لبنان يملك 900 ألف متر مكعب في شكا وما يفوق المليون في صور

فيما دخل لبنان في مرحلة الشح المائي الأشد خطورة على مستقبله، تقدر المياه العذبة في البحر المتوسط التي تذهب هدراً بحوالي ثلاثين بليون متر مكعب سنوياً. في حين أكدت دراسات وجود ستين نبعاً في محيط الشواطئ اللبنانية، يمكن سحب المياه العذبة منها، إلا أن الحديث عن إدارة الأحواض والينابيع البحرية يتطلب قانوناً لأن الموضوع يتعلق بكل المياه البحرية في كل المناطق اللبنانية.

ولما كانت مياه البحر لا تصلح للشرب ولا تصلح لري المزروعات بسبب ملوحتها، يجري العمل وفق دراسات تقوم بها بعض الشركات على تحلية هذه المياه. وبانتظار الدراسة التي تقوم بها شركة CRNS حول كيفية تحلية المياه لتصلح للشرب وحول الكمية والنوعية، قامت شركة BWI بدراسات للمياه العذبة في لبنان والجزائر وقبرص واليونان والمغرب وسورية وتونس وتركيا، ووجدت الشركة في لبنان وتحديداً في شكا والبترون والناقورة من خلال الدراسات التي أجريت، مياهاً عذبة حسب مواصفات الاتحاد الاوروبي ما يفوق 900 الف متر مكعب في شكا وما يفوق مليون متر مكعب في صور.

مع الإشارة إلى «أن فريقاً من نقابة الغواصين المحترفين في لبنان قام في تشرين الثاني من العام الفائت بعملية سحب للمياه العذبة، التي تتدفق من ينابيع ضخمة موجودة في قاع بحر صور، إلى سطح الماء بهدف إعادة تسليط الضوء على الثروة الوطنية الطبيعية التي تهدر في عرض البحر، ولبنان بأمس الحاجة للاستفادة منها عوضاً عن استنزاف المياه الجوفية.

وللغاية، نظمت لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، بتوجيه من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورشة عمل حول موضوع المياه العذبة في البحر في قاعة المكتبة في مجلس النواب.

رأس الجلسة النائب محمد قباني وحضرها النواب: نبيل نقولا، مروان حماده، فادي الأعور، جمال الجراح، بدر ونوس، الوليد سكرية، عاصم قانصوه، ياسين جابر، علي فياض، علي عمار، حكمت ديب، نضال طعمة، هنري حلو، خالد زهرمان، النائب السابق ناصر نصرالله وشارك فيها: بعثة من شركة Beterson Water International تضم: الدكتور Nicolas J Remy Hurst رئيس الشركة، البروفسور Evangeios Pissias apart الخبير في مجال المياه، Nikos Bardis، Christian Francis خبير الغطس اللبناني، اضافة الى هاني عكاوي نائب رئيس شركة C.C.C. إدي عريضة عضو مجلس ادارة C.C.C، الملحق التجاري في سفارة هولندا السيد مارك الزعني، المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير، المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي ومعنيون. وتم في الورشة عرض أفلام عن الغطسات التي قام بها الغطاسون، في صور والناقورة وشكا، إضافة إلى شرح لتقنية عملهم.

وأكد الناب قباني أهمية الحصول على المياه العذبة واستغلال أي قطرة منها، قائلاً: «لقد وضعنا خطة للاستفادة من مياه الينابيع البحرية»، في حين أشار قمير إلى «أن وزير الطاقة ارثور نظاريان في انتظار تقرير مركز البحوث العلمية. ولفت إلى «أن الكتاب الذي أصدره وزير الطاقة والمياه في عام 2014 طلب خلاله إجراء الدراسة من قبل مجلس البحوث العلمية عبر رئاسة الحكومة».

وقال قمير «إن وزارة الطاقة قدمت دفتر شروط في عام 2011 وأعدنا تقديمه عام 2014 وحولت الدراسة إلى شركة C.R.N.S ومن ضمن دفتر الشروط الدراسة التي تجريها هذه الشركة على مدى سنة لمعرفة الكمية التي يمكن استخراجها. أما المخزون الناتج عن الثلوج، فهذا لا يظهر الا في الربيع».

ورأى فياض في مداخلة «أن المؤشرات الأولوية التي خلصت لها الدراسة سواء في نبعي شكا أو صور لم تكن في المستوى المطلوب سواء لجهة الملوحة أو الكمية، وعلق على ما قاله أحد الغطاسين «أنه لا يوحي في الأمل خصوصاً ان الغطس حصل في شهري تموز وآب».

وقال فياض «المؤشرات الأولية ليست واعدة، خصوصاً في شكا أما في صور فدائرة المياه واسعة ونسبة الملوحة تكاد تكون معدومة بحسب ما لفت اليه الخبراء، وكيفية القدرة القانونية للاستفادة من المياه العذبة في البحر في لبنان، وأن طبيعة الشاطئ تتطلب جهداً هندسياً كبيراً عما هو حاصل في اليونان وكل حالة تستدعي دراسة على حدة، وأن التمييز بين المصادر التقليدية وغير التقليدية دقيق».

وسأل لماذا كل هذه الإجراءات الروتينية في الوقت الذي أكد الخبراء وجود هذه البقعة الواسعة من المياه العذبة في بحر صور، ولماذا لا نبدأ بدراسة هذه الينابيع ومصادر هذه المياه خصوصاً من نبع القاسمية»؟

وأشارت رندى النمر مستشارة وزير الطاقة إلى «أن هذا الموضوع يتابع في وزارة الطاقة، وكنا على تعاون متواصل مع مركز البحوث العلمية الذي رفع تقريره الى مجلس الوزراء علماً أن الوزارة المعنية لم تتبلغ شيئاً حتى الساعة».

وقال النائب خالد زهرمان: «لم يحصل أي ربط بين الدراسات والصور المتخذة من الجو، وأن الدراسة التي أجريت ليست لها علاقة والمشكلة في لبنان تكليف مجلس الوزراء بإجراء مسح بحري».

ورأى جابر «أن حاجة لبنان الى المياه لا تحتاج إلى نقاش هي مرتفعة وهناك أزمة لتلبية خدمات المنازل، وهذا ما نلاحظه خلال لقاءاتنا مع المواطنين والأمر لا يتحمل الانتظار، وكنا في السنة الماضية على وشك شراء المياه من اليونان».

ومن ساحة النجمة انتقل الوفد والنواب قباني وفياض وجابر، إلى عين التينة لوضع رئيس المجلس في أجواء ورشة العمل التي عقدت. وقال قباني عقب اللقاء «إن الشاطئ اللبناني واعد في شكل عام، بمعنى انه يوجد الكثير من المياه العذبة وإن كانت تتوزع على أكثر من موقع»، لافتاً إلى «أن المجلس الوطني للبحوث العلمية يقوم الآن بدراسة لهذه المياه العذبة على طول الشاطئ اللبناني وتحتاج الى فترة من الوقت، ونتمنى أن يكمل المجلس الوطني العمل الذي يقوم به، ولكن أن يبدأ العمل بالمناطق الواعدة، فالمنطقة الواعدة الاساسية هي منطقة القاسمية في جوار صور حيث تبيّن وجود كميات كبيرة من المياه العذبة، وتليها منطقة شكا ومناطق اخرى». وأمل بأن نصل إلى مصدر ثروة جديد ومهم لا يقل أهمية عن النفط والغاز أي المياه العذبة في البحر اللبناني. وأشار إلى أن هناك مشاريع مشابهة خاصة في اليونان حيث تقوم الشركة العالمية بسحب المياه من البحر منذ 42 سنة، ما يعني أن هذا العمل ليس عملاً نظرياً على الورق بل هو عمل فعلي يتم بنجاح منذ فترة طويلة».

وزار وفد الخبراء في قطاع المياه والنواب قباني، فياض، جابر، رئيس الحكومة تمام سلام، وتم البحث في متابعة توصيات المؤتمر المتخصص بموضوع الموارد المائية الذي انعقد في بيروت العام الماضي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى