كيري وظريف وحتمية الاتفاق

ناديا شحادة

ما بين المماطلة السياسية وصراع الأجندة المجهولة، ما زال السجال الطويل الأمد الذي يدور بين إيران والغرب وحلفائه بشأن الملف النووي الإيراني المثير للجدال مستمراً، ومن خلال تكثيف الجهود الدولية لتسوية الخلاف حول النووي بين إيران والقوى العالمية الكبرى في الآونة الأخيرة للوصول إلى نتيجة نهائية يرضى بها الطرفان بعد اتفاق مرحلي جرى الاتفاق عليه في تشرين الثاني عام 2013. وقبل انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الجمعة الماضي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي بدأ في 6 من الشهر الجاري ويستمر حتى 8 منه، وشدد كيري على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي حول البرنامج النووي بحلول نهاية شهر آذار المقبل، بحسب ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في اختتام اللقاء الذي دام ساعتين، وأضاف المسؤول لقد اتفقنا على إبقاء الاتصالات قائمة وسنسعى إلى الالتقاء مجدداً قريباً .

وعقد وزير الخارجية الأميركي لقاء مفاجئاً مع نظيره الإيراني لإجراء محادثات جديدة حول النووي الإيراني أمس، والتقى كيري ظريف للمرة الثانية منذ وصولهما إلى ألمانيا على هامش المؤتمر حول الأمن في ميونيخ.

وكان كيري وظريف قد التقيا العديد من المرات بهدف إيجاد حل للعقوبات التي تعترض تقدم المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة 1+5 المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا.

وتطالب الدول الكبرى إيران بتقليص قدرتها النووية، أما طهران التي تنفي أي طابع عسكري لبرنامجها النووي فتطالب بحقها في امتلاك طاقة نووية مدنية كاملة وتطالب برفع العقوبات الغربية المفروضة عليها كافة. وحول المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 أكد ظريف أن التوصل إلى الاتفاق النووي الشامل رهن الإرادة السياسية للأطراف الأخرى، موضحاً أن أطراف التفاوض تبدي رغبتها في التوصل إلى هذا الاتفاق، ولكن «ينبغي أن نرى عملياً إن كانوا يمتلكون الإرادة السياسية لتبديل رغبتهم إلى قرار سياسي».

ويرى المراقبون أن تكرار لقاءات ظريف بكيري الكثيرة وأخرها الآن في ميونيخ تعني أن الوفد المفاوض يحاول أن يستفيد من كل الفرص المتاحة، وأن ظريف بات يخاطب الآخرين بلهجة أكثر ثقة، ويُفهم من خلال تصريحاته أنه يتعامل مع الولايات المتحدة بالمثل ويقف بوجه رغباتها في كثير من الأحيان وأن المفاوضات باتت تأخذ منحى أكثر جدية في ظل اقتراب الموعد النهائي الذي حدده المفاوضون للتوصل إلى اتفاق سياسي أولي، من المفترض توقيعه مع نهاية آذار ومن ثم يعمل الجميع من أجل اتفاق يشمل التفاصيل التقنية والفنية مفترض أن يجرى التوصل إليه مطلع تموز المقبل بموجب اتفاق جنيف .

فهل التوصل إلى هذا الاتفاق بات وشيكا في وقت لم يعد خيار التمديد لجنيف مطروحاً ومع إصرار ظريف ونظيره الأميركي على التوصل إلى اتفاق خلال هذه المدة الحاسمة؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى