حرب بحجم مصر لا بحجم الأردن… قرار من عيار جمال عبد الناصر

في الأحداث الكبرى والملمات تنتظر الشعوب قامات قيادية بحجم الأحداث، وبحجم ما ترى الناس حجم بلدها، مصر التي أصيبت بجراح «داعش»، ترى أنها أم الدنيا ويراها أشقاؤها العرب كبيرتهم، ويرى المصريون والعرب في رئيسها الفريق عبد الفتاح السيسي أملاً لاسترداد مكانة لم تعرفها مصر إلا أيام جمال عبد الناصر.

ينتظر المصريون والعرب، رداً من مصر على التحدّي الذي يواجهها، بمستوى ما تتصرّف الدول الكبرى، فبعيداً عن التحليلات عن الأهداف والأبعاد، ومن وماذا يمثل «داعش»، الأكيد كما قال الأميركيون يوم الحادي عشر من أيلول، أنّ الردّ يجب ان يليق بمكانة أميركا قبل الإجابة عن سؤال حول جدواه في إنهاء التحدّي.

معلوم أنّ «داعش» ذراع عسكري أمني يلوذ بحماية ورعاية، تركيتين، ويحظى بسوق نفطية ومصادر تمويل عبر القنوات التركية، ويستثمر الجغرافيا التركية والتسهيلات الحكومية والمخابراتية لإيواء مقاتليه وجرحاه وعائلاتهم.

مصر تنذر تركيا بإنهاء كلّ صلة بـ«داعش»، تحت طائلة التهديد، باعتبارها دولة مارقة تدعم الإرهاب وتحميلها مسؤولية الدماء المصرية التي سالت في ليبيا، وتدعو القاهرة جامعة الدول العربية إلى التضامن مع مصر، باتخاذ موقف عربي جامع من تركيا وإبلاغها العزم على قطع العلاقات معها ما لم تبرهن براءتها من كلّ علاقة بـ«داعش».

تذهب مصر إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار وفقاً للفصل السابع بحق تركيا لإلزامها بالتقيّد بأحكام رقابية دولية على كلّ الممرات الجغرافية والمالية والأمنية لحساب «داعش».

تدعو مصر أشقاءها العرب لوضع الشقيق القطري الشاذ تحت الوصاية مالياً وأمنياً لصلته بـ«داعش» تمويلاً وتسليحاً وأمناً، وتشكل لجنة عربية للإشراف على وضع قطر بانتظار تشكيل حكومة وطنية قطرية تمهّد لانتخابات برلمانية وحكومة منتخبة ويتوجه عشرة آلاف جندي مصري إلى السعودية تمهيداً لدخول قطر.

يدعو الرئيس المصري إلى قمة تضمّ كلا من سورية والعراق والسعودية وإيران والجزائر اسمها قمة المصالحات، لتوحيد الصف ورأب الصدع، ويحدّد فيها موقفان عربي وإسلامي من الإرهاب ومن يتعاون معه.

تشكل القمة غرفة عمليات سياسية وعسكرية، لمواصلة الحرب على الإرهاب ومتابعة الموقفين التركي والقطري، وتتولى المصالحات والتسويات اللازمة في كلّ من سورية والعراق، وتتوجه القمة إلى مجلس الأمن الدولي لتشكيل غرفة عمليات مشابهة تشارك فيها الدول الدائمة العضوية والدول الراغبة ومنها التحالف الذي تقوده واشنطن تحت هذا العنوان.

تعلن مصر عزمها من هذه القمة بشراكة مصرية جزائرية لتولي تنظيف دول شمال أفريقيا العربية من أوكار «القاعدة»، من ليبيا وتونس والمغرب بالتعاون مع الحكومات الوطنية والجيوش وأجهزة الأمن.

هكذا تكون مصر هي مصر أم الدنيا ويكون الجنرال السيسي قد استلهم قامة جمال عبد الناصر في اللحظات المصيرية، يكون التحدّي قد تحوّل إلى فرصة لاسترداد مكانة مصر المفقودة في المنطقة والعالم.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى