روما تدعو لمنع الفوضى وقطر تتحفظ على الغارة المصرية
بين الحل السياسي الذي تدعو إليه أميركا والدول الأوروبية مطالبة بتأليف حكومة وحدة وطنية. والتدخل العسكري الدولي بطلب مصري، تقف ليبيا بعد أربع سنوات من سقوط نظام القذافي في مشهد تملؤه سيطرة جماعات تكفيرية على ربوع واسعة من البلاد.
الموقف الأميركي الأوروبي تبلور قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي لبحث الطلب المصري بالتدخل الدولي ضد تنظيم «داعش» بعد قتله لعدد من المصريين ذبحاً.
المجتمعون أصدروا بياناً على رغم إدانته لجريمة «داعش» في ليبيا، أوعزوا من روما للمبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون توجيه دعوات لعقد سلسلة اجتماعات والإسراع في تأليف حكومة الوحدة الوطنية ومن يمتنع عن المشاركة فسيستبعد نهائياً من الحل السياسي المنشود.
وفي السياق، دعت إيطاليا أمس إلى إجراء دولي عاجل لوقف انزلاق ليبيا إلى الفوضى وقالت إنها مستعدة للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار وتدريب القوات المسلحة الليبية.
وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني في خطاب أمام البرلمان إن «إمكانية حدوث تحالفات بين الفصائل المسلحة ومتشددي الدولة الإسلامية تهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة».
وأشار جنتيلوني إلى أن «تدهور الوضع على الأرض يجبر المجتمع الدولي على التحرك سريعاً قبل فوات الأوان.» وأضاف: «هناك خطر واضح للتحالفات بين «داعش» والجماعات المحلية، ويجب مراقبة الوضع بأقصى اهتمام».
من جهتها، أفادت جامعة الدول العربية أمس، في بيان لها بأن الدول الأعضاء، باستثناء قطر، تفهمت الغارة الجوية التي شنتها مصر الاثنين الماضي على مواقع تنظيم «داعش» في ليبيا.
وجاء في البيان، بعد الاجتماع المنعقد على مستوى المندوبين «يعرب المجلس عن تفهمه الكامل للضربة الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش الإرهابي في مدينة درنة الليبية».
كما نددت الجامعة العربية بعملية القتل التي راح ضحيتها 21 قبطياً مصرياً الأحد الماضي.
وأوضح البيان أنه بات من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي ضد كافة التنظيمات المتشددة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، مشيراً إلى السعي الحثيث للجامعة للعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا ورفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي.
وعلى رغم إجماع الدول العربية الأعضاء على دعم الغارة الجوية المصرية وضرورة رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، إلا أن قطر تحفظت حول هاتين النقطتين، بحسب ما جاء في نص البيان.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا لاستصدار قرار أممي يمنح تفويضاً لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا.
يذكر أنه منذ سقوط العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في انتفاضة عام 2011، اتخذت عدة جماعات إسلامية متشددة من ليبيا قاعدة لها.