مجلس الأمن القومي الروسي: نحلل التهديدات الأميركية المحتملة

أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن المجلس سيحلل التهديدات المحتملة في استراتيجية الأمن القومي الأميركي. وقال إنه «يتعين علينا كشف وتحليل وتقييم التهديدات المحتملة لمصالح روسيا القومية الكامنة في استراتيجية الولايات المتحدة».

وأضاف باتروشيف: «لقد تنبهنا بالطبع إلى الاستراتيجية المحدثة للأمن القومي الأميركي المقدمة من قبل رئيس الولايات المتحدة للكونغرس»، مؤكداً أن «جهاز الأمن القومي الروسي يدرس بعناية حالياً هذه الوثيقة، وستحدد بعدها النتائج».

وكان باتروشيف قد أعلن أنه يتعين على الولايات المتحدة ألا تنسى دروس التاريخ قبل أن تقدم على مواجهة مع روسيا، مشيراً إلى أن روسيا صمدت في وجه جميع الأعداء الذين حاولوا إخضاعها. وقال إن «روسيا دولة ذات سيادة حرة في خياراتها وقادرة على الدفاع عن مصالحها»، مؤكداً أن مجلس الأمن الروسي يحرص على تطوير المؤسسة العسكرية وتعزيز قدرات البلاد الدفاعية.

وفي حديثه عن منظمة «داعش» الإرهابية قال سكرتير الأمن الروسي إن سياسة الولايات المتحدة، إضافة إلى لامبالاة دول غربية، هي التي أدت إلى ظهور هذه المنظمة التي خرجت فيما بعد من تحت سيطرتهم.

وذكر باتروشوف أن «داعش» أوجدته الولايات المتحدة لزعزعة الاستقرار ونشر ما يسمى «فوضى تحت السيطرة» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتتمكن من تمرير مخططاتها بسهولة. وأن هذا النوع من الفوضى جرى تحقيقه بمساهمة واشنطن في عدد من البلدان تحت مسمى الربيع العربي.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في مقابلة مع موقع «vox» إن بلاده مستعدة لـ«لي ذراع» الدول التي لا تنفذ ما تطلبه الولايات المتحدة منها.

وجاء تصريحه هذا رداً على سؤال حول سياسته الخارجية، وما إذا كان يمكنه وصفها بـ»الواقعية». فقال إن السياسة الخارجية الأميركية تمثل حالة وسط بين تيارين عامين هما «الواقعية» و»المثالية». وعبر عن ثقته بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية «ساعدت في تحقيق الاستقرار في العالم».

وأضاف أن إدراك الولايات المتحدة لوجود بعض الأطراف الخارجية التي تريد إلحاق الضرر بها، جعلها تمتلك أقوى جيوش العالم، و»أحياناً يتوجب عليها لي ذراع الدول التي ترفض تنفيذ ما نريد منها تنفيذه»، بحسب تعبيره.

واختصر أوباما وصفه لسياسته الخارجية بأن الولايات المتحدة أصبحت القوة الكبرى في العالم، ولا يوجد أي طرف يمكنه مهاجمتها والتغلب عليها. مضيفاً أن أقرب المنافسين هي روسيا بترسانتها النووية.

وكان أوباما قد أعلن الأحد 1 شباط أن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط لتغيير الحكم في أوكرانيا، وأن العقوبات المفروضة على روسيا هدفها إضعاف الاقتصاد الروسي.

واستبعد أوباما في مقابلة تلفزيونية مع قناة CNN بداية شباط أن تحصل بين الولايات المتحدة وروسيا مواجهة مباشرة، وقال إن هناك قيوداً لدى الولايات المتحدة «بخصوص تدخل عسكري مباشر» نظراً إلى «حجم الجيش الروسي» إضافة إلى أن «أوكرانيا لا تدخل حلف الناتو». وقال: «هناك من يعرض علينا أن نقوم بعمل أكبر، وردي عليهم أننا نستطيع أن نلحق أذى كبيراً بروسيا وهذا ما نقوم به حالياً».

يذكر أن أوباما سعى منذ وصوله للحكم لإنهاء حربي العراق وأفغانستان اللتين قد يمكن إدراجهما تحت بند سياسة «لي الذراع»، ولكن لغة القوة والاستعلاء التي يستخدمها أوباما ليست بالأمر الجديد، فقد صرح سابقاً أنه بفضل الولايات المتحدة تم عزل روسيا وتدمير اقتصادها. كما صنف روسيا كأحد أهم الأخطار التي تهدد العالم، حيث وضع روسيا في المرتبة الثانية على قائمة الأخطار بعد فيروس إيبولا وقبل الإرهاب. وجاء ذلك في خطابه في الأمم المتحدة أواخر شهر أيلول الفائت.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال سابقاً في سياق رده على تصريحات أوباما المتعالية إنه «يبدو أن الولايات المتحدة تريد الهيمنة، ولا تكتفي حتى بشغل المركز الأول بين دول متساوية. فلسفة السياسة الخارجية لديهم عدوانية».

وذكر أوباما أن مفاجأة الثورات العربية أدت إلى تغييرات ضخمة وهائلة في المنطقة، وبالتالي إلى فرض تغييرات على السياسات الأميركية التي كانت معدة مسبقاً، مضيفاً أن «الربيع العربي أجبرنا على التكيف». ورأى أن «ما يقلق الناس، وهو قلق مشروع، هو قوى الفوضى، أي الطائفية، بشكل تراجيدي في سورية، وكذلك في العراق». وقال إن عوامل القلق أيضاً مصدرها «استمرار تقويض الوظائف الأساسية للدولة في أماكن مثل اليمن، وهو ما يبعث على مزيد من القلق مقارنة بما كان الوضع عليه تحت النظام القديم السابق للربيع العربي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى