«منحبّك سورية»… حملة للتبرّع بالدم في عيد الحبّ

ياسمين كروم

استطاعت النساء السوريات تحويل عيد الحبّ لمناسبة وطنية تحمل معاني سامية عبرن من خلالها عن حبهن ووفائهن لبلدهن الغالي الذي ما زال في عيونهن الأبهى والأجمل، على رغم الأزمة التي يمر بها. فكانت حملة «منحبّك سورية» للتبرع بالدم خير رسالة منهن عن تمسكهن بالوطن وبذل الغالي والرخيص له وفدائه بأرواحهن ودمائهن.

وكان الاتحاد النسائي في اللاذقية قد أطلق هذه الحملة على مدى ثلاثة أيام بدءاً من الرابع عشر من شباط في مقر بنك الدم في اللاذقية، ليكون اليوم التالي في المشفى العسكري، ليصار إلى نقل الفعاليات إلى جميع أماكن تواجد الجيش في المحافظة في اليوم الأخير من الحملة التي تضمنت أيضاً تكريماً لجرحى الجيش السوري.

وفي حديثها لنشرة «سانا سياحة ومجتمع»، أوضحت فريال عقيلي رئيسة فرع الاتحاد النسائي في اللاذقية أن توقيت إقامة الحملة يتزامن مع الاحتفال بعيد الحب الذي أرادت نساء سورية تفعيله وعيش تفاصيله بطريقة مغايرة تؤكد على أن حب الوطن هو الأجمل والأرقى والأسمى، فكانت حملة «منحبّك سورية» التي انطلقت في الوقت ذاته في المحافظات السورية الأخرى وبمشاركة نساء سوريات من ذوي الشهداء والجرحى توجهن جميعهن للتبرع بدمائهن لبنك الدم ليكن عوناً لمن يحتاجها من أبناء الوطن.

وأوضحت عقيلي أن الخطوة الأولى كانت بنشر فكرة الحملة على موقع التواصل الاجتماعي ضمن أوساط الفرق الشبابية والتطوعية وجميع الجهات الاجتماعية التي ترغب بأن تكون معنا، ليعبّر الجميع عن حبه للوطن من دون انتظار أي مقابل، وبالفعل حصل تجاوب شعبي كبير، لا سيما الوحدات النسائية في عدد من الدوائر الحكومية. ولا يمكن أن ننسى أمهات الشهداء وشقيقاتهم وزوجاتهم اللواتي أتين من أماكن بعيدة ليسجلن حضورهن في هذه الحملة التي سادها الانضباط والتنظيم العالي بالتنسيق مع إدارة بنك الدم .

وتحدثت دعد عجي عضو «جمعية إيثار الخيرية» عن أهمية التشبيك والتعاون بين مختلف الجهات الأهلية والحكومية لإنجاح مثل هذه الحملات التي تدعم دور المرأة الإيجابي في المجتمع السوري. وتؤكد على استعداد الشعب السوري لدعم بعضه بعضاً بدمائه وكل ما يملكه لأن تضافر جهود السوريين هي العامل الأول للخروج من أزمتنا مكللين بالعزة والنصر.

أما هيام خضر محمد عضو «مجموعة شقائق النعمان»، فلبت دعوة الاتحاد النسائي مع عدد كبير من أعضاء المجموعة، لتسجيل الحضور في الحملة، لا سيما أنهن كمجموعة متواجدات مع جرحى الجيش السوري بشكل دائم لرعايتهم والوقوف على طلباتهم، ويعرفن مدى حاجة هؤلاء الشباب لكل نقطة دم في حالات الإصابة. لذلك كن من أوائل المتبرعات في هذه الحملة التي حملت معاني الحب والتعاون والغيرة على الوطن .

كذلك أكدت فاطمة العلوني رئيسة مركز التأهيل المهني في الاتحاد النسائي وهي شقيقة شهيد أنها تبرعت بدمائها إكمالاً للنهج الذي اختار شقيقها الشهيد علي يوسف العلوني السير عليه وبذل دماءه من أجله مؤكدة أن كل سوري غيور على وطنه يجب أن يشارك في هذه الحملات الوطنية التي تعزز مفاهيم أخلاقية عالية يحتاجها الجميع .

وتحدّث مروان سليمان ممثل الحملة الوطنية السورية عن مشاركة المجموعة كجهة شبابية في هذه الحملة من خلال مساندة الاتحاد النسائي في موضوع التحضيرات اللازمة على الأرض إضافة إلى الإعلان عن الحملة ضمن مواقع التواصل الاجتماعي. مشيراً إلى أن رسالة الحملة ساهمت بجذب عدد من المتبرعين الذي حرصت الحملة الوطنية السورية على أن يكن منهم أمهات الشهداء وبناتهم وأخواتهم في إشارة إلى أن دمنا ودم الشهيد واحد وسيجري بكل الصفات النبيلة التي يحملها في عروق كل سوري شريف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى