بروح رياضية الأجانب في الملاعب اللبنانية… حلقة مفقودة
حسين غازي
في كل موسمٍ من الدوري اللبناني يُستقدم لاعبون أجانب لتدعيم صفوف الأندية المحلية، من أجل السعي الدؤوب إلى الظفر باللقب أو حتى البقاء في دوري الأضواء.
لكن كل سنة وبعد انطلاقة المنافسات، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فنتفاجأ بالمستوى الهزيل وغير المتوقع لهؤلاء الآتين من الخارج.
هذا الموسم في ملاعبنا اللبنانية، رأينا لاعبين أجانب في الفرق دون المستوى. ومع انتهاء مرحلة الذهاب أقدمت فرق كثيرة على الاستغناء عن لاعبيها الذين من المفترض أن يقدموا أداءً رائعاً، فعلى سبيل المثال لم يتأقلم الجرافة لاسينا سورو مع طريقة لعب النجمة، ما جعل النادي النبيذي يفسخ العقد معه ويبحث عن مهاجم جديد فاستقدمت الإدارة غودوين، أما العهد فاستغنى عن خدمات المدافع باسل الشعار ليستقدم دينيس في خط الوسط. وتطول القائمة فعلاً، فالأخاء الأهلي عاليه بحث عن لاعب جديد من أجل تقديم الإفادة الهجومية للفريق، فتم الاستغناء عن ليما المدافع البرازيلي ليحلّ مكانه مواطنه إيغور، وعلى هذا النهج سار الصفاء الذي أحدث ثورة تبديلات في أجانبه، فلم يبقِ على أي لاعب منهم، وهذا الأمر قام به أيضاً الراسينغ. وهنا بعد سرد التغييرات الكثيرة، تطرح أسئلة محيرة، من المسؤول عن هذه الأخطاء الفادحة التي تكبد الفرق اللبنانية أموالاً طائلة، ومن المستفيد من ذلك؟ وكيف يعمد القيمون على الأندية إلى إبرام صفقات من دون التأكد من مستوى الأجانب قبل التعاقد معهم؟
أسئلة لا تجد لها جواباً، لا سيما أن معظم اللاعبين الموجودين الآن مع فرقهم ليسوا من الطراز الأول. فمثلاً إذا ما أردنا ذكر بعض الأسماء الرنانة، نستطيع عدّها على أصابع اليد، ونذكر منها إيهاب المساكني، شيخ سي، مايكل كافوي وريمي مهاجم العهد وربما غالان مهندس خط الوسط في نادي السلام زغرتا، وهنا نصل إلى أمر واحد، لم لا تعتمد الفرق اللبنانية على لاعبيها المحليين أكثر؟ الأمر الذي من شأنه جعل الكرة اللبنانية تتقدم إلى الأمام، وزيادة الاهتمام باللاعبين الوطنيين سيساهم في وصول العديد منهم إلى مصافي المحترفين في الخارج. ومن جهة أخرى، يجب على الأجهزة الفنية وإدارة الأندية، البحث عن لاعبين يستطيعون تقديم الإفادة لأنديتهم، ومساعدة اللاعب اللبناني على تطوير نفسه، وإعطائه خبرة من خلال التدرب مع خامات عالية الجودة آتية من الخارج.