خطاب السيّد نصر الله… ما كشف عنه وما يستتبع…
محمد شريف الجيوسي
لم يكن الأمين العام لحزب الله اللبناني المقاوم السيّد حسن نصر الله، في الخطاب الذي ألقاه أمس، موارباً ولا حذراً ولا ديبلوماسياً … كان أكثر من واضح ومباشر وشفاف وشجاع وحكيم ومقاتل فذ، غير راغب في حرب لكنه لا يخشاها ومستعد لها.
وأبلغ نصر الله، العدو الصهيوني، أن يفهم بكل وضوح، أن المقاومة اللبنانية، بعد العملية لم يعد يعنيها قواعد الإشتباك المعروفة، وسيكون الرد بالضرورة في أي مكان وزمان وكيفما كان، وليس في مكان يحدث فيه العدوان بالضرورة، فهذه أصبحت خلفنا، فعندما يعتدى علينا، من حقنا أن نرد عليه في أي مكان وزمان وكيفية.
وأوضح سيد المقاومة، أن أي شاب من المقاومة اللبنانية يغتال، ستتحمل «إسرائيل» المسؤولية، وسترد في أي زمان ومكان.
مشدداً، على أن الجماعات الإرهابية المسلحة على حدود الجولان العربي السوري المحتل هي حليف طبيعي للكيان الصهيوني لحْدِيَةٌ وإن تلفعت بالإسلام الحنيف ورفعت رايته.
وكشف نصر الله عن ان المقاومة اللبنانية واجهت الجنود الصهاينة في مزارع شبعا من الأمام، وأعلنت مباشرة مسؤوليتها عن العملية، فيما تلكأ الكيان الصهيوني بإعلان مسؤوليته عن عدوان القنيطرة، مذكراً ما اعتور الصهاينة من رعب وارتباك جراء اعتدائهم ومن بعد عملية مزارع شبعا، وكل ذلك يوضح مدى رعونة وحماقة وجبن القيادات الصهيونية.
لا بد من أن خطاب نصر الله، بعد استغراق قادة الكيان الصهيوني في الصلف والعنجهية والحمق والعنصرية والتطرف والدم والتحالف مع الجماعات الإرهابية المسلحة، يغلق الستارة على مشهد أصبح من الماضي، لم يدرك الصهاينة بعدْ معاني نهاياته، ومآلاته، وكلما تأخر إدراك ذلك، كلما كانت النهاية أكثر كارثية على العدو الصهيوني وكيانه العدواني العنصري الاحتلالي الاحلالي الدموي التوسعي، وعلى حلفائه وداعميه في السر والعلن في الإقليم والعالم.
لقد استطال عمر هذا الكيان على حساب أمن واستقرار ومصالح وسيادة ووحدة المنطقة العربية، وكان وراء كل كارثة وشرخ وتخلف وعجز وحرب وفتنة وانقلاب أميركي وغربي، ووراء سرقة المقدرات وتلويث التاريخ والثقافة الوطنية وسرقة الآثار وتفتيت الأمة.
والآن، فإن فرصة الخلاص من هذا السرطان قد حانت، وحانت معها فرص الخلاص من كل مَن تعاطف وتعاون وساند وقبل وتعامل ورضخ لهذا الكيان، ومَن خلفه، فالتغيير أكثر من قادم، والربيعات العربية النظيفة قادمة، غير ملوثة بلحى كاذبة صلفة مخادعة، قدمت تلك اللحى لأعداء الدين من إمبرياليين وعواصم استعمارية أوروبية غربية وسلاجقة ورجعية عربية، كل ما يطمعون به، وما لم تحققه حروبهم وعدواناتهم ومحاولاتهم تشويه وطمس إيمانات وثقافة الأمة وحضارتها.
لا بد من أن التحالف الصهيوني الحاكم في «إسرائيل»، وهو يشرف على انتخابات تحدد مصيره بالاستمرار أو السقوط المزري، تجعل منه في حالة توتر شديدة، سواء بابتلاع الطعم المزري لعملية مزارع شبعا والاضطرار لـ الخرس بعد خطاب سيد المقاومة، غير الموارب، أو بالتورط أكثر، وبالتالي اشتعال الكيان الصهيوني بما أصبح معلوماً، وربما المنطقة بكل ما ستشتمل عليه من تطورات مفتوحة ستنال أطراف التحالف الصهوني الغربي الأميركي في الإقليم، وكلا الخيارين لا يحسد عليه التحالف «الإسرائيلي» الحاكم أو كيانه العدواني.
لقد سعد الشارع العربي، بعملية المقاومة اللبنانية ونجاحها، وفهمها على أنها على رغم نوعيتها مجرد عينة متواضعة لبعض ما تقدر عليه هي وحلفاؤها، واعتبر الشارع العربي أن المقاومة اللبنانية أرادتها مجرد رسالة انذار وتوبيخ، أكثر منه رداً مقاوماً، لما تستطيع أن تحققه في عمق هذا الكيان الاستعماري الغاصب. ويبقى أن يفهم قادة الكيان العنصري الغاصب، مغزى العملية ـ الرسالة، في شكل واضح وجلي، وما يستتبع من خنوع واستحقاقات ملزمة له ولداعميه وشركائه و لحْديّيه .
بكلمات، يتمنى الشارع العربي، وقد طال أمد الصلف الغربي الأميركي الصهيوني الانكشاري الرجعي العربي، ان يستمر العمى والحمق الصهيوني، وعدم ادراكه لمغبة مغامراته، حتى تشتعل حرب شاملة ويكون التغيير كاملاً.
m.sh.jayousi hotmail.co.uk