لقاء الأحزاب ومنبر الوحدة: العدو لا يفهم إلا القوة
توالت ردود الفعل والبرقيات والبيانات المهنئة بالعملية النوعية التي نفذتها المقاومة ضدّ العدو «الإسرائيلي» في مزارع شبعا المحتلة، داعية إلى «تكريس ثالوث الجيش والشعب والمقاومة لأنه الثالوث الذهبي الذي يحقق الكرامة للبنان واللبنانيين»، لأنّ «العدو لا يفهم إلا لغة القوة».
وفي هذا السياق، نوهت لجنة متابعة لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية بعد اجتماعها في مقر حركة أمل في بئر حسن، بـ«العملية النوعية البطولية التي قامت بها مجموعة شهداء القنيطرة في المقاومة الإسلامية في مزارع شبعا المحتلة»، معتبرة أنها «جاءت في سياق الردّ الطبيعي على اعتداءات العدو «الإسرائيلي» على لبنان ومقاومته، لا سيما عدوان القنيطرة الذي أراد العدو من خلاله فرض قواعد جديدة للمواجهة ورفع معنويات جنوده وحلفائه التكفيريين».
واستنكر اللقاء «الأصوات المشبوهة التي أعلنها بعض أدعياء السيادة التي أظهرت افتقادهم للكرامة الوطنية وكذب ادعاءاتهم وزيف شعاراتهم التي تتعلق بالسيادة والاستقلال والحرية»، منوهاً بـ«المواقف التي أشادت بهذه العملية البطولية، وخصوصاً الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية والعربية».
ورأى «أنّ ردّ المقاومة القوي والسريع، كرس معادلة توازن الردع مع العدو وعمق مأزقه وأكد أنّ حقها في الدفاع عن لبنان وردع العدو غير قابل للمساومة أو النقاش، لأنه حقّ مقدس كفلته جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية»، معتبراً أنّ «المقاومة اليوم تمثل القوة الرادعة وعنوان عزة الوطن والأمة، وبفضلها لا يمكن لأي اعتداء «إسرائيلي» أن يمرّ من دون عقاب».
وأكد أنّ «المقاومة هي سياج الوطن وعينه الساهرة وتشكل إلى جانب الجيش اللبناني والشعب، الصخرة الصلبة التي تتكسر عليها المؤامرات والأوهام، وأي استهداف أو محاولة لتشويه صورتها من قبل أهل المذلة والمهانة إنما تضعهم في خانة المتآمرين عليها مع أعداء الوطن وأعداء الإنسانية».
وحيّت الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في إقليم الخروب، من جهتها، «العملية النوعية التي نفذتها المقاومة في مزارع شبعا المحتلة»، ورأت فيها «ضربة قوية وموجعة يتلقاها العدو الصهيوني الذي تمادى في إرهابه وعدوانه وغطرسته».
ورأت الأحزاب بعد اجتماعها في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في مزبود، «أنّ عملية مزارع شبعا النوعية، تكتسب أهمية بالغة، فإلى دقة تحديد الهدف، كانت الجاهزية كاملة وتامة للردّ على أي عدوان صهيوني، وهذا ما فهمه العدو جيداً من خلال مجريات الميدان التي اعقبت العملية، فتجرع الكأس المُرّة».
وأكد المجتمعون «أنّ عملية المقاومة جاءت في سياق الردّ على العدوان «الإسرائيلي» الذي استهدف مجموعة من المقاومين في مدينة القنيطرة السورية، كما أنها أتت في سياق تأكيد الحق المشروع بمقاومة الاحتلال لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر».
وإذ استنكر المجتمعون «الأصوات النشاز التي لا تزال تراهن على قوة العدو الواهنة»، أكدوا «الوقوف بقوة إلى جانب المقاومة»، ودعوا «إلى الالتفاف الشعبي حولها لأنها تشكل صمام أمان للبنان في مواجهة العدو».
وحيا حزب الاتحاد، بدوره، في بيان «سواعد المجاهدين الأبطال الذين استهدفوا آليات العدو الصهيوني في مزارع شبعا، والتي جاءت ردّاً منطقياً على العدوان الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة القوة وقد أصابته الصدمة من العلمية البطولية التي هزت أركان قيادته ومجتمعه وكانت رسالة قوية فهم من خلالها أنه أعجز من أن يردّ بشنّ عدوان واسع وأنه لا يملك القدرة على تحمل نتائجه الكارثية».
وحيا منبر الوحدة الوطنية، في بيان، «المقاومة الباسلة على ردّها المدوي في الزمان والمكان على مغامرات العدو غير المحسوبة»، داعياً «القوى العروبية والإسلامية إلى الالتفاف حول مقاومتهم بالتسليم بأنّ الحلّ يبقى في المقاومة».
وإذ بارك المنبر للمقاومة «قيادة وشعباً وجماهير العملية البطولية والنوعية بامتياز»، رأى «أنّ الردّ رقم واحد الذي شكل تفوقاً استخبارياً على عدو في أقصى حالة التأهب قد أتى في اليوم العاشر واثقاً بالنفس، هادفاً وحاسماً، رافعاً رؤوس العرب من جديد، واضعاً إياهم على طريق النصر المؤكد».
وأكد الأمين القطري لحزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان الوزير السابق فايز شكر، في تصريح، «أنّ المقاومة أثبتت مرة جديدة أنها خيار الأمة والمعبرة عن آمالها وتطلعاتها في زمن حاول فيه المتآمرون العبث بتاريخنا وقيمنا ووجودنا».
وأشار إلى «أنّ أبطال المقاومة لقنوا العدو الصهيوني درساً لن ينساه ووضع قيادته أمام خيارات قاسية وصعبة، جعلته في حالة من الفوضى والارتباك، ما جعله يعيد حساباته التي بنى عليها مواقفه الأخيرة».
واعتبر رئيس «المجلس العام الماروني» الوزير السابق وديع الخازن في تصريح «أنّ حزب الله عرف ببراعة نوعية كيف يردّ على استهداف قيادييه في القنيطرة بضربة موجعة قبل أن تتوقع «إسرائيل» ملامح الردّ ومكانه وتوقيته من خطاب الأمين العام السيد حسن نصر الله».
وأثنى الخازن «على خيارات حزب الله الاستراتيجية في مواجهة التطرف الإرهابي الذي تشكل «إسرائيل» حربته ونصيرته في النصرة وداعش».
واعتبر الاتحاد العمالي العام، في بيان، «أنّ يوم أمس كان يوماً لاعتزاز اللبنانيين بوطنهم وبصلابة مقاومتهم الباسلة والمقاومة المرابطة على ثغور الوطن، بدءاً من مزارع شبعا وامتداداً على تخوم العروبة في منطقة القنيطرة وسفوح الجولان العربي المحتل. فيوم أمس كان يوم فخر لعمال لبنان ويوم زهوة عظيمة لشعبه الأبي يوم الثأر المقدس لدماء شهداء المقاومة والجيش والشعب».
وشدّد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في بيان، «على ضرورة يقظة لبنان واللبنانيين لما يضمره لنا العدو «الإسرائيلي»، وما يحيكه لنا من مخططات عدوانية»، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على التماسك الوطني في وجه أي اعتداء «إسرائيلي» على لبنان، بما يحفظ سيادة لبنان ويحمي أرضه وشعبه».
واعتبرت قيادتا «رابطة الشغيلة» و«تيار العروبة» أنّ «عملية المقاومة ردّ طبيعي وصاعق على عدوان القنيطرة»، موضحة أنها «أحبطت أهداف العدو لتغيير قواعد الصراع، وأفشلت محاولته رسم خطوط حمراء، وكرست وحدة الجبهة اللبنانية السورية الفلسطينية».
وإثر اجتماع طارئ عقدته برئاسة الأمين العام لـ«رابطة الشغيلة» زاهر الخطيب، أكدت القيادتان «أنّ هذه العملية برهنت على مستوى الجاهزية العالي الذي تتمتع به المقاومة وقدراتها على ضرب العدو في ذروة استنفاره واستعداده لمواجهة رد المقاومة المنتظر».
واعتبرت رئيسة «حزب الديمقراطيون الأحرار» ترايسي شمعون أنّ «من غير اللائق وغير الملائم لسياسيين لبنانيين أن يشجبوا ردّ حزب الله، لأنه يصبُّ تماماً في مصلحة العدو، وهنا نودُّ أن نسأل عن ولاء هكذا سياسيين هل هو للبنان أم لإسرائيل؟ العالم كله علم أنّ الردّ آتٍ والمسألة كانت فقط مسألة توقيت».
وهنأ رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب السابق مصطفى علي حسين المقاومة «على العملية الشجاعة الناجحة التي نفذتها مجموعة شهداء الجولان في مزارع شبعا ضدّ العدو الصهيوني المحتل».
واعتبر «أنّ العملية تأتي في سياق الردّ المشروع، من قبل المقاومة، على جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها في حقّ المقاومين الشرفاء وأبناء أمتنا في فلسطين وسورية ولبنان».
واعتبر رئيس بلدية صيدا السابق عبدالرحمن البزري «أنّ الإنجاز النوعي الذي حققته المقاومة في مزارع شبعا، والردّ الموجع على اعتداءات العدو «الإسرائيلي» ساهم في إعادة توحيد مواقف كافة القوى والساحات المقاومة في العالم العربي، وخصوصاً في الساحتين اللبنانية والفلسطينية».
ورأى الأمين العام للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار، خلال استقباله رئيس كتلة الرفاه والنائب في البرلمان الموريتاني، رئيس لجنة الصداقة الإيرانية ـ الموريتانية وعضو الأمانة العامة في التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة محمد ولد فال، «أنّ هذه العملية تؤكد أنّ زمام المبادرة في يدّ المقاومة وأنّ الوقت الذي جرى فيه تنفيذ العملية في وضح النهار، يؤكد شجاعة أولئك الرجال الذين أفشلوا وحطموا كلّ الإجراءات التي يقوم بها الصهاينة».
وتمنى الأمين العام لجبهة البناء اللبناني ورئيس «مركز بيروت الوطن» زهير الخطيب، في بيان على «قيادة المقاومة متابعة الاستهدافات للقوات «الإسرائيلية» العسكرية وحيث أمكن لتفعيل ذاكرة العدو بهزيمته في صيف الـ 2006 والتي يبدو أنه بدأ يتناسى آثارها وتداعياتها على قدرات جيشه ومعنويات مستوطنيه».
وأشارت ممثلية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب إلى «أنّ العدو الصهيوني الذي تصرف بغباء من خلال جريمته في القنيطرة، يعضّ اليوم على أصابعه ندماً على ما فعل، وخصوصاً أنه اضطر أمام قوة المقاومة أن يبتلع السمّ من خلال عدم قدرته على الردّ».
واعتبر سفير السلام في العالم وعضو اتحاد حماية الملكية الفكرية في جامعة الدول العربية د. خليل أحمد شداد أنّ العملية هي ردّ طبيعي على عدوان القنيطرة، كما أنها حق مشروع طالما بقي شبر واحد من أرضنا محتلاً. وتقدم شداد بالتعازي من إسبانيا باستشهاد الجندي العامل ضمن قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان.
بيانات وبرقيات
وفي السياق نفسه، تلقت قيادة حزب الله عدداً من بيانات التهنئة بعملية المقاومة في مزارع شبعا المحتلة، من الأحزاب والحركات والتيارات العربية، وأعلنت المؤتمرات الثلاثة: المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي- الاسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية، أنها تدعم «بكلّ حزم وقوة موقف المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله في الردّ على العدوان الصهيوني من خلال العملية الغادرة في القنيطرة السورية، والتي أدت إلى استشهاد ثلة من مجاهديه الأبطال ومن معهم، لتؤكد أنّ جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم تقف إلى جانب المقاومة إذا ما تجرأ العدو على التصعيد الذي سيواجه مرة أخرى بردّ الصاع صاعين. فقد ولى زمن الغطرسة العسكرية الصهيونية وجاء زمن الردع وخوض الحروب المنتصرة، كما تأكد في حروب 2006 في لبنان و 2008/2009 و 2012 و2014 في قطاع غزة.
وبارك «حزب حركة النضال الوطني» في تونس، «العملية الفدائية الشجاعة والجريئة»، مؤكداً «وقوفه الدائم، بكافة إمكاناته، في خدمة مشروع المقاومة حتى تحرير فلسطين كامل فلسطين وكافة الأراضي العربية المحتلة في سورية ولبنان».
ورأى التيار الشعبي في تونس في العملية، «تحولاً نوعياً في المواجهة مع العدو الصهيوني ومنطلقاً للمعركة الكبرى من أجل تحرير فلسطين وإنهاء وجود الكيان السرطاني الذي زُرع في قلب الأمة العربية»، مجدّداً «دعمه وتمسكه بنهج المقاومة، كخيار وحيد من أجل التحرير واستعادة الثقة والمقدرة على النصر».
وبارك التيار العربي الإسلامي لدعم المقاومة و مواجهة الإرهاب، من جهته، «هذا الانجاز العظيم الذي يؤكد قدرة المقاومة على جعل العدو يتألم نتيجة لعدوانه وغطرسته». وتوجه إلى قيادة الحزب مؤكداً «إننا نقف معكم وخلفكم ضدّ هذا العدو في أية مواجهة محتملة».
وأشارت اللجنة الوطنية الأردنية لمساندة محور المقاومة والممانعة، إلى أنّ «ردّ الإخوة في المقاومة الإسلامية الباسلة في مزارع شبعا ترك بالغ الأثر في نفوسنا، واثقين بهم بقدرة الردع مؤمنين بتحقيق توازن الرعب مع هذا العدو الصهيوني الغاشم».
وتقدمت جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية – فرع لبنان، في بيان، «بأسمى آيات التبريك للمقاومة الإسلامية في لبنان بعملية شهداء القنيطرة التي تؤكد أن المقاومة التي تثبت دوما صلابتها جدواها ومشروعيتها وحقها في مقاومة الإحتلال هي إرادة شعب وأمة قادرة على النصر وردع الإجرام والإرهاب الصهيوني الذي لا بد أن يزول».
كما تلقت قيادة حزب الله عدداً من البرقيات، أبرزها من اللقاء الإسلامي الوحدوي، الذي رأى أنّ العملية «أعادت إلى الأمة كرامتها». كما تلقت برقية تهنئة من محمد يسلم عن «حزب المجد» في موريتانيا.