معادلات جديدة تقلب الموازين
د عدي رستم
إنّ الدهشة والذهول والمفاجأة هي كلمات تعبر عن مدى ارتباك الحلف الذي يقود الحرب على سورية برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، والباقي عبارة عن يافطات مساعدة ومساندة بقدر الحاجة الأميركية له ، فالأحداث الدراماتيكية على الساحة السورية تشهد تطوراً وتصاعداً في منحى خطها البياني بعد مضي أربع سنوات من الحرب على سورية والتي تداخلت فيها مصالح واعتبارات إقليمية ودولية .
دائماً وأبداً، فإنّ جرعة تصاعد الوضع الدولي في الحرب على سورية تتوقف على امتلاك معطيات في الميدان ، فدخول «إسرائيل» للمرة الرابعة عبر غارات استهدفت في الجنوب السوري كوادر لحزب الله، سرّها التوقيت السياسي الذي يستدعي التنبه إلى لحظة ذروة المفاوضات الأميركية الإيرانية، بالإضافة إلى المخاض الذي تعيشه «إسرائيل» في ظلّ الانتخابات التي حاول فيها بنيامين نتنياهو أن يشرك العنصر الأمني بتركيز الحديث عن الخطر الداهم من الشمال ، بالإضافة إلى زيارة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق والتصريح الإيجابي من قبل الرئيس بشار الأسد ، وأنّ روزنامة الأولويات لحلف المقاومة تلحظ من الأساس التعامل مع المخاطر المتأتية من جهة الجنوب .
تصرف حزب الله والجيش السوري بمنطق القدرة على تلقي الصدمات، إلى أن تتبلور عناصر قوة الخصم وأن تنكشف رقعة جغرافيته عندها تكون الحركة الارتدادية مبنية على معادلات غير قابلة للانتكاس ، فتقدم حزب الله في الجنوب والجيش السوري في درعا أيضاً يسحب الأرضية التي بنتها «إسرائيل» العاجزة أصلاً عن القيام بحرب شاملة أو أن تنجز السلام ، يضاف إليه رصيد الإنجازات التي حققها الجيش السوري في كلّ من حلب ودير الزور.
إنّ إعلان الدولة السورية أنّ غارات التحالف على «داعش»، الذي أعلن أنّ قتال «إسرائيل» ليس أولوية على جدول أعماله، هي من دون جدوى، استدعى دخول «إسرائيل» بإسناد وغطاء ناري لحماية ما تبقى من «جبهة النصرة» التي اعتُمدَت كبديل عن «الجيش الحر» على الحدود السورية ـ الأردنية ـ الفلسطينية لضمان ألا تخرج سورية منتصرة، إذا ما ارتدّ ميزان القوة في العراق وسورية ضدّ «داعش».
– المنطقة العازلة والشريط الآمن يسحبان من التداول خشية ألا تتدحرج الأمور إلى حرب شاملة.
– التفاهم الإيراني الأميركي يوصل الصوت لمن يريد أن يسمع .
– غارات التحالف لا تأثير لها إلا كضربات إعلامية .
– إنجازات الجيش السوري وحزب الله ترعد فرائص «إسرائيل» لتعيد حساباتها من جديد.
– المشهد لم يعد سوريالياً.
– معادلات جديدة تقلب الموازين .