«سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا»
طاهر محي الدين
حاكم ولاية أميركية رداً على أسئلة «سي أن أن»: «هناك مناطق في أوروبا يحكمها المسلمون يتولد فيها العداء للسامية».
نعم أيها السادة، هو الهدف المنشود الذي يريدون نشره، وتحت هذا الشعار تعقد القمة لمكافحة الإرهاب في أميركا الشهر المقبل.
إنه أفضل شعار يمكن استخدامه لإقناع دافعي الضرائب لشنّ الحروب في المنطقة والعالم.
إنهم صهاينة ويكرّرون المشهد ذاته تحت شعارات «معاداة السامية» و«الأديان الإرهابية».
لذلك استخدموا وأنشأوا الممالك ذات الصبغة الدينية شكلاً والإرهابية الوهابية متناً وعقيدة وفكراً ليحاربوا الإسلام.
ترقبوا ما سيكون عليه العالم بعد مؤتمرهم لمكافحة الإرهاب، كيف سيهجّر المسلمون من أوروبا ويقتلون، وتنمو عصبيات للمسيحيين الجدد برعاية الصهيونية، وتصبح حالة غزو أفغانستان نظرية تدرّس للحرب على «الإرهاب».
لقد استخدموا كلّ عبريّيهم من الأعراب والمستعربين لإشاعة «إسلاموفوبيا» لأجل الآتي من الأيام، ونحن نحترب في الزواريب التي أردونا بها.
أصبح ربنا الطائفة وديننا المذهب، ونصّب بعضنا أنفسهم أرباباً وراحوا يوزعون الثواب والعقاب ودرجات الإيمان والكفر حسب ما برمجت عليه عقولهم بما أسموه الإسلام الجديد، وهذا ما صرّح به رئيس وكالة المخابرات الأمريكية «سي أي آي» السابق «جيمس وولسي» حيث قال في عام 2006 في أحد المؤتمرات:
«إذا استطعنا إقناع المسلمين فى العالم أنهم قابعون تحت العبودية كما هو ظاهر، وأن نصنع لهم إسلاماً يناسبنا ونجعلهم يقومون بثورة، ونقنعهم بأننا إلى جانبهم، فأننا ذاهبون إلى النصر».
وأضاف «رئيس المخابرات الأميركية: إنّ ذلك سيصيب حكامهم بالتوتر والخوف، ويجعلهم يلجأون إلينا وهم متوترون، وبذلك سنضمن الفوز كما حدث فى الحرب العالمية والحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتى، علينا أن نجعل المسلمين يقومون بثورة ونصنع لهم إسلاماً يناسبنا لنكسب الحرب معهم».
وذكر حينها في سياق محاضرته كلاً من سورية وليبيا ومصر، ولاحقاً السعودية وكل ما يعرف بدول «الربيع العربي»، ولكن بالطبع بعد أن انتهوا من العراق.
هذا هو «الإسلام الجديد» الذي عرّى وكشف القناع وأسقط ورقة التوت عن عورة الوهابية، هذا هو «الإسلام الجديد» الذي أرادوا أن ينشروه لشيطنة الإسلام على الطريقة الوهابية اليهودية البذرة والمنشأ، والذي أنتجوه ببذرته الإرهابية «تنظيم القاعدة» ، بتخيطيط وتدريب ومساعدة أجهزة المخابرات الأميركية والسعودية، قدموه كمدافع عن الإسلام والمسلمين في محاربة الشيوعية السوفياتة في أفغانستان وتفرّعت منه «النصرة» و«داعش» لاحقاً للقضاء على الإسلام الحقيقي المعتدل العادل في بلاد الشام.
أرادوا أن ينشروه ويكرّسوه في المنطقة والعالم لتشويه صورة الإسلام وعرضه على شكل قطع الرؤوس واجتثاث القلوب والأكباد وأكلها نيئة على طريقة هند بنت عتبة، وعرضه على أنه دين الأعضاء التناسلية من خلال الفتاوى الوهابية بجهاد النكاح وتحليل اللواط، وتقديمه على أنه إجرام وقتل عهر، وأنه إسلام لا يقبل القعل ولا يلائم العصور ولا التعايش مع الآخرين الذين يخالفونه، وأن أحكامه هي أوراق صفراء بالية أكل عليها الزمان وشرب، مستغلين كلّ الجهل والتخلف الديني في أمتنا والتي أسّس لها الاستعمار العثماني خلال ما يزيد على 400 عام من الاحتلال وبث البدع والتضييق على العلوم الشرعية الصحيحة، وتجهيل الشعوب العربية بفرض المناهج التي تناسب الفكر العثماني.
وبملاحظات بسيطة يستطيع أيّ عاقل أن يدرك معنى أنّ كلّ مراكز نشر الدين الإسلامي، والدعوة في اوروبا وأميركا والكثير من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة تديرها المجموعات الوهابية، ويدرّس فيها إسلام محمد بن عبد الوهاب، الذي قام على السيف وحزّ الرقاب، وأنّ كلّ جمعيات الإغاثة الإسلامية في أوروبا وأميركا والتي تنشأ تحت مسمّى الجمعيات الخيرية هي بتمويل وهّابي صرف وكامل وبدون رقابة مصرفية لحساباتها، وهي التي تموّل عن طريقها كلّ المجموعات الإرهابية المتطرفة في العالم تحت مسمّيات متعددة.
ومن هنا كان كلام سماحة الأمين العام حسن نصر الله في كلمته في ذكرى شهداء القنيطرة على تواجد جبهة النصرة على السياج الحدودي، والتي شبّهها علانية بـ«جيش لحد أو ما كان يُسمّى جيش لبنان الجنوبي، هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة»، وشبّهها تماماً وتحالفها الكامل مع الكيان الصهيوني، إنما جاء ليؤكد ويبرز أن هناك إسلامين، الأول هو الإسلام الحقيقي الشريف المعتدل المقاوم، وإسلام «بالذبح جئناكم»، وإسلام «الأعضاء التناسلية»، الذي عبّر عنه بدقة كتاب «إدارة التوحش».
في الخلاصة أيها السادة… الحرب التي يخوضونها ضدّنا هي «حرب الوهابية على الإسلام»، لتكريس الإسلامو فوبيا، لتفتيتنا واشعال الفتن والحروب من أجل الهدف الأول وهو تكريس «يهودية الدولة» وإعلان قيام «الدولة الموسوية».