بويز: لعدم الاستخفاف بالحوارات الداخلية
أعلن الوزير السابق فارس بويز «أن الحوارات القائمة على الساحة اللبنانية ضرورية يجب ألا نستخف بها، وألا نحمّلها أكثر مما تتحمّل، منتقداً النظريات التي تقول إن انتخاب رئيس للجمهورية يتعلّق بتحديد المسار السياسي المستقبلي للدولة، ومعتبراً «أن الرئيس الذي يأتي بوفاق الأفرقاء يمكنه أن يكون سيد مسيرة الحلول، لأن لا حلول دون وفاق».
وقال في حديث لـ«المركزية»: إن موضوع انتخاب الرئيس لا يزال أسير الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية، خصوصاً الصراع الأميركي – الإيراني من جهة، والصراع السعودي – الإيراني من جهة أخرى»، قائلاً: «ما لم تتبلور الأمور على هذا الصعيد، فلا قدرة للقوى اللبنانية على تخطي الواقع المرير لانتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف: «إن تطور الحوار بين الولايات المتحدة الاميركية وطهران بلغ درجة متقدمة جداً، الأمر الذي أزعج «إسرائيل»، وهي قادرة على تجميد أو تعليق هذا التفاهم عبر نفوذها الكبير على الكونغرس الاميركي وبعض السلطات في الولايات المتحدة، فأتى الصراع الكبير بين «إسرائيل» والسلطة التنفيذية الاميركية خصوصاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما»، لافتاً إلى أن «لهذا الصراع عمقاً أساسياً، وهو أن الولايات المتحدة أدركت ضرورة الوصول إلى حلول مع إيران تبدأ بالملف النووي لتمرّ عبر العراق وسورية وصولاً إلى لبنان في شكل يمكّنها من مواجهة حقيقية وفاعلة لموضوع الإرهاب في المنطقة، فيما «إسرائيل» ليست بريئة من خلق هذا الإرهاب، وهي المستفيدة الأولى من أعماله الهادفة الى تحطيم القضية العربية والكيانات والأنظمة، من خلال سعيها لإبقاء هذا الإرهاب والقضاء النهائي على ما تبقى من مقومات عربية، لذلك نحن أمام ثلاث معارك تتحكم باللعبة الداخلية، فلو كان لبنان منزهاً من هذه التأثيرات، ولو استطاعت القوى السياسية أن تتعاطى باستقلالية تامة حيال هذا الموضوع، لكانت علّقت ارتباطاتها بالأزمات، والوقت رهن انتظار الحلول الدولية والإقليمية».
وأشار بويز إلى «أن عملية القنيطرة أتت كرد فعل على الحوار الأميركي – الإيراني، والتخوف من إمكان تبلوّر تفاهم ما، إضافة إلى محاولة استدراج حزب الله إلى ردّ عشوائي غير مدروس، يمكّن الرئيس «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو من نسف نهائي أولاً، للمفاوضات الاميركية – الإيرانية عبر إظهار إيران داعمة لحزب يواجه إرهابه، وثانياً، إمكان الدخول في عملية تعطيه شعبية في الانتخابات النيابية، واعتقد أن رد حزب الله كان مدروساً، وأتى ضمن الأطر التي لم تعطِ «إسرائيل» أي ذريعة أو مبرر واضح للوصول إلى أهدافها، وقد حققت عملية القنيطرة فشلاً سياسياً».