صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
راولي يحذّر من حرب جديدة بين «إسرائيل» و«حماس»
حذّر مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في المناطق الفلسطينية جيمس راولي، من احتمال نشوب مواجهة مسلحة جديدة بين «إسرائيل» و«حماس» إذا لم تتم معالجة الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع.
ونقلت «الإذاعة العامة الإسرائيلية» عن راولي قوله إن المطلوب حالياً هو رفع الحصار «الإسرائيلي» المفروض على القطاع، لا فقط السماح لمواد البناء بدخوله. وأكد أنه في المقابل يجب على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أن تتعهد بعدم إطلاق الصواريخ على المدن والقرى «الإسرائيلية» والتأكد من عدم استيلاء الجهات المسلحة على مواد البناء إضافة إلى إحراز التقدم في المصالحة الداخلية الفلسطينية.
«محكمة العدل الإسرائيلية» ترفض دفع تعويضات لعائلة راشيل كوري
رفضت «محكمة العدل العليا الإسرائيلية» طلب عائلة الناشطة الأميركية راشيل كوري الحصول على تعويضات مالية من «دولة إسرائيل» بعد مقتلها دهساً من قبل جرافة تابعة للجيش «الإسرائيلي» في جنوب قطاع غزة قبل 12 سنة.
وذكرت «الإذاعة العامة الإسرائيلية» أن المحكمة اعتبرت أن الأعمال التي قام بها الجيش لتسوية الأرض في مكان الحادثة، كانت أعمالاً قتالية ولذلك لا يجوز تحميل الدولة المسؤولية عن مقتل كوري.
ومن ناحية أخرى، قبلت المحكمة اعتراض قدّمته العائلة على قرار المحكمة المركزية في الناصرة، عدم النظر في ادّعائها بأن العاملين في معهد الطب العدلي أخذوا أنسجة بشرية من جثة كوري من دون معرفة أقربائها. وقرّرت المحكمة العليا إحالة النظر في هذا الموضوع إلى محكمة الصلح في الناصرة.
وكوري هي ناشطة أميركية قتلت يوم 16 آذار عام 2003 أثناء الانتفاضة الثانية بعد دهسها من قبل جرافة تابعة للجيش «الإسرائيلي» خلال محاولتها منع هدم منزل فلسطيني في مدينة رفح جنوب قطاع غزّة. وكانت كوري عضواً في «حركة التضامن العالمية ISM».
«المعسكر الصهيوني» لن يُحدِث تغييراً
كتب آريئيل روبنشتاين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:
لو كنت مستوطناً، لصوّتُّ لـ«المعسكر الصهيوني». فالمشروع الاستيطاني بحاجة إلى تبادل في السلطة. في الايام التي يسيطر فيها اليمين، تتدفق إلى المستوطنات أموال أكثر، وتقام عدّة مستوطنات وتصادَر عدة تلال. وعندما يسيطر اليسار، تتدفق أموال أقل بقليل، والتوسّع يتم فقط لتلبية نتاج «رحم الاحم» اليهودية، والمصادرة تكون لأغراض الامن والتنمية الاقليمية، يعني في مصلحة عموم السكان.
عندما يسيطر اليمين، ثمة تصريحات واستفزازات لأمم العالم. عندما يحكم اليسار، تنشط أناشيد السلام لا الأفعال أقل بكثير، والعالم يحذّر من مقاطعة بضائع المستوطنات، واليساريون يصوّرون أقل بقليل. الضفة صغيرة، الامكانيات محدودة، ولا نهاية للمعنيين بنقل سكنهم إلى أطراف نابلس. تكفي هذه الدورة من تبادل السلطة من أجل السماح بنموّ هام ومستقرّ للسكان اليهود في المناطق.
إذا قامت حكومة بقيادة المعسكر الصهيوني، فقد تأكل وزيرة الخارجية «الإسرائيلية» الحمّص في رام الله، ووزير الخارجية الفلسطيني قد يزور «مؤسسة الكارثة والبطولة»، ولكن لن يوقّع أيّ اتفاق حقيقي. وإذا ما وقّع ـ فلن ينفّذ. هناك من نواب «العمل» ممن أعربوا عن عطف صريح على المستوطنات، وآخرون لن يمسّوا وحدة الشعب. الكونغرس سيهتف لهرتسوغ، وخطر عزل «إسرائيل» سيختفي. هذا هام جدا للمستوطنين.
كما أن «أبطال شارة الثمن» يفضّلون ثقب إطارات السيارات ورش الشعارات على المساجد حين تكون في الاعالي تحميهم طائرات «إف 35» هدية أميركا. بكلمات أخرى، فإنّ حكومة مع «المعسكر الصهيوني» هي أوكسجين للمشروع الاستيطاني: في نظر المستوطنين أجراس الخلاص، وفي نظري الكارثة الكبرى التي أوقعها الشعب اليهودي على نفسه.
لكل الهاذين الذين يعتقدون أنّ «المعسكر الصهيوني» سيحدث تغييراً ثورياً: هل تعرفون الكثير من النماذج من التاريخ لثورات دراماتيكية وقعت مثل إخلاء المناطق في أعقاب انتصار طفيف في الانتخابات لا كنتيجة لحرب، وباء، أزمة اقتصادية حادة أو كل ذلك معاً؟ من خلال الألاعيب السياسية والتلويح بقضية رهن القناني قد يكون ممكناً الحصول على وزير آخر في حكومة الوحدة الوطنية، ولكن لا يمكن تغيير قلب الشعب. وفي الوضع الحالي للقلب ـ أين إخلاء المناطق وأين نحن؟
بالمناسبة، إن لليمين الاقتصادي ليس له ما يقلقه. فمع التطور الاخير تحوّل حزب «العمل» من حزب ذي طابع اشتراكي ديمقراطي إلى ائتلاف بين حماة النظام القائم، مزوّدين بحلو اللسان الاجتماعي واقتراحات جريئة لتعديلات طفيفة.
ولكنني لست مستوطناً. ولهذا، فإن «المعسكر الصهيوني» ليس بديلاً بالنسبة إليّ. تبقّى لي أن أسأل نفسي ما هو المهم لي حقاً. وجوابي أنّ ما يهمني هدفان مركزيان: استمرار وجود الشعب اليهودي واقتلاع النزعة القومية المتطرّفة من «الإسرائيلية». عندي آراء واضحة أيضاً في مواضيع اجتماعية، ولكن لا يقترح لي أيّ حزب أكثر من إصلاحات هامشية تحافظ على الهيمنة الاقتصادية القائمة على أيّ حال للأقوياء.
ولكن ها هي المعضلة: لست شخصاً متديّناً، وينبغي لي أن اعترف باستقامة بأنّ بعد التطرّف القومي للصهوينية، فإن السبيل الوحيد الذي يعطي أملاً «للشعب اليهودي» في الوجود، مئة سنة أخرى، هو السبيل الأصولي من النموذج الليتوي، ذاك الذي يمجّد التعليم ويحتقر المعتقدات الخرافية ، ومن يمثله في السياسة «الإسرائيلية» هو «ايهدوت هتوراه». عندي عطف عليه أيضاً بسبب أنّ جدّي نشر قبل 80 سنة مقالات في المجلة الناطقة بلسان «أغودات يسرائيل». فالتصويت له بالنسبة إليّ هو الارتباط بالقبيلة. بالمقابل، فإنّ «الحزب اليهودي» الوحيد الذي يرفض المستوطنات من دون تردّد ومن دون اعتذار، هو حزب «ميرتس». أولادي أيضاً يؤيدونه، والتصويت لـ«ميرتس» بالنسبة إليّ هو الارتباط بالجيل الشاب.
وعليه، مع أنني آسف لإقصاء النساء في «إيهدوت هتوراه» وأختلف مع الليبرالية المبالغ فيها في «ميرتس» في شؤون الهجرة، فإنني أتردد: جدّي يقول لي: «أغودات يسرائيل» وأبنائي يدعونني إلى «ميرتس». وأنا، لمن سأصوت؟