الزعبي يكرّم الإعلاميّ سمير صارم لعطاءاته الصحافية
دمشق ـ لورا محمود
«أن تمنح الرجل وردةً بسيطة في حياته، خير من أن تضع إكليلاً فاخراً على قبره»، ففي عيد قناة «توب نيوز» الثالث، كرّمت وزارة الإعلام السورية، الإعلاميّ الدكتور سمير صارم، في مبنى الوزارة، بحضور رئيس تحرير «البناء» وشبكة «توب نيوز» ناصر قنديل، ونخبة من الباحثين والإعلاميين.
وتحدّث وزير الإعلام الدكتور عمران الزعبي عن أهمية التكريم، وشدّد على ضرورة تعميم ثقافة تكريم المبدع في حياته، لأنّ التكريم على قيد الحياة، يعني منح المكرّم مكانته المناسبة، ومكافأته على أعماله وإنجازاته، ويدلّ على ثقافة المجتمع ووعيه، من خلال الاعتراف بالجهد الذي بذله المكرّم حتى ساعة تكريمه. كما يدلّ على الاعتراف بعطاءاته وبما قدّمه من عصارة جهدٍ في خدمة وطنه.
وأضاف الزعبي: «التكريم يجب أن يكون خلال حياة الشخص المكرّم لا بعد مماته كما جرت العادة. لا بل من الجميل أن يكرّم الشخص في حياته لأن التكريم ظاهرة حضارية، وقوّة دفع تمنح المكرّمين تألقاً وعطاءً».
ونوّه قنديل بخطوة الوزير الزعبي لتكريم الدكتور صارم، على رغم الظروف التي تعيشها سورية، ليشعر المكرّم أنه ضمن عائلته. وأضاف: «إنّ الإعلامي الاقتصادي معرّض أكثر من غيره لشراء الذمّة وللمغريات الكثيرة، سواء بتغييرالمبادئ أو المواقف، لكن الدكتور صارم أستاذ رأي يمدح وينتقد لاقتناعه بما يكتبه. فهو لا يُباع ولا يُشترى، خصوصاً في الظروف التي يعيشها الإعلام، عهر وفجور بلغا حدّ أن يصبح الإعلام مهنة تشبه العمل في بلاك ووتر».
وقال: «الجزيرة والعربية بلاك ووتر إعلامي، واليوم تجب إعادة الاعتبار إلى الإعلام، فهو رسالة، هو كالجندي، لا يمكن أن أكون جندياً في الجيش السوري وجندياً في الجيش الأميركي في الوقت ذاته. أو أن أكون مقاوماً في حزب الله وغداً في «داعش». وفي الإعلام، من غير المعقول أن أحمل رسالة الدفاع عن المقاومة والعروبة والاقتصاد الذي يخدم الشعب والذي يدافع عن حقوقه ومصالحه، ثمّ ببساطة أعمل عكس ذلك».
ثمّ شكر قنديل الوزير الزعبي على تبنّيه هذا التكريم، وقال: «اخترنا أن يكون التكريم في العيد الثالث لقناة «توب نيوز»، لذلك كان لا بدّ أن نكرّس القيم التي تشكّل الرابط الجامع في ما بيننا، فاليوم نخوض معاً معركة في الإعلام أمام آلات متوحشة وعملاقة، ولكننا ننتصر عليهم إعلامياً باعترافهم، لا لأنّ آلاتنا الإعلامية كبيرة ورأس مالنا كبير، بل لأن نوعية الجهد ودرجة الاتقان ومدى بذل الروح، كل ذلك كبير لتقديم هذا الإعلام الوطني».
وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة: «إن الدكتور سمير صارم أثبت وجوده باعتراف الجميع، من الحضور أو كلّ من قرأ مقالاته وأبحاثه وكل من شاركه برامجه التي قدّمها في الإعلام. لذا استحق منّا في اتحاد الكتاب العرب مسؤولية رئاسة فرع دمشق سابقاً، واستحقّ أيضاً أن يكون في لجنة التحكيم التابعة للاتحاد».
وتحدث المدير العام لمدينة عدرا الصناعية زياد بدور عن تجربته مع الدكتور صارم منذ 15 سنة، وعن تعاونه معه، ومدى جدّيته في نقل مشاكل الصناعيين وهمومهم وآفاق تطوير العمل الصناعي. وقال: «هو شخص مهنيّ جدّاً، ووطنيّ أيضاً، ولا بدّ أن نقول له شكراً على كل عطاءاته».
وقال معاون وزير الاقتصاد الدكتور حيّان سلمان: «في بداية التسعينات من القرن الماضي، تلقفني الأستاذ صارم، وكان بمثابة الناصح لنا. فهو يعيش الهمّ الاقتصادي من خلال برنامجه الذي يعتبر منتدى اقتصادياً، خرّج اقتصاديين كثيرين، وبصمته واضحة في الإعلام الاقتصادي».
وتحدث الباحث ملاذ المقداد عن مديرية الدراسات والبحوث التي عمل وزير الإعلام على إنشائها، وكان الدكتور صارم شريكاً في تأسيسها، والخبرة التي اكتسبها من تجربة الدكتور صارم وعمله معه، وبارك لقناة «توب نيوز» في عيدها، هي التي أثّرت في الرأي العام، خصوصاً في ظروف الحرب التي تعيشها سورية، فهي فاصلة مهمة في الإعلام.
وأكّد رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات والأبحاث غالب قنديل على قيمة المبادرة، واعتبر الدكتور صارم قيمةً علميةً اكتسبت عبره قناة «توب نيوز» أحد الكنوز العلمية والأخلاقية في سورية. فهو منحاز للمنهج العلمي والالتزام، وصارمٌ علمياً في معاينة الأمور الاقتصادية.
وكانت كلمة للمكرّم، قال فيها: «لو كان لي أن أتقاعد، لاخترت هذه اللحظة لأعلن تقاعدي، لكن الصحافيّ لا يتقاعد، بل يبقى ممسكاً بالقلم كأنه يستمد منه الحياة».
وأضاف: «ستترك لحظات اليوم أجمل الذكريات فيّ، لا لأنها حملت تكريمي فقط، بل لأنها تزيّنت بمن قام بهذا التكريم، وبمن رعاه الأستاذ ناصر قنديل، ورجل الإعلام السوري وعقله خلال سنوات الأزمة الأربع، الوزير عمران الزعبي، والذي قاد الوزارة ولا يزال بكفاءة واضحة، لا لصدّ هجمات إعلامية فقط، بل للقيام بهجمات إعلامية مضادّة ومؤثرة، ميّزها النجاح».
أما المخرج ريمون بطرس، فتحدّث عن سورية وما قدّمه أبناؤها. وقال: «اليوم، يجب أن نرفع شعار تحيا سورية قبل الجميع، وفوق الجميع، وبعد الجميع، وهو شعار وطنيّ غير طائفي وغير حزبيّ وغير دينيّ».