السعودية متمسكة بالحوار مع حزب الله فماذا يفعل الحريري؟
روزانا رمال
في مقال للسفير السعودي في بيروت في جريدة «الحياة»، يختار السفير علي عواض عسيري المعروف بعلاقته المميّزة بولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، توقيتاً متزامناً مع موعد جلسة الحوار المرتقبة بين حزب الله وتيار المستقبل، ليكتب مقالاً يتناول فيه العلاقات السعودية ـ اللبنانية، يبدو كتأكيد للموقف التاريخي السعودي الذي يتحدث عن اهتمام الرياض بالمصالح اللبنانية وحرصها على سلام اللبنانيين الداخلي واقتصادهم وسلامة أراضيهم وإزدهار بلدهم، لكن ليصل السفير عسيري إلى النقطة التي تبدو أنها هدف المقال ومبرّر توقيته وسبب اهتمام إدارة جريدة «الحياة» بنقل مقتطف منه إلى موضوع الصفحة الأولى للجريدة.
وجاء الاقتباس من كلام عسيري في سياق معبّر نورده كما جاء في «الحياة» السعودية:
«يترقب الوسط السياسي اليوم ما ستؤول إليه الجولة الخامسة من الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، والتي ستخضع لامتحان بعد الانتقادات التي وجهها قادة الأخير لخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وإسقاطه قواعد الاشتباك مع «إسرائيل» بعد عملية مزارع شبعا ضدّ جنود الاحتلال «الإسرائيلي»، وإعلانه أنّ جبهات المواجهة مع إسرائيل الجولان والجنوب باتت واحدة.»
وتتابع الحياة: «يفترض أن تتناول جلسة الحوار برعاية رئيس البرلمان نبيه بري هذا الموضوع الخلافي، في ظلّ المستجدات التي انعكست على لبنان، على رغم أنّ موضوعات المقاومة وسلاح «حزب الله» وتدخله في الحرب السورية كانت استُبعدت من نقاط الحوار بين الفريقين».
وتعلق الحياة: «في ظلّ تأكيد مصادر الفريقين أنّ هذا الخلاف لا يعني وقف الحوار، كان للسفير السعودي في بيروت علي بن عواض عسيري موقف أمس أكد فيه أنّ «دعوات قادة المملكة العربية السعودية اللبنانيين إلى الحوار هي تعبير عن مدى حرصهم على لبنان، وهو أمانة في أعناقكم…» متوجهاً الى اللبنانيين.
ما تريد الحياة قوله واضح، وهو أن لا مبرّر ليذهب «تيار المستقبل» في جعل عملية مزارع شبعا وكلام السيد حسن نصرالله سبباً لنسف الحوار، فسلاح المقاومة ودور حزب الله في سورية، العنوانان المستبعدان من الحوار يشملان عملية مزارع شبعا وكلام السيد نصرالله، من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ السعودية تريد للحوار مع حزب الله أن يستمرّ.
أتى هذا الموقف في «الحياة» وعلى لسان السفير عسيري كسقف لجلسة الحوار التي عُقدت أمس، في ظلّ مخاوف نشأت بعد الكلام التصعيدي للرئيس فؤاد السنيورة ضدّ حزب الله وأمينه العام وصل فيه إلى حدّ اتهام السيد نصرالله بإلغاء العيش المشترك.
كلام عسيري واهتمام «الحياة» يعنيان رداً من القيادة السعودية على دعوات السنيورة إلى التصعيد، ودعوة معاكسة للتهدئة وإعادة رسم للأولويات التي يتقدّمها التمسك ببقاء الحوار مستمراً بسلاسة.
الموقف السعودي يقدم التغطية للرئيس سعد الحريري للمضيّ قدماً في سياسة الإنفتاح على حزب الله من جهة، ورفض محاولات التوتير للأجواء المذهبية والسياسية من جهة أخرى، تحت عنوان غير معلن هو: لسنا في حرب تموز ولا في ظلّ خطاب اتهام المقاومين بالمغامرين، بل في مرحلة مختلفة من التوازنات والمعادلات، تستدعي التأسيس على المشتركات.
السعودية تقول ضمناً ما هو أهمّ، إنه في زمن العلاقات الباردة مع إيران، يلعب الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله دور الجسر اللازم للعبور نحو بدء الحوار الأهمّ، وهو بين الرياض وطهران.
السعودية تقول للحريري: لا تفسدوا جسر العبور الذي يمثله حواركم مع حزب الله لحوارنا مع إيران، نحن نحتمي بحواركم فلا تخرّبوه بحجة انتظار حوارنا للاحتماء به، ولا تدعوا أمثال السنيورة ولحساب جهة أخرى غير السعودية أن يفسدوا المصلحة السعودية العليا في هذه المرحلة الحساسة.
الكرة الآن في ملعب الحريري.
«توب نيوز»