الخبر الثقافي

عقدت قاعة «ضيف الشرف» في معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة حول مُناقشة كتاب «الليبرالية نشأتها وتحوّلاتها وأزمتها في مصر» تأليف د. وحيد عبدالمجيد، بحضور د. سمير مرقص، المشرف العام على جهاز التنسيق الحضاري، ود. عبدالخالق فاروق الخبير الاقتصادي، وأدارها الكاتب والمفكر حسين عبدالرازق الأمين العام لحزب التجمع السابق.

افتتاحاً، قال حسين عبد الرازق: «إن كلمة ليبرالية أصبحت مُتداولة عبر أفواه السياسيين والمثقفين، لكن من دون معرفة المعنى الصحيح للكلمة أو دورها وتاريخها. كتاب «الليبرالية.. نشأتها وتحوّلاتها وأزمتها في مصر» يلقي الضوء على ست حقائق، أبرزها: أن الليبرالية تدور حول الحرية والفردية والعقلانية والعمل الحر والتسامُح وقبول الآخر»، موضحاً أن مفهوم الليبرالية ظهر في القرن الخامس عشر قبل الديمقراطية ومع ظهور الرأسمالية، وتابع: «الإصلاح الديني كان ركيزة أساسية لظهور الليبرالية، إذ كان صعباً ظهورها وسط أي نزاع ديني أو مذهبي». مشيراً إلى أن الكتاب يوضح معنى الليبرالية ودورها خلال الفترة الماضية وفي العصر الحديث، بعدما ركّزت الليبرالية الجديدة على النظام الاقتصادي. وأكد على أن الليبرالية الجديدة أفادت من تدهور الحركة السياسية الأوروبية، ومن تفكيك الاتحاد السوفيتي، كما انكمشت الليبرالية بعد الأزمة العالمية التي أربكت دول العالم عام 2008، وما إن بدأت ثورات الربيع العربي حتى توهّمت القوى السياسية إمكان تطبيق الليبرالية، لكن تطبيقها فشل في مصر والعالم العربي لأسباب مُتعددة.

من ناحيته، يرى د. سمير مرقص، المشرف العام على الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن كتاب «الليبرالية… نشأتها وتحوّلاتها وأزمتها في مصر» يصدر في توقيت مُناسب، خاصةً أن أنظمة ما بعد ثورات «الربيع العربي» في حاجة ماسة إلى توضيح ماهية الليبرالية وسُبل تطبيقها، وتابع: «مؤلف الكتاب استطاع بشكل جذَّاب للقارئ أن يربط بين الليبرالية ومدلولها الفكري والفلسفي، ما قد يُتيح للعقل العربي سهولة التمعُّن في الكتاب بنظرة عميقة، لإعادة الاعتبار إلى مفهوم الليبرالية الغائب عن الشعوب العربية»، مشيراً إلى أن الكتاب يقدّم وجبة سياسية مُتكاملة حول الفرق بين الأفكار التي يتوارَثها الإنسان، مثل الدين أو وضعه الاجتماعي والبيئة التي نشأ عليها، وتحرُّر عقله نحو الإبداع بعيداً عن الدين أو الموروثات الثقافية».

أضاف مرقص: « يلقي الكتاب الضوء على كل ما هو جديد في العالم حول مفهوم الليبرالية وسُبل تطبيقها، إذ ابتعد الكاتب عن المعتقد الخاطئ لتطبيق الليبرالية إلى جان جاك روسو، ويتيح للعقل البشري الاختيار والنظر إلى الليبرالية الجديدة لتجديد الفكر وتنوّع العقل والتجارب، لا سيما أن الليبرالية تمثّل التسامُح في مُقابل التعصُّب، والعلم لمواجهة التخلف، وبالتالي تُعتبر الليبرالية منهجاً فلسفياً للارتقاء بالمجتمعات والشعوب».

بدوره، أشار الخبير الاقتصادي د. عبدالخالق فاروق، إلى أن الكتاب وضع خطوطاً مُتقاطعة بين الليبرالية والاقتصاد وجعلهما يتكاملان في العديد من الرؤى والأهداف. كما يلقي الكتاب الضوء على التأثير والتأثر بالليبرالية، باعتبارها تأصيلاً للحرية والمدنية، مؤكداً أن الكتاب يرسّخ مفهوم الفكرتين الاقتصادية والاجتماعية، لكن على الدولة وضع رؤية لكيفية إدارة الموارد البشرية والاقتصادية، علماً أن الكتاب أعطى افتراضاً بأن الليبرالية تتسق مع المدرسة الاشتراكية. ومع ذلك فالكتاب لا يتعارَض مع فكرة الحرية والعلمانية، وتحديداً مع الفكر الديني».

في سياق مُتصل، أوضح د. وحيد عبدالمجيد، مؤلف كتاب «الليبرالية… نشأتها وتحوّلاتها وأزمتها في مصر» أن الكتاب مُحاولة لإثارة التفكير والمناقشة والجدال حول مفهوم الليبرالية ومدلولها التاريخي ومراحل تطوّرها إلى العصر الحديث، مؤكداً على أن الليبرالية تُعتبر منهجاً واضحاً وصريحاً لمنح الفكر والعقل الإنساني فرصة حقيقية للخلاص من مشاكله وأزماته، وأن الإنسان هو مَنْ يستطيع إنقاذ نفسه فحسب، إن أراد وعمل على ذلك. وأضاف عبدالمجيد: «ن الليبرالية هدفها تحرير العقل والنمو الاقتصادي والاجتماعي، لذا فإن أهمية الليبرالية تظهر في لحظة تحرير العقل من الأفكار المهيّمنة عليه، والذين يريدون استعباد هذا العقل، تبعاً لمصالحهم ومكاسبهم الشخصية والسياسية. فضلاً عن أن الليبرالية تعني التحرُّر الاقتصادي والاجتماعي والعقل البشري.

العثور على آخر تمثالين من أعمال مايكل أنجلو

عثر خبراء دوليون على تمثالين من البرونز يعودان إلى الفنان مايكل أنجلو، وهما الوحيدان المتبقيان من هذا النوع من أعمال فنان عصر النهضة الإيطالي. ويبلغ طول كلّ من التمثالين متراً واحداً، وهما لرجلين منتصرين ويمتطيان فهدين، أحدهما يبدو على ملامحه التقدم في السن مقارنة بالآخر، لذا فهما ليسا تمثالين متطابقين، بحسب جامعة كامبريدج البريطانية. وفور التأكد من أن العملين اللذين قدما في متحف فيتزويليام في كامبريدج يعودان إلى الفنان، سيكونان الوحيدين من منحوتات مايكل أنجلو البرونزية التي تصل في الوقت الراهن. وخلص العديد من الباحثين الدوليين، بالتعاون مع الجامعة الإنكليزية، إلى أنهما يعودان إلى الفنان الإيطالي. وتنتمي القطعتان إلى مجموعة خاصة لم تكشف تفاصيلها، وفي القرن التاسع عشر كانت في حوزة البارون أدولف فون روتشيلد، وعرضت على الجمهور على الأقل في مناسبة واحدة ماضياً ضمن معرض للأعمال البرونزية أقيم في الأكاديمية الملكية للفنون في لندن عام 2011.

رغم أن الفنان الإيطالي مشهور بأعماله الثرية التي يزين بعضها كنيسة سيستينا في الفاتيكان، إلا أن مايكل أنجلو أظهر تفضيله للنحت. وللتحقق من أنهما يعودان إلى الفنان الإيطالي، قام فريق من الباحثين الدوليين، ضم متخصصين من جامعة كامبريدج ومتحف فيتزويليام وجامعة وارويك بدراسات انطلقت الخريف الفائت، على يد الأستاذ الفخري لتاريخ الفن في جامعة كامبريدج باول غوانيدس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى