لوحة «ليلة النجوم» لفان غوغ تستند إلى «مجرّة الدوامة»
بين 16 و 18 حزيران 1889، أبدع الرسام الهولندي فنسنت فان غوغ واحدة لوحاته الأشهر على الإطلاق «ليلة النجوم»، واستوحاها من ليل مدينة سان ريمي دو بروفنس، رغم أنه رسمها نهاراً، وكل ما رسمه كان من ذاكرته عن تلك الليلة التي رآها.
منذ زمن طويل دارت مناقشات عديدة حول «الدوامات» الموجودة في تلك اللوحة، وقال كثر إنها كانت امتداداً لحالته النفسية الهشة آنذاك، واليوم يدعي فنان أميركي خبير أن اللوالب والدوامات في اللوحة تصور ببساطة المجرات في الكون، والأرجح أنها كانت مستوحاة من رسومات للكون عهدذاك.
وردت هذه الادعاءات في كتاب للفنان الأميركي مايكل بنسون تحت عنوان Cosmigraphics، ويقول فيه إن أحد أهم الرسوم التي كانت إلهاماً لفان غوغ وذات أهمية خاصة لتنفيذ هذه اللوحة، كان رسماً لمجرة الدوامة للفلكي الإيرلندي ويليام بارسونز في منتصف القرن التاسع عشر. ويقول بنسون إن الفلكي ويليام بارسونز بنى أكبر تلسكوب عصر ذاك لمراقبة السماء ليلاً، بمرآة قطرها 1.8 متر، ولاحظ من خلاله المجرة ورسم لوحته بناء على ملاحظاته. وظهرت تقنية استخدام الدوامات في وقت لاحق في الكثير من أعمال فان غوغ، رغم أنه من غير المعروف ما إذا كانت كلها مستوحاة من رسم «مجرة الدوامة»، أو أن هذه الحقيقة لن تعرف ربما على وجه اليقين.
تقع «مجرة الدوامة» على مسافة نحو 23 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهي تقريباً في حجم مجرة درب التبانة، بقطر طوله يبلغ نحو 60 ألف سنة ضوئية. والمثير للاهتمام أنها المجرة الأولى التي يعثر عليها بهيكل الدوامة، رغم أن علماء الفلك كانوا يعتقدون أن المجرات الأخرى هي مجرد سديم وليست مجرات. كان ذلك حتى عام 1922 يوم أثبت الفلكي الأميركي إدوين هابل أن مجرتنا هي واحدة من مجرات كثيرة في الكون.