الطائي لـ«أنباء فارس»: أميركا أجّلت عملية تحرير الموصل إلى الربيع
أكد المحلل السياسي والعسكري العراقي وهاب الطائي قدرة القوات العراقية والحشد الشعبي على تحرير مناطق البلاد كافة من سيطرة «داعش»، مشيراً إلى وجود بعض العراقيل أمام هذه المهمة، بسبب حسابات أميركية وصراعات عشائرية في العراق.
وقال الطائي: «إن القوات العراقية والحشد الشعبي كان بإمكانهما تحرير الموصل خلال شهر شباط الجاري، لكن الولايات المتحدة طلبت إرجاء العملية إلى فصل الربيع المقبل وفقاً لحسابات تصب في مصلحتها». وأضاف: «أن تأخير عملية تحرير الموصل جاءت نتيجة لعدم شفافية الموقف الأميركي من العملية ولأسباب عدة من بينها السجال السياسي العراقي حول كيفية تحريرها بمشاركة الجيش أم قوات الحشد الشعبي أو معاً»، موضحاً: «أن تمترس تنظيم «داعش» خلف المدنيين العزل في الموصل أيضاً كان أحد أسباب هذا التأخير».
وأشار الطائي إلى أن «واشنطن ومن وراء طلبها تأجيل تحرير الموصل إلى الربيع، تهدف إلى الاستمرار باللعب بورقة «داعش» في المنطقة إلى حين، وأنها لا تريد استئصال التنظيم بل تريد الحدّ من قوته وحصر نشاطه في سورية».
وحول الأوضاع في محافظة الأنبار غرب العراق وتقدم «داعش» في بعض مناطقها بما فيها منطقة البغدادي وعدم سيطرة القوات العراقية على الأوضاع في المحافظة، أوضح الطائي أن «الصراعات العشائرية وتقاطعها في الأنبار هما السبب الرئيسي وراء هذه الأحداث، مشيراً إلى أن بعض العشائر تقف إلى جانب القوات العراقية، فيما البعض الآخر وقف إلى جانب «داعش»، وبعضها بقي على موقف الحياد والتفرج على الأحداث، وهذه المواقف أضعفت موقف القوات العراقية في المحافظة».
وكشف الطائي عن وجود نفوذ قوي للمخابرات السعودية في محافظة الأنبار و«هي تعمل على بث روح الفرقة والتناحر بين عشائر المحافظة، فيما تعمل الولايات المتحدة الأميركية على إنشاء المزيد من الجيوش في الأنبار ما يكثر الصراع بين عشائرها ويبعدها من التصدي لـ»داعش»».
وشدّد على «أن القوات العراقية لا بد من أن تدخل محافظة كركوك، لأنها منطقة عراقية ولا يحق لأي جهة منعها من ذلك، مشيراً الى وجود قوات من الجيش العراقي في مدينة كركوك مع إرسال قوات من الحشد الشعبي لبعض مناطق المحافظة لمساعدة قوات البيشمركة في التصدي لهجمات داعش».
واستبعد المحلل السياسي والعسكري العراقي تمكن «داعش» من استهداف مدينة سامراء المقدسة حيث مرقد الإماميين العسكريين، مؤكداً سيطرة القوات العراقية المدعومة بالحشد الشعبي على المدينة والطرق المؤدية إليها، ومشيراً إلى «إن الدعم الإيراني هو من أنقذ المدينة المقدسة من السقوط بيد «داعش»».
وحول مزاعم ارتكاب بعض الفصائل المسلحة في العراق بما فيها الحشد الشعبي جرائم بحق المدنيين في المناطق التي تجرى استعادة السيطرة عليها من «داعش» أو في العاصمة بغداد، قال: «إن إشاعات كهذه تستهدف إضعاف هذه القوة التي حققت إنجازات باهرة في وقت زمني قياسي، الأمر الذي يتعارض مع ما كان يتحدث عنه الأميركيون من أن عملية طرد داعش «من هذه المناطق تستغرق سنوات طويلة».
ودعا الطائي إلى عدم استباق التحقيقات في قضية حادث مقتل أحد شيوخ عشائر الجنابات الشيخ قاسم الجنابي، مشيراً إلى أن «الخلافات العشائرية في الأنبار ومن يسعى إلى تشويه سمعة قوات الحشد الشعبي يمكن أن يكون متورطاً في عملية الاغتيال، مضيفاً: «إن ما حصل من انسحابات من قبل بعض القوى السياسية من الحكومة والبرلمان على خلفية الحادث لا يمكنه أن يؤثر بشكلٍ واسع في العملية السياسية في العراق».