جولة تبادل المراكز… النجمة يسعى إلى تضميد جراحه والأنصار والعهد لتوسيع الفارق

حسين غازي

تنطلق اليوم الجولة السادسة عشرة من الدوري اللبناني لكرة القدم، وسط أحوال جوية سيئة، وتعتبر مبارايات هذه الجولة مؤثرة جداً لفرق مؤخرة الترتيب، فقد تتغير معالم صراع القاع من لقاء إلى آخر، بينما سيسعى فريقا الصدارة الأنصار والعهد، لاستكمال مسيرة النتائج الإيجابية والابتعاد أكثر من النجمة الثالث، الذي بدوره يصبو لتعويض خسارة الأسبوع الماضي، وانتظار أي سقوط أو تعادل لصاحبي المركز الأول والثاني، لتضييق الخناق عليهما ثانيةً. وتجرى اليوم مباراتان فقط، وتستكمل على هذا المنوال أيضاً مواجهتان يوم غدٍ، لتختتم الجولة بلقاءين آخرين.

السلام زغرتا – النبي شيت

يعيش الفريقان أزمة نقاط حقيقية، فبعد أن بدأ النبي شيت البطولة بقوّة في بداية الدوري، ترنّح تدريجياً في الجولات اللاحقة، ليصبح ساعياً للهروب من مناطق الخطر، أمّا السلام زغرتا فوضعه هذا العام لا يبشر بالخير أبداً.

يدخل النادي البقاعي هذه المباراة بعد أن تعادل في الجولة الماضية بهدف لمثله مع الراسينغ في الدقيقة الأخيرة القاتلة، وهو على بعد نقطة وحيدة فقط عن النادي الزغرتاوي، الذي تلقى هزيمة من المتصدر الأنصار، وسيسعى كلا الفريقين إلى اقتناص نقاط المباراة الثلاثة، وعندها سيتنفس أحدهما الصعداء موقتاً، أما نتيجة التعادل فقد تكون سلبيةً على الاثنين في حال حققت باقي فرق القاع نتائج إيجابية.

شباب الساحل – العهد

تعتبر هذه المباراة قويةً من جهات عدة، فالعهد الآتي من فوزٍ كبير على شباب الغازية، سيسعى إلى حصد ثلاث نقاط غالية، لتبقيه متصدراً لجدول الترتيب العام مناصفة مع الأنصار، بينما لن يكون شباب الساحل لقمةً سائغة، فالفريق حقق نتائج رائعة في الجولات الماضية، وهو يدخل هذه المباراة منتشياً من فوزه على بطل لبنان النجمة.

اللقاء سيكون قوياً من دون شك، فالنادي الأصفر سيسعى إلى الثأر وردّ اعتباره، بعد أن خرج من مسابقة كأس لبنان على يد خصمه في هذه الجولة، ولكن غياب التونسي المساكني قد يؤثر سلباً في نجاعة العهد الهجومية، فيما يشهد الساحل استقراراً هجومياً في ظلّ تألّق السوري علي غليوم وهداف الفريق وسيم عبد الهادي.

الراسينغ الصفاء

ومن دون شكّ لم يكن هذا العام مثالياً بالنسبة للفريقين، فالراسينغ يتخبّط في قاع الترتيب، وهو في صراعٍ دائم للبقاء ضمن مصافي الدرجة الأولى، وتمكّن الفريق من خطف نقطةٍ غالية أمام النبي شيت في الدقيقة الأخيرة عن طريق المدافع محمد مطر، أكثر اللاعبين خطورة على المرمى في المباراة المنصرمة، في ظلّ عقم هجومي واضح لسندباد الكرة اللبنانية، الأمر الذي ينذر بهبوط مرتقب للنادي الأبيض. بدوره لا يعيش الصفاء أفضل مواسمه، رغم احتلاله المركز الخامس، فالنادي الجبلي حقق البطولة موسمين متتاليين قبل أن يخطفها منه النجمة السنة الماضية، وهو تعرّض لشلال من إهدار النقاط، كما أن النكسة الأخيرة التي تعرض لها في مباراة التضامن صور بطرد قائد الفريق علي السعدي وحامي العرين مهدي خليل، والتي خرج منها متعادلاً بشقّ الأنفس، ستؤثر سلباً في شكل الفريق في مباراته مع الراسينغ، فهل يستغل الأخير هذه الغيابات، لكي يحسّن وضعيته في الترتيب؟ أم أن الصفاء سيكون له الكعب الأعلى؟

الأنصار – شباب الغازية

مباراة قد تكون صعبة على الأنصار، على رغم المستوى المتواضع للفريق الخصم الغازية، لكن وجود ابن النادي الأنصاري مالك حسون على رأس الجهاز الفني للغازية قد يشكل فارقاً معنوياً قبل انطلاق اللقاء، أما على الورق فيبدو الأنصار جاهزاً لكسب ثلاث نقاط أخرى والبقاء على رأس صدارة الدوري.

لكن تُطرح بعض الأسئلة المحيّرة عن أداء الفريق الهجومي، أي اللمسة الأخيرة الحاسمة، فهي تبدو غائبةً عن مهاجمي القلعة الخضراء، فالفوز الأخير على السلام زغرتا أتى من ركلتيّ جزاء، على رغم أنهما كانتا صحيحتين، ولذلك قد يعيش عشاق النادي الأنصاري لحظة خوف عند مجيء لقاءات القمة. وتعتبر لقاءات كهذه فرصةً للمهاجمين للعودة إلى طريق المرمى وزيارة الشباك، في المقابل سيحاول الغازية اقتناص نقطة على الأقل من بوابة خصمه الصعب، كي لا يدخل أكثر ضمن لائحة الأسماء المتوقع لها مغادرة دوري الأضواء.

التضامن صور – طرابلس

يدخل سفير الجنوب مباراته أمام النادي الشمالي، واضعاً النصر نصب عينيه بعد الأداء الطيب في مبارياته الأخيرة، متسلّحاً بقتالية نصار نصار وخبرة بلال حاجو، وهو سيحاول استغلال وضع طرابلس المتراجع منذ بداية مرحلة الإياب، فسفير الشمال لم يقدم شيئاً يذكر في لقاءاته الأخيرة، وكان قد نجا من خسارةٍ شبه محتّمة في الجولة الماضية، فدافع القائم عن شباكه في ثلاث مناسبات، بينما تكفل الحارس عبدو طافح والمدافعين بباقي التسديدات، ورغم خسارته صراع المنافسة على لقب الدوري، سيحاول الفريق العودة للصورة الإيجابية التي قدّمها في مرحلة الذهاب، معوّلاً على هدافه مايكل كافوي.

الأخاء الأهلي عاليه – النجمة

أن تلعب كل مبارياتك على أرضك في مرحلة الإياب، فهذا بكل تأكيد أمرٌ يصبّ في مصلحة الأخاء، الذي يدخل مباراته أمام النجمة الثالث، متسلّحاً بعامليّ الأرض والجمهور في بحمدون، وسيسعى مدرب الفريق حسين عفش لاستغلال خسارة النجمة الأخيرة أمام الساحل، ليتابع العمل على الحالة البدنية والذهنية التي وصل إليها لاعبوه، والتي تحسّنت بشكلٍ لافت مع وصول المدرب السوري.

وعلى رغم إضاعته نقطتين ثمينتين، بتعادله أمام طرابلس، إلا أننا رأينا شكلاً جديداً وطموحاً لدى الفريق، الذي سيحاول ترك المركز الأخير بعد هذا اللقاء، لكن الخصم ليس بالسهل. ولن تكون مهمة النادي الجبلي سهلةً، فالقلعة النبيذية إدارةً ولاعبين وجماهير، ستكون لافتة حول الفريق، لتحقيق النصر ولا شيء غيره، وإلا قد يخسر الفريق صراعه في المنافسة على اللقب، وقد تكون الهزيمة الأخيرة حافزاً للاعبين، من أجل العودة إلى سكة الانتصارات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى