ان الوضع الأمني في رأس بعلبك والقرى المحيطة بها مستقر وغير قلق حيث عادت الحياة الى طبيعتها على رغم بعض الخوف عند المواطنين «كلّ واحد واقف على سلاحه»، لكن طبيعة المنطقة الجغرافية تساعدنا خصوصاً في سهل القاع حيث يعتبر منطقة مكشوفة لا يستطيع الارهابيون اقتحامها».
وعن مطالبة البعض بجعل المنطقة عسكرية، قال فارس «إن المنطقة عسكرية من الاساس والجيش موجود ويدافع بقوة، وثقتنا كبيرة بالمؤسسة العسكرية، والاهالي متضامنون مع الخطة الأمنية في البقاع».
واعتبر النائب اميل رحمة «ان ما حصل في رأس بعلبك، يدل على ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة معادلة ذهبية».
وإذ أشار في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي إلى «أن هذا المسلسل لن ينتهي، شدد رحمة على «أنه بات من الملح أن ينتقل الجيش من مرحلة ردود الفعل إلى الفعل، ومن حالة تلقي الضربات الى حالة الحسم الناجز».
ودعا إلى «التنسيق العسكري والامني بين الجيشين اللبناني والسوري اليوم قبل الغد، الامر الذي يؤدي لاحالة الى استئصال الجماعات التكفيرية من الجرود في البقاع الشمالي».
وأكد أهمية ترجمة معادلة الجيش والشعب والمقاومة على الارض من خلال خطة يكون هدفها محصوراً باستعمال كامل قوة لبنان من أجل تحقيق إنهاء حالة المجموعات الارهابية في أسرع وقت ممكن، والاسراع أكثر فأكثر بشحن الاسلحة في اطار الهبة السعودية وفتح باب الحصول على الاسلحة من اي مصدر كان لأن ضرورات المعركة لا تحتمل التأجيل».
وأشار الى انه «اذا كان الخلاف السياسي مسموحاً في زمن السلم، فإن التوافق على درء الأخطار عن الوطن في زمن الحرب هو واجب وطني لا يتقدم عليه اي واجب آخر. واذا كان الاختلاف في الرأي في المجال السياسي سمة الديمقراطية فان التوحد في الرأي في المجال الوطني علامة الانتصار».
وأوضح عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت «أن معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي استعيد الكلام عنها اخيراً لم تعد قائمة بعدما اتّفقنا على البيان الوزاري». واعتبر فتفت «ان التخوّف من فتح جبهات جديدة في البقاع قائم»، مجدداً مطالبته «بانتشار الجيش على كامل الحدود اللبنانية – السورية واقفالها وطلب الدعم من قوات الامم المتحدة وفقاً للقرار 1701».
وأكد النائب عمار حوري «أن انعقاد الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله نقطة إيجابية عكست ارتياحاً في الشارع، أما الوصول إلى نتائج مثمرة وإلى نهايات سعيدة فتحتاج إلى وقت، بخاصة أننا قمنا بربط النزاع حول 3 أمور وهي معروفة حول تدخل حزب الله في سورية، سلاح المقاومة والمحكمة الدولية، أما في ما يتعلق ببندي الحوار وإيجاد خرق بموضوع رئاسة الجمهورية وتخفيض منسوب التوتر فهو يحتاج إلى وقت طويل لكن كل لحظة إيجابية تمر فإن البلد يستفيد منها ونتقدم خطوة إلى الأمام ولو كانت بطيئة».
وعن لقاء «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر، قال: «إن هذا الحوار هو جزء من حوار وطني أوسع حيث يضم كل الفرقاء»، مشيراً إلى أنه «ليس منطقياً أن يكون هدف الحوار الإتفاق الكامل أو الإختلاف الكامل، وليس منطقياً أن يكون الحوار بين «القوات» و «الوطني الحر» إما إنتخاب عون رئيساً أو نلغي هذا الحوار».
وأكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر في لقاء ضم كوادر وقيادات حزبية، «أن الإعتداء الأخير على جرود بلدة رأس بعلبك الذي تزامن مع العدوان الصهيوني في منطقة القنيطرة على أبطال المقاومة وقيام العصابات الإرهابية بقصف دمشق، يدلل على الترابط والتنسيق بين تلك العصابات وبين هذا العدو الغادر، ويؤكد أن معركتنا في مواجهة هذا الإرهاب هي معركة واحدة على كل أرض يتواجد فيها هذا الفكر التكفيري».
واعتبر «أن طبيعية التحديات ومواجهتها باتت تستلزم عملاً يتناسب معها، وأولى الخطوات في هذا الإتجاه هي التنسيق الكامل مع الجيش السوري، لأن واقع المعركة مع هذه القوى يحتم ذلك، والخطوة التالية هي تعزيز الساحة الداخلية وتحصينها لأنها السند والداعم الأساسي لجيشنا ومقاومتنا في تصديها لهذه العصابات الإرهابية، وقد أظهرت مواقف المواطنين في المناطق المستهدفة انهم على قدر المسؤولية الوطنية واستعدادهم للانخراط الى جانب جيشهم ومقاومتهم في الدفاع عن أرضهم. والخطوة الثالثة هي المبادرة لضرب مراكز انطلاق تلك العصابات ومواقع تجمعاتها لمنعها من تكرار اعتداءاتها».
وأشاد رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين بعد اجتماع المكتب السياسي، بـ»بطولات الجيش قيادة وضباطاً وجنوداً، من خلال التصدي للحركات الإرهابية في تلة الحمرا منوهاً بـ»التضحيات التي تبذل دفاعاً عن الشعب اللبناني وعن أرض الوطن».
وقال تقي الدين: «يجب علينا جميعاً الوقوف، صفاً واحداً في وجه الإرهاب دفاعاً عن لبنان».