دوري أبطال آسيا 2015

حسن الخنسا

تسعة أشهر يعيشها متابعو البطولة بحماسة وتشوّق، يتتبعونها بلهفة العاشق، يحددون مواعيدهم اليومية بما يتوافق مع أوقات مبارياتها، تجد مكاناً لها في كل أحاديثهم وانفعالاتهم أفراحهم وأحزانهم وحتى غضبهم، حتى تصير جزءاً لا يتجزأ في مسار العقل الجمعي لمشجعي الرياضة الشعبية الأولى. هي بطولة «دوري الأبطال»، وما ذكر آنفاً هو حقيقة يعيشها مواطنو الدول التي تشارك أنديتها في هذه البطولة كلّ بحسب القارة الموجود فيها، وهي حال مواطنين كثر ليس المواطن اللبناني واحداً منهم. والسبب هو عدم منح الأندية اللبنانية رُخص المشاركة في دوري أبطال كأس آسيا التي ينظمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 1967، والتي أدمجت مع بطولة كأس الكؤوس الآسيوية وبطولة كأس السوبر الآسيوي في بطولة واحدة وأصبح اسمها كما هو عليه عام 2003 وثبت نظامها بنسخته النهائية عام 2009 بحيث يشارك 32 نادياً ليست النوادي اللبنانية منها وتمرّ في جولات ثلاث وصولاً إلى النهائي.

تنطلق البطولة اليوم، وعيون اللبنانيين لا ترنو إليها كعيون الآسيويين الآخرين، فما الذي يمنع الأندية من أخذ الرخص؟ لعله سؤال يشغل الكثيرين.

يشترط نظام التأهل إلى دوري الأبطال تحقيق معايير من أفضل 10 دوريات. أي على النادي أن يكون قد تألق سلفاً في الدوري المحلي لبلاده، وقد يكون حامل اللقب في دوري الأبطال لعام ما لا مكان له في النسخة التالية من البطولة ما لم يُحقق مراكز عالية في الدوري المحلي.

وترتكز الشروط إلى خمسة معايير نستعرضها ونناقش كلاً منها على حدة:

أولها، الرياضية: أي تطبيق برامج لتطوير الشباب والفئات العمرية. إضافةً إلى تعزيز الرعاية الصحية للاعبين وتطبيق اللعب العادل داخل الملعب وخارجه. وهو شأن مهمل إلى حدّ بعيد، وما زالت الأصوات الداعية إلى احتضان المواهب الرياضية الشابة تذهب أدراج الرياح.

ثانيها، البنية التحتية: أي أن يمتلك طالب الترخيص ملعباً أو عقداً خطياً مع مالك الملعب، متاحاً للعب مباريات الدوري الذي يوفر للمشاهدين والإعلام وممثلي الصحافة مدرجاً مجهزاً بشكلٍ آمن ومريح، وأن يكون مناسباً لمساعدة اللاعبين في تحسين مهاراتهم الفنية. وهذا ما نفتقده في لبنان حيث أن القليل من الأمطار يكفي ليؤجل الاتحاد اللبناني لكرة القدم مرحلة ما من الدوري.

ثالثها، الموظفون والمعايير الإدارية: أي أن يدار النادي بطريقة مهنية واحترافية، وأن يمتلك موظفين مؤهلين ولديهم خبرة ودراية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المدربين إضافةً إلى كادر طبي متخصّص. في لبنان يمسك دفّة الأندية والاتحادات من لا يملك المؤهلات ولا التاريخ الكروي، إضافةً إلى وجود الخلافات والانقسامات داخل الأندية والاتحاد ما يؤدي إلى إيقاف عجلة الارتقاء الفني. أما المدربون فهم من طراز متواضع، وهم في غالبهم عاطلون عن العمل في بلادهم يجدون ضالتهم في لبنان، وبالنظر إلى ما تقتضيه مصلحة الأندية يجب الاعتماد على وزارة الشباب والرياضة لاسترجاع دور المعهد الوطني الذي سبق أن خرّج العديد من المدربين في تاريخ الكرة اللبنانية.

رابعها، المعايير القانونية: أي النزاهة الرياضية، وأن يمتلك الاتحاد المحلي الحقّ في التدخل في حالة ثبوت أن فرداً أو كياناً قانونياً يمكنه التأثير في قرارات إدارة أكثر من فريق في منافسة واحدة.

المعيار الخامس، يتعلق بالجانب المالي ويهدف إلى زيادة شفافية العمليات المالية، وكذلك إنشاء سوق جاذبة للمستثمرين والشركاء التجاريين للعبة. إلا أن معلومات المصادر الرياضية وتصريحاتها تشير إلى إفلاس وخزائن فارغة وتمويل لمرحلة معينة وبشكلٍ موقت، وهو أمر يجعل الأندية تتجه إلى مصادر سياسية ما يؤدي بشكلٍ بديهي إلى امتداد الأيدي الفاسدة والوسائط والمحسوبيات إلى عالم الرياضة، بحيث تشكل بديلاً من الراعي المفترض. ولعل المعيار الأخير هو الأساس إذ إن انعدام الوجود المالي أو شحّه يؤديان إلى انعدام وجود المعايير السابقة وبالتالي عدم منح الرخص للأندية للمشاركة في إحدى أهم بطولات القارة بما يفرح اللبنانيين ويؤجّج حماسهم ومشاعر الفخر بأنديتهم ووطنهم.

وتقام التصفيات التمهيدية من 3 جولات بنظام خروج المغلوب ومن مباراة واحدة، وستقام الجولة الأولى اليوم، والجولة الثانية في 10 شباط الجاري، أما الثالثة ففي 17 منه.

وينطلق دوري أبطال آسيا في 24 و25 شباط الجاري بالجولة الأولى، والجولة الثانية 3 و4 آذار المقبل، والثالثة 17 و18 آذار، والرابعة 7 و8 نيسان، والخامسة 21 و22 نيسان، والسادسة والأخيرة 5 و6 أيار.

ويقام ذهاب دور الـ16 يومي 19 و20 أيار، والإياب في 26 و27 أيارـ ويقام ذهاب ربع النهائي في 25 و26 آب، والإياب في 15 و16 أيلول، وذهاب نصف النهائي في 20 و30 أيلول، والإياب في 20 و21 تشرين الأول ويقام ذهاب وإياب المباراة النهائية في 7 و21 تشرين الثاني.

الأندية المشاركة

تأهل إلى دور المجموعات مباشرة كل من لخويا قطر ، وفولاد خوزستان وتيراكتور سازي وبيروزي إيران ، والنصر والشباب والهلال السعودية ، والأهلي والعين الإمارات ، وباختاكور ولوكوموتيف وناساف أوزباكستان ، ويشارك في التصفيات كل من السد والجيش قطر ، والرفاع البحرين ، ونفط طهران إيران ، والوحدات الأردن ، والقادسية الكويت ، والنهضة عمان ، والجزيرة الإمارات ، وبونيودكور أوزباكستان .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى