قالت له

قالت له: ألا تنتبه أنّ مناقشاتنا، لا بل مناكفاتنا، هي علامة تعلق وعجز عن الافتراق وتعبير عن التشوش الانفعالي بين نقطة الشوق ونقطة الغضب اللتين يقال أنهما متلاصقتان في الدماغ. ولم نلاحظ أنّنا كلّما تباعدنا وزادنا الشوق حماسةً واشتعالاً نلتقي ولا تكاد لحظة تمرّ حتى نشتعل غضباً بعدما يكون واحدنا قد أمعن في توبيخ نفسه على إفساد اللحظات الجميلة بعتابٍ قد يكون في محله، لكنه يعلم أنه بلا طائل سوى تسخين الحوار حدّ الصراخ وبعده الابتعاد والنيّة وصال.



قالت له: سأبادلك الحبّ أضعافاً وا حترام د لاً وغراماً. وتذكّر أنني حبّ الطفولة العائد بعد طول اغتراب. فلا تعاملني كزوجة تتحمّل تقلّبات مزاجك حماية لبيتها وأو دها. إمّا عاشقين نبقى كلّ الوقت أو الافتراق. و تنسَ أنّ لكلٍّ مّنا نصيباً من اسمه، وأنا ملكة حرّة مستقلة.

قال لها: غياب لعشرين سنة أورثني حبّ تجاهل النساء، فاعذري جرحاً لم يندمل بعد يا أغلى الناس.

قالت: لملم جراحاتك إذ لم يبق من الوقت كثيراً. ولتكن قصتنا أجمل من أحلام الصبايا.

قال لها: ولكن للعمر حقه وواجباته، وانشغالي البسيط عنك بالعمل والعائلة يعني هدم أحلامنا.

قالت له: تساءلت طوال مدة البعد لماذا لم نتوّج حبّنا بالزواج؟ وا ن لمست اليقين هناك دائماً سبب: دراستك، تأمين المستقبل، شراء بيت أكبر أمور صغيرة تتسرّب بيننا فأغدو أنا التالية في الأولويات. لطالما سكنت الشياطين في التفاصيل. عد ا ن إلى عملك وعائلتك والمركز الاجتماعي. ولنبقَ غصّة حلمٍ بعيد المنال لم تحطّمه حقيقة الواقع.

رنا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى