السيسي لـ«سبوتنيك»: الحلّ السياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة وسلامة أراضيها
رأى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الأوضاع في سورية يلزمها حل سياسي للأزمة يحافظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها.
بداية، وجه السيسي التحية إلى الشعب الروسي كله وتوجه بالشكر والتقدير إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال: «حفاوة الاستقبال من المواطنين المصريين العاديين أنفسهم للرئيس بوتين سنعرف من خلالها كيف ينظر الشعب المصري إلى روسيا، وكيف يعلم مكانتها ويحمل لها كل تقدير».
وعن كيفية استفادة بقية البلدان العربية الأخرى من هذه التجربة قال السيسي: «في 25 كانون الثاني 2011 تحرك المصريون لتغيير الواقع الذي كانوا يعيشونه، وهذا كان أمراً هائلاً، ونجحوا في إحداث تغيير، لكن أثناء عملية التغيير تحركت قوى أخرى استغلت عملية التغيير للسيطرة على مقاليد ومستقبل المصريين ونجحوا في هذا، لكن المصريين أدركوا هذا وانتابهم خوف على مستقبلهم وهويتهم، فتحركوا مرة أخرى في ثورة 30- 6 واستطاعوا هزيمة هذه القوى ليستعيدوا دولتهم مصر مرة أخرى، واستعادوا هويتها وتمكنوا من ضبط مسار تحركهم للمستقبل ونجحوا».
وأضاف: «من خلال تجربتنا أقول للراغبين في التغيير أن يحترسوا أثناء قيامهم بعملية التغيير لأنهم من الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها وتخرج من نطاق التغيير إلى الأفضل وتتجه إلى الأسوأ، ما سيؤذي بلادكم أكثر من اللازم، وأنا لا أرغب في تسمية الدول التي تعرضت لهذا، لكن ما نراه من نتائج هو حالة مأسوية نتيجة الانحراف عن مسار التغيير الذي استخدم في تدمير الدول وليس تغييرها للأفضل، وهذا هو ما نراه واقعاً في الدول التي أرادت التغيير وانحرفت عن المسار الحقيقي له».
وعن السياسة المصرية تجاه المنطقة والعالم أشار السيسي إلى أن السياسية الخارجية المصرية في المرحلة الحالية هي سياسة قوية ومعتدلة ومتكاملة، وقال: «هذا أعلنته منذ أن توليت الحكم ومنذ خطاب تنصيبي كرئيس، وقلت إننا منفتحون على العالم كله في إطار سياسية تتسم بالاعتدال والتوافق وبناء علاقات قوية مع دول العالم كافة بعيداً من سياسة الاستقطاب وصنع المحار، وأعلنا أننا نحترم مصالح الآخرين وعلى الآخرين أن يحترموا مصالحنا، كما لا نتعرض لمصالح الآخرين وعلى الآخرين أيضاً ألا يتعرضوا لمصالحنا، وهذا هو سر التفاهم والتعايش في العلاقات بين مصر والدول كافة على وجه سواء».
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية لا سيما التقارب بين الموقفين الروسي والمصري اعتبر السيسي أننا «ننظر للأزمة السورية في إطار محدد وواضح، وهو أننا لا نرغب في مزيد من الأخطار التي تؤثر في أمن المنطقة واستقرارها بشكلٍ أكبر من الوضع الحالي التي تعانيه الآن، ولا بد من أن نعترف أن هناك عناصر إرهابية ومتطرفة خطيرة وضخمة موجودة حالياً على الأراضي السورية، ونؤكد أنه إذا لم تتم السيطرة على الوضع فستنتشر خارجها، وستمثل عنصر تهديد لكثير من البلدان، ولذلك نحن متمسكون دائماً بثوابت معينة وواضحة في معالجة هذا الملف تتسم أولاً، بأهمية معالجتها في إطار معالجة سياسة بعيداً من الحل العسكري، والأمر الثاني هو ضرورة وحدة الأراضي السورية وعدم تفتيتها لأن تقسيم سورية سينعكس بأخطار شديدة على استقرار المنطقة وأمنها لسنوات كثيرة مقبلة، الشيء الثالث هو ضرورة إيجاد مخرج وحل للعناصر الإرهابية المتطرفة الموجودة على الأراضي السورية الآن. ما هو موقف هذه العناصر؟ وكيف سيتم التعامل معها؟ هذا هو ما نراه بشأن حلول الأزمة السورية».
وعمّا سيحققه مشروع قناة السويس الجديدة بالنسبة إلى مصر والعالم ومتى سيتم الانتهاء منه، أوضح أن «مشروع قناة السويس من المشاريع العملاقة الكبيرة التي درست بشكل جيد، والمصريون فقط بالفعل هم من ساهموا فيه بمدخراتهم، وتم جمع ما يقرب من 8 مليارات جنيه بما يعادل أكثر من مليار دولار خلال 7 أيام، وهذا رقم كبير بالنسبة إلى المصريين، وبمجرد إعلان حاجتنا لأن يشارك المصريون في المشروع سارعوا للمشاركة فيه، وكان مخطط الانتهاء منه خلال 3 إلى 5 سنوات، لكننا اتخذنا قراراً بأن نتحدى أنفسنا وننتهي منه في عام واحد، وسيعمل على ربط التجارة العالمية بين الشمال والجنوب وآسيا وأوروبا، لأن توسيع قناة السويس سيسمح أولاً بمرور السفن العملاقة التي كانت لا تستطيع عبور القناة بشكل سلس خصوصاً أن القوافل التي تعبر القناة حالياً لا تستوعب أكثر من 8 سفن في الرحلة الواحدة، الأمر الثاني هو أن المشروع سيسمح بتقليل زمن عبور القوافل من 11 إلى 8 ساعات من دون أن تتوقف أو تنتظر، فجميع قوافل الشمال والجنوب ستتحرك من دون توقف، وهذا يعني أن حركة التجارة العالمية التي ستشهد تطوراً خلال السنوات المقبلة ستجد مجرى وممراً ملاحياً مستعداً لهذا التطور».
وأضاف: «الأمر الثالث هو أن يجرى تخطيط منطقة ضخمة في سيناء لتكون مؤهلة لإقامة مشروعات ترتبط بموقع مصر الجغرافي وقناة السويس»، مضيفاً: «هناك فرص عظيمة للمستثمرين الروس، مثل كل المستثمرين لإنشاء مناطق لوجستية ضخمة في هذه المنطقة، ولأنكم تنتجون الكثير من الحبوب التي يستهلكها العالم يمكن إنشاء منطقة لوجيستية عملاقة شرق بورسعيد تخدم تجارة الحبوب الروسية للعالم كله».
وعن دور موسكو في إنشاء محطات نووية في مصر كشف السيسي عن «دراسات لإنشاء محطة توليد طاقة نووية في منطقة الضبعة على البحر المتوسط، ونتحرك فيه الآن ونشرح للشركات العملاقة شكل المشروع وندعوهم للمشاركة فيه، بما في ذلك الشركات الروسية والصينية والفرنسية، ونتمنى من أصدقائنا الروس أن يساهموا معنا في بناء هذه المحطة مثلما شاركوا في كثير من المشاريع التي أقيمت في مصر في الستينات والخمسيات».
وقال: «أقول للشعب الروسي إن مصر تنظر إلى روسيا نظرة تقدير واحترام، لأن روسيا لها دور كبير خلال السنوات الماضية، ونقدر أيضاً وقوفكم إلى جانبنا خلال المرحلة الحالية، وأقول للمستثمرين الروس إن لديكم فرصة كبيرة للاستثمار في مصر، لأن مصر موجودة في قلب العالم والشرق الأوسط بين أفريقيا وأوروبا والخليج».