صحافة عبرية

ترجمة: غسان محمد

الفرق بين الزعبي ومارزيل واستبعادهما من الترشّح لـ«الكنيست»

كتبت صحيفة «هاآرتس» العبرية: يوم الثلاثاء، ستناقش المحكمة العليا قضية المصادقة على استبعاد حنين الزعبي وباروخ مارزيل من الترشّح لـ«الكنيست». عملية الاستبعاد هذه نفذت خلافاً لموقف المستشار القضائي للحكومة، وعلى خلفية موقف المحكمة الذي ينصّ على أن شطب القوائم والمرشحين يجب أن يكون الملجأ الاخير الذي يستخدم فقط في حالات نادرة جداً. في واقع الامر، المبرّر الوحيد لاستبعاد قائمة أو مرشّح لـ«الكنيست»، كون انتخابهم بحدّ ذاته في المنظومة الديمقراطية قد يشكل خطراً على الديمقراطية ذاتها. هذا هو المغزى الحقيقي لمصطلح «الديمقراطية المدافعة عن نفسها». هذا المفهوم الذي يتردّد عبثاً على أفواه السياسيين الذين يوظفون قوة الشطب والاستبعاد هذه بغرض الملاحقة السياسية.

لهذه الاسباب استُبعدت في الماضي حركة «كاخ» بقيادة مائير كهانا التي شكل برنامجها السياسي مساساً بالديمقراطية، لأنه حرّض على العنصرية ـ التي تعتبر بعينها ذريعة للاستبعاد. استبعاد مارزيل قد يعتبر ممكناً على أساس تصريحاته العنصرية، إذ طرح طالبو الاستبعاد أدلّة مقنعة، واضحة وصريحة وبرهنوا بصورة واضحة أنّ مواقفه عنصرية فعلاً وأنه يعمل من أجل تحقيقها بطريقة صارخة.

استبعاد الزعبي من الناحية الاخرى يفتقد أيّ أساس. استخدام البند الذي يسمح باستبعاد قائمة أو مرشح عبّر عن دعمه الكفاح المسلح بتنظيم إرهابي أو دولة معادية ضدّ أعضاء «الكنيست» العرب، يبرهن أن ذلك قد وظّف من أجل ملاحقة منتخبي الجمهور العربي الذين يعبّرون عن دعمهم الكفاح الفلسطيني ضدّ «إسرائيل». ليس صدفة أن هذا البند لا يتيح استبعاد من عبّر عن تأييده العنف بأشكال مختلفة مثل الارهاب الممارَس ضدّ العرب. أما بالنسبة إلى التصريحات المثيرة للنفور التي صدرت عن حنين الزعبي، بما في ذلك ما قالته في المقال الذي رفضت فيه تسمية خاطفي الفتيان «الإسرائيليين» في شهر تموز بـ«الارهابيين»، الزعبي قالت إنها لا تؤيد هذا العمل، وفي مناسبات عدّة أوضحت موقفها هذا.

ما من أدلة واضحة وقاطعة كما يجب على أن الزعبي عبّرت عن تأييدها الكفاح المسلح. ذريعة رفض وجود دولة «إسرائيل» كدولة يهودية هي سبب مثير للإشكال بحد ذاته، ذلك أن امكانية وجود جدل سياسي حول طابع الدولة وتعريفها مسألة لا يمكن منعها. ومحكمة العدل العليا التي طولبت بالتدخل في قضية فصل الزعبي سابقاً كانت قد قرّرت أنّ مواقف حنين الزعبي لا تبرّر استخدام هذه الذريعة، خصوصاً ليس بشكل يبرّر استبعادها.

في ظلّ الواقع الذي تقوم به لجنة الانتخابات المركزية بتكرار استبعاد المرشحين العرب لاعتبارات سياسية، يفضل التشدد في المعايير التي تتعلق بالاستبعاد وتقليص استخدامها إلى أقصى مدى. ولكن ليس من الممكن الحكم بشكل متساوٍ على الزعبي ومارزيل.

… وتوقُّع حصول القائمة العربية المشتركة على 15 مقعداً

صرّح المرشح الأول للقائمة العربية المشتركة لانتخابات «الكنيست» المقبلة، أيمن عودة، أن التحالف بين الأحزاب والقوى السياسية العربية يأتي ردّاً على محاولات إقصاء «المواطنين العرب» عن الساحة السياسية.

وتوقع عودة في حديث لـ«القناة الإسرائيلية الأولى» أن تحصل القائمة المشتركة على 15 مقعداً برلمانياً. وأضاف أن القائمة لا تحمل طابعاً انغلاقياً إنما توجِّه رسالة من الأمل لجميع أبناء الشرائح المحرومة.

كما لا تعلّق القائمة المشتركة الكثير من الآمال على تحالف «المعسكر الصهيوني»، وفق عودة، الذي لم يستبعد دعمها بعد الانتخابات لتكليف رئيس «المعسكر الصهيوني» يتسحاق هرتسوغ بتشكيل الحكومة المقبلة.

وشدّد عودة على رغبة القائمة في الانخراط بعمل كافة لجان «الكنيست»، لا بل تولّي رئاسة بعضها.

غانتس: في لبنان تهديد واسع وطويل الأمد

قال رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» المنتهية ولايته، قبل أيام من إنهاء خدمته العسكرية، بني غانتس: «ستكون لدى إسرائيل مهمة أخرى في الحدود الشمالية»، في إشارة إلى التطورات التي تشهدها الحدود الشمالية مع سورية ولبنان.

وقال غانتس في مقابلة أجرتها معه «القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي»: «علينا أن نضمن جهوزيتنا كما يجب، وبتواضع كبير أقول إن الجيش الإسرائيلي جاهز ومستعد».

وأضاف: «لإصلاح الشرق الأوسط أنت بحاجة إلى أكثر من رئيس هيئة أركان».

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان الجيش «الإسرائيلي» يحتاج إلى مزيد من العمليات في الشمال أجاب قائلاً: «نعم، نعم بالتأكيد».

وفي حديث مع «القناة العاشرة» أكّد غانتس أنه في لبنان أصبح هناك تهديد واسع وطويل الأمد، وقال: «نحن بين الحين والآخر نواجه تحدّيات نضطرّ بسببها بين الفينة والأخرى للعمل. لذا هناك واقع مستقر بيد أنّه بالغ الحساسيّة، وإذا كان مستقرّاً الآن فهذا لا يدلّ على ما سيحدث صباح الغد».

وزعم غانتس أنّ محور إيران ـ سورية ـ لبنان لديه تحدّيات داخلية وخارجية، وقال: «أنا لا أعتقد أن حزب الله سيسارع للذهاب إلى حرب ضدّ إسرائيل، ولو كنت مكانه لما جرّبت إسرائيل».

وتطرق غانتس إلى التصريحات التي سرّبت من جلسات «الكابينت» خلال العمليات القتالية في غزة والتي تضمنت انتقادات له ولقيادة الجيش، خصوصاً عدم قيام الجيش «الإسرائيلي» بإعلام المستوى السياسي حول حجم خطورة الأنفاق في قطاع غزة. وأشار إلى أن المسؤولين كانوا يعلمون بكل شيء حول الأنفاق وحتى أن جزءاً منهم وصلوا إليها وتجوّلوا في داخلها. وبحسب أقواله فإن ادّعاءاتهم هي محاولة لتحقيق إنجازات متصلة بمقولات ليس لها علاقة بالواقع، وغير مرتبطة بالمواقف التي أسمعت في الوقت الحقيقي.

ورفض غانتس التطرق إلى بعض الأمور، حتى قبل أيام من إنهاء الخدمة في الجيش، مثل موضوع قصف «إسرائيل» أهدافاً داخل سورية قبل عدة أسابيع أو مصير محمد ضيف. وأضاف: «أرتدي ملابسي العسكرية حتى اللحظة الأخيرة، ما قيل في الغرف المغلقة سيبقى هناك، وما يقال في الخارج سيقال أيضاً»«. ورفض غانتس التطرّق إلى مستقبله السياسي في الفترة التي ستبدأ بعد السابع عشر من الشهر الجاري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى