«القومي»: المسؤولية الكبرى عن الجريمة البشعة تتحمّلها الدول المتورّطة في دعم الإرهاب والتطرف
تواصلت أمس ردود الفعل المنددة بالمجزرة الوحشية التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي بحق 21 مواطناً مصرياً في ليبيا.
ودان الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان المجزرة التي رأى فيها تعبيراً عن غريزة الإجرام الوحشي ضدّ الإنسان والإنسانية.
وأضاف: «إنّ هذه المجزرة على بشاعتها، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بل هي واحدة من سلسلة مجازر وجرائم قتل قضى فيها آلاف الضحايا في الشام والعراق ولبنان وغير دولة، وهذا نهج إجرامي دموي تتبعه «داعش» و«النصرة» وأخواتهما، ما يشكل تهديداً وخطراً ليس على المنطقة وحسب بل على العالم أجمع».
وتابع البيان: «لقد آن الأوان أن تعترف الدول المتورّطة في دعم المجموعات الإرهابية المتطرفة، أنها هي المسؤولة عن تكبير وحش الإرهاب، وأن تعلن هذه الدول، الغربية منها والإقليمية والعربية، وقف كلّ أشكال الدعم والتمويل الذي تقدّمه، والقيام بخطوات جادّة ومسؤولة لمحاربة المجموعات المتطرفة من دون استثناء، وليس مجرّد تحالفات صورية تضرب بيد مجموعة إرهابية، وتقوّي باليد الأخرى مجموعات إرهابية أخرى».
واعتبر «أنّ المجزرة المرتكبة بحق مواطنين مصريين في ليبيا، مسؤولة عنها الدول الغربية والإقليمية والعربية الداعمة للمجموعات المتطرفة، ورفع هذه المسؤولية، لا يتمّ إلا حين تعلن هذه الدول المتورّطة مواقف واضحة وخطوات عملية وفعلية ضدّ الإرهاب بكليته».
واختتم البيان: «إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ يكرّر إدانته للمجزرة الوحشية يعرب عن أعمق مشاعر المواساة مع أسر ضحايا المجزرة، ويؤكد تضامنه مع جمهورية مصر العربية، دولة شعباً، التي تخوض معركة ضدّ الإرهاب والتطرف».
وقفة تضامنية
ونظمت «حركة الناصريين المستقلين ــ المرابطون» وقفة تضامنية من أجل مصر وأهاليها وقيادتها والقوات المسلحة المصرية وإجلالاً لدماء المصريين الذين أعدمتهم عصابات الإرهاب والتخريب على أرض ليبيا، وذلك أمام مبنى الأسكوا وسط بيروت بحضور سياسي واجتماعي فاعل.
وألقى أمين الهيئة القيادية في الحركة الناصريين العميد مصطفى حمدان كلمة قدّم فيها العزاء إلى الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي وإلى أهلنا المصريين والقوات المسلحة المصرية بضحايا العملية الإرهابية.
واعتبر أن «الجذع الإرهابي الأساسي في هذه الأمة هو عصابات الإخوان المتأسلمة الذين هي صنيعة الاستخبارات البريطانية التي أورثتها للاستخبارات الأميركية وللموساد «الإسرائيلي»»، لافتاً إلى «أن «داعش» و«النصرة» وغيرهما من الأسماء المذهبية والدينية نفاقاً وزوراً ما هي إلا فروع لهؤلاء الإخوان المتأسلمين المجرمين». وأكد أن «عدوّنا الأساسي في هذه الأيام هو العدو الصهيوني والإخوان المتأسلمين ومتفرعاتها».
وتوجه إلى القيادة المصرية بالقول: «نحن معكِ في مكافحة الإرهاب وفي توحيد كلمة العرب للقضاء على الإرهاب»، داعياً إلى استعادة دورها القيادي على صعيد الأمة. ورأى: «أن مصر لن تستدرج إلى فذلكات حروب الاستنزاف في ليبيا فالرؤية للقيادة السياسية المصرية والعسكرية تُثبت يوماً بعد يوم قدرتها على المواجهة ضد هؤلاء ومن خلفهم بنجاح كبير».
وأكد رئيس اتحاد قوى الشعب العامل كمال شاتيلا :»تضامننا مع مصر رئيساً وشعباً وجيشاً»، مطمئناً إلى أن «مصر قادرة على تجاوز ألف محنة من هذه المحن وقادرة على مواجهة هؤلاء في ليبيا أو في سيناء أو في غيرهما، فجيش المليون مقاتل الذي قاتل في حرب تشرين هو والجيش السوري مدعومين عربياً وجهوا أكبر ضربة للصهاينة عام 73».
وطالب بعقد قمة عربية لنقل الجامعة إلى صيغة اتحادية وإحياء الدفاع المشترك للدفاع عن الأمن القومي العربي وتحصين الوحدات الوطنية من الإرهاب»، كما طالب «بتعاون أمني عربي خارج نطاق ما يسمى بالتحالف الدولي، لأن هذا التحالف يريد تقسيم البلاد العربية وتكبير العدو الصهيوني».
وألقى رئيس الكنيسة القبطية في سورية ولبنان الأب رويس الأورشليمي كلمة شكر فيها لـ«المرابطون» تنظيمها هذه الوقفة التضامنية لافتاًَ إلى «أن العدو «الإسرائيلي» كشف عن عميلٍ له اسمه «داعش»» وأكد: «أن شهداءنا الأبرار يثبتون ما قاله البابا شنودة: «إن مصر ليست وطناً نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا» فعلى رغم أن استشهاد الأقباط كان على الأراضي الليبية، إلا أنهم يحملون اسم مصر أولاً، لذا فإنهم شهداء مصر وهذا ما كشف عمالة العدو الذي قال إننا نقتل الصليبيين متناسياً أن هؤلاء الأبطال المصريين كانوا من جيش صلاح الدين وكان قائدهم القبطي عيسى العوّام».
وشدد على «أن الجيش المصري والجيش السوري والجيش اللبناني وكل جيوش أمّتنا قادرة على دحر العدو اللعين الذي أوجد له عملاء في كل الدول العربية».
وتحدث رئيس تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور الذي
أشار إلى أن «اللقاء اليوم ليس للتضامن مع الشهداء والأبرياء من أبناء مصر العروبة فقط، ولم نلتقِ فقط لنوجّه التحية لمصر وجيشها وشعبها وبوحدتها الوطنية الراسخة إنما نلتقي لنؤكد أن هذه الجرائم المتنقلة التي تأخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً أو ذريعة سياسية هي جرائم قد يكون لها فوائدها إن فهمنا أبعادها وتوجهات القيمين عليها. فهي تثبت أننا جبهة واحدة مستهدفة في لبنان وسورية والعراق وفي مصر وليبيا وكل قطر عربي».
وأوضح بشور: «أن الرد على ما رأيناه في ليبيا وما نراه في سورية والعراق ولبنان وعلى امتداد أمتنا، يكون من خلال إعادة بناء تضامن عربي يدرك كل أطرافه الأخطار التي تستهدفهم جميعاً وإعادة تعزيز الوحدة الوطنية في كل قطر لأن أمثال هؤلاء المجرمين يتسلّلون من ثغرات في مجتمعاتنا وعلاقاتنا».
ودعا النائب قاسم هاشم «من يدّعون الانتماء إلى العرب والإسلام للكفّ عن دعم الإرهاب».
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي: «من بيروت العروبة نعلن موقفاً واحداً على مستوى الوطن وعلى مستوى العرب والمسلمين وعلى مستوى كل الأديان، مفاده أن قتل إخوتنا الأقباط المصريين في ليبيا وقتل جنود الجيش العربي المصري والاعتداءات على الجيش الأردني وعلى الجيش اللبناني وعلى كل جيوش المنطقة تؤكد أن الخطر واحد».
وأشار قماطي إلى «أن وحدة الخطر تطاول جميع الأديان والإنسانية وجميع الأنظمة والدول وهذا يستدعي وحدة الموقف للحركات والقوى والجيوش والدول والأجهزة الأمنية لمواجهة الخطر الذي يخدم العدو الصهيوني». لافتاً إلى «أن ما فعلته المقاومة خارج الحدود، هو حمايتها من الخطر التكفيري فلولا هذه الحماية لكان لبنان الآن في عالم الفتنة والقتل والتدمير. ولولا الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية التي تعمل في الداخل اللبناني على التصدي للإرهاب التكفيري لأصبحنا في مكان آخر» .
وأخيراً، دعا قماطي كل اللبنانيين بمختلف أطيافهم السياسية 8 و14 آذار وغيرهم، إلى توحيد الموقف ضد الخطر التكفيري الإرهابي على لبنان وكينونته.
وألقى المسؤول السياسي للجبهة الشعبية القيادة العامة أبو عماد رامز كلمة فلسطين وجاء فيها: «لأن الإرهاب واحد والمجرم واحد من فلسطين إلى سورية إلى مصر إلى العراق إلى اليمن إلى تونس إلى كل الأقطار العربية، نقف اليوم ليس تضامناً بل لأننا إلى جانب مصر كما نحن إلى جانب سورية وكل الأقطار العربية».
وأضاف: «نقف معكم كفلسطينيين لأننا نعي أن الهدف الاستراتيجي مما يجري في المنطقة هو تصفية القضية الفلسطينية وحرف البوصلة عن فلسطين وعن الجرائم «الإسرائيلية»».
وأكد باسم الشعب الفلسطيني وباسم قوى المقاومة في هذا الشعب «أننا إلى جانب مصر التي قدمت الكثير من أجل القضية الفلسطينية وندعوها إلى التخلص من اتفاق كامب ديفيد، لأن دورها لا يليق إلا بأن تكون في طليعة هذه الأمة لا أن تكون مكبلة اليدين بهذه الاتفاقات المهينة والمشينة».
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب مروان فارس الذي تقدّم بأحر التعازي باسم الحزب «من الأخوة في مصر العزيزة الذين فقدوا رجالهم أولئك الذين قتلوا بفعل غدر الإجرام والتكفير».
وتوجه إلى الأقباط بالقول: «لسنا معكم من موقف مسيحي أو طائفي بل إننا معكم لأنكم ساهمتم في تأسيس مصر العروبة».
وأشار فارس إلى «أن هؤلاء التكفيريين الذين قتلوا العمال الأبرياء إنما قتلوا الفكرة المبدعة عند هذه الأمة المتلاحقة مصائبها»، مؤكّداً أن «هذه الأمة التي علمت الصهيونية درساً عام 1965 وعام 1975 وفي كل الأوقات هذه الأمة المتلاحقة قضاياها تدفع أثماناً غالية الآن لأن الاعتداء التكفيري على العمال الأقباط المصريين في ليبيا، هو اعتداء على كل الذين يتضامنون مع مصر ومع الكنيسة القبطية».
ودعا فارس «الجميع لأن يكونوا إلى جانب سورية وإلى جانب الذين يقاتلون الإرهاب والتكفير، ونحن أصحاب قضية حقّ لذا سوف ننتصر والنصر في سورية آت». ولفت إلى أن «الأوروبيين بدأوا يدفعوا ثمن الإرهاب فهم من أرسلوه إلى سورية وفلسطين وكل مكان».
مواقف
وفي ردود الفعل على الجريمة، أبرق النائب محمد الصفدي إلى الرئيس السيسي معزياً، وأكد: «الدور الكبير لمصر في اقتلاع الإرهاب وحماية العالم العربي والحفاظ على قيمه وأصالته».
وأبرق بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني إلى بطريرك الأقباط الأرثوذكس الانبا تواضروس الثاني، معزياً. وأقام خدمة صلاة الجناز لراحة أنفس الشهداء خلال زيارته الرسولية الكنيسة السريانية في الهند.
وندد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالجريمة ودعا إلى
«موقف دولي واحد موحد وشامل يفضح الدول المنظمة والراعية والداعمة لهذا الفكر الظلامي».
وأبرق رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري إلى السفير المصري محمد بدر الدين زايد معزياً، وأكد وقوف الجمعية إلى جانب القرارت الحكيمة التي قام بها الرئيس السيسي، مشيراً إلى «أنها تهيئ إمكاناتها كافة على كل الصعد للعمل على دعم الشعب المصري الشقيق».
واعتبرت حركة الأمة «أن الوحدة بين أبناء الشعب الواحد هي أفضل ردّ على جرائم المجموعات الإجرامية».