«داعش» يعدم 21 مصرياً في ليبيا ذبحاً
جريمة جديدة ضد الإنسانية يرتكبها التنظيم الإرهابي المتطرف «داعش» في المغرب العربي وعلى شواطئ البحر المتوسط هذه المرة. بدم بارد في أسلوب مكرر يمارس «داعش» ساديته على ضحاياه ذبحاً وطاول هذه المرة عمالاً مصريين ليوجه رسالة جديدة ضمن حرب مشبوهة باسم التنظيم المتطرف الذي نجح في استعداء كل العالم في فترة قياسية.
ارتكب تنظيم «داعش» الإرهابي جريمة جديدة، بإقدامه على ذبح 21 مصرياً في ليبيا. ونشر التنظيم تسجيلاً مصوراً عبر موقع «تويتر» مساء أمس، يظهر مقاتلي التنظيم يعدمون العمال المصريين الذين اختطفهم قبل شهر وهم يرتدون زياً برتقالياً. وقال التنظيم الإرهابي إنّ هذه العملية تأتي لتستكمل العمل الذي بدأه التنظيم منذ عام 2010، عندما فجر كنيسة في بغداد.
وفور بث التسجيل، نعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، شهداء مصر الذين سقطوا ضحية الإرهاب الغاشم، وتقدم بخالص العزاء للشعب المصري في مصابه الأليم. وعقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني، وإعلان حالة الحداد لمدة سبعة أيام. وكشفت مصادر مطلعة، عن أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء عقد اجتماعاً عاجلاً مع عدد من الوزراء والجهات المعنية للوقوف على حقيقة ما نشره تنظيم «داعش» الإرهابي في شأن ذبح 21 مصرياً مختطفاً.
وفي كلمة مساء أمس بعد ترؤسه اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني لبحث الرد على جريمة «داعش» قال السيسي: «من حق مصر اتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على جريمة داعش في الزمان والمكان المناسبين»، وأضاف: «طلبت من الحكومة الاستمرار في قرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا وتسهيل عودة الراغبين بالعودة».
وجرت اجتماعات على أعلى مستوى لبحث كيفية الرد من قبل السلطات المصرية، وقالت مصادر مسؤولة، إن الاجتماعات تناولت الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد، في ضوء التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة العربية كلها.
وكان تنظيم «داعش» الإرهابي قام باختطاف 21 من أقباط مصر المتواجدين في مدينة سرت الليبية منذ 45 يوماً. وكان السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أكد بالأمس أن المجموعة المصرية المختطفة في ليبيا لم تصب بأذى، وأن خلية الأزمة المصرية المشكلة لمتابعة موقف المصريين في ليبيا تجرى عدة اتصالات على أعلى مستوى وفى كل الاتجاهات لاستعادة المصريين الذين تحتجزهم الجماعات الإرهابية في ليبيا.
وكانت مواقع منسوبة للتنظيم بثت الخميس الماضي، صوراً لعمال مصريين يرتدون ملابس الإعدام البرتقالية، موثوقي الأيدي، ويقتادهم ملثمون على شاطئ البحر في ليبيا، فيما أوردت تلك المواقع أن المختطفين متحفظ عليهم كـ«أسرى صليبيين انتقاماً لما يحدثه الغرب بالمسلمين».
والمختطفون جميعهم من أبناء محافظة المنيا، يعملون بمهن مرتبطة بقطاع التشييد والبناء، ينتمون لمركزي سمالوط ومطاي، أغلبهم من قرية «العور» التابعة لمركز سمالوط، تأكد اختطافهم في كانون الثاني الماضي، وفقاً لما بثه ما يُسمى المكتب الإعلامي لـ«ولاية طرابلس» التابع لتنظيم «داعش»، من صور لهم في 12 كانون الثاني الماضي.
ودان الأزهر الشَّريف في بيان له العمل الإجرامي البشع الذي قام به تنظيم «داعش» من إعدام مجموعة من أبناء مصر الأبرياء ببالغ الحزن والأسى. وأكد الأزهر الشريف أن هذا العمل البربري الهمجي لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية، ولا ينمُّ إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث في الأرض فساداً تقتل وتسفك النفوس البريئة من دون حق. كما دان فضيلة الدكتور شوقى علام – مفتى الجمهورية- بشدة جريمة الغدر النكراء البشعة التي قام بها التنظيم الإرهابي في ليبيا.
أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فقد استنكرت ذبح «داعش «الإرهابي لـ21 قبطياً مصرياً بليبيا، مؤكدة أن دماءهم تصرخ إلى الله، وأن مصر لن تهدأ حتى ينال الجناة جزاءهم.
وقالت الكنيسة في بيان لها: «تستودع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني في هذه اللحظات العصيبة شهداءها الأبرار، واثقين أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء، كما نثق في دور الدولة بكافة مؤسساتها واهتمام المسؤولين الذي ظهر منذ بداية الأزمة.