الجيش يستبق خطة دي ميستورا ويستكمل تطويق حلب
على وقع معارك الجنوب الاستراتيجية التي بدأها الجيش السوري منذ أسبوع، أطلق الجيش أمس عملية مفاجئة في ريف مدينة حلب، تمكن خلالها من التقدم في الريف الشمالي للمدينة والسيطرة على بلدات حردتنين وباشكوي ورتيان، وواصلت وحداته تقدمها في مزارع الملاح.
وتقدّم الجيش بطريقة سريعة ونفذ التفافاً على المسلحين في بلدتي حريتان وعندان، في حين شغل الجيش المسلحين بفتحه جبهة شيحان المعامل التي تعتبر المرحلة الأخيرة في استكمال الطوق على الأحياء الشرقية، إضافة إلى فك الطوق عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين.
كذلك فتح الجيش السوري جبهة جمعية الزهراء وتمكن من السيطرة على مبان عدة كانت تسيطر عليها الجماعات المسلحة، فيما سجل أيضاً تقدّم له في الراشدين الرابعة. وتواصلت المعارك أيضاً في العامرية وسيف الدولة وفي حلب القديمة حيث تشهد اشتباكات عنيفة جداً.
وقد تمكنت وحدات الجيش السوري من قطع أحد أهم طرق الإمداد الآتية من تركيا، حيث بات أمام الجيش مسافة 6 كلم فقط لأحكام الطوق بشكل كامل على المدينة التي قد تدخل مرحلة التسويات والتجميد بحسب خطة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في وقت قريب بعد تسريبات عن موافقة الحكومة السورية على خطته.
في هذا الوقت، استمرت معركة الجيش السوري باتجاه ريف القنيطرة. وشهدت مسحرة البلدة الواقعة في سفح تل المال قصفاً مدفعياً واشتباكات بالأسلحة المتوسطة، حيث استهدف الجيش تجمعات مسلحي «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» في قريتي الصمدانية والحميدية، مستكملاً بذلك ما بدأه في ريفي درعا ودمشق الجنوبي الغربي.
وفي ريف درعا الشمالي سُجّلت اشتباكات في محيط بلدتي كفر شمس وكفر ناسج وغارات جوية طاولت مواقع للمسلحين امتدت على تل عنتر وإنخل وتل الحارة الاستراتيجي.
ويبدو أن استكمال العملية العسكرية يجرى بوتيرة عالية، إذ سيطر الجيش على التلال الحاكمة في ريف درعا قرين والسرجة وعنتر وفاطمة، ويواصل مهمته نحو تل الحارة الذي أصبح ساقطاً بالمعنى العسكري.
وتنعكس التطورات الميدانية المتسارعة جنوباً على المشهد الميداني العام في سورية، كما تحمل أبعاداً سياسية عميقة تفرضها أهمية جنوب البلاد المتاخم للجولان السوري المحتل وللحدود مع الأردن.