الحلف الجديد ضدّ «داعش»

ناديا شحادة

اهتز العالم بأسره للجريمة التي ارتكبها تنظيم «داعش» بحق 21 مصرياً في ليبيا التي اعتبرت تحدياً لمصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي فكان رده بهجوم مضاد على المستوى العسكري والسياسي ضد التنظيم في ليبيا إضافة الى تقديم مبادرة الى الامم المتحدة لتشكيل تحالف دولي لمحاربة «داعش» في ليبيا كما حدث مع التنظيم في سورية والعراق…

الطلب المصري بتشكيل تحالف لضرب التنظيمات الارهابية اصطدم بالقرارات العربية الغربية المتضاربة…

فأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا شددت على الحل السياسي داعيةً الى تأليف حكومة وطنية ستدعمها لاحقاً وأعلنت عدم رؤيتها لحل الازمة الليبية بتكرار ضربة «الناتو» التي حصلت في 2011.

تونس التي سعت بعد وصول الباجي قايد السبسي الى الرئاسة الى ترميم علاقاتها الدبلوماسية مع البلدان الصديقة والشقيقة، حذرت من الأخطار التي تشكلها الأزمة الليبية وفي هذا السياق اكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الخميس 19 شباط 2015 ان اعادة استقرار ليبيا يعد من اولويات الدبلوماسية التونسية، وأشار الى ان تونس هي أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة الليبية، وأكد ان تونس تدعم الجهود الرامية الى ايجاد مخرج للازمة الليبية عبر الحوار والتوافق بين الاطراف كافة ورفض التدخل الخارجي.

وأكد الخبراء العسكريون ان تونس التي تشترك في حدودها الشرقية مع الجانب الليبي ولديها معلومات كاملة عن نفوذ الجماعات الارهابية في تلك المنطقة، يمكنها ان تلعب دوراً استيراتيجياً مهماً في الحرب ضد الارهاب والتعاون مع مصر في اجتياح معاقل «داعش» التي باتت تهدد الأمن القومي العربي في شمال أفريقيا.

ويرى الباحثون في الشؤون الاستراتيجية ان مصر من حقها الدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي، فالقوات المصرية ترد على خطر يهدد أمنها القومي، ولأن مصر تحترم القانون الدولي ذهبت لطلب التفويض من مجلس الامن لمحاربة الارهاب ومن حق مصر في حال رفض مجلس الأمن منحها التفويض ان تقوم بالاتفاق مع اطراف اخرى لتشكيل تحالف دولي جديد لمحاربة «داعش» يضم دولاً اوروبية وعربية ويكون جاهزاً للتدخل في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ليبيا، ويضم روسيا التي سعت عقب تطورات الاحداث بمنطقة الشرق الاوسط خلال الاعوام الماضية لبناء تحالفات جديدة واعادة الصدقات القديمة وتحديداً مع مصر الدولة العربية الكبرى ذات التأثير الفعال بالمنطقة والعالم كما سعت مصر في ظل قيادتها الجديدة الى العودة الى دورها الرئيسي في المنطقة، وتجلى ذلك من خلال تطوير العلاقة المصرية – الروسية وتطوير العلاقة وقوتها مع روسيا في الآونة الاخيرة تعد اضافة حققتها ثورة 30 حزيران، وانفتاح العلاقة المصرية – الروسية تعد رسالة للعالم لإعادة تقييم موقف صناع القرار ومصر وروسيا يربطهما تاريخ حافل من المواقف المشرفة على الساحة الدولية.

ويرى المتابعون ان فلاديمير بوتين الذي زار القاهرة مؤخراً ووقع عقود تعاون اقتصادية واستراتيجية بحجم يجعل من الصعب ان نشهد رفضاً روسياً في الانضمام للحلف الذي تسعى مصر لتشكيله لمحاربة التنظيم، وعلى خلفية ذلك لم يستبعد المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين في تصريح له عن امكانية مشاركة بلاده في تحالف دولي ضد الارهابيين في ليبيا بما في ذلك تأمين حصار بحري لمنع وصول الاسلحة للمتطرفين، مؤكداً ان الضربة ضد تنظيم «داعش» في ليبيا وجهتها مصر التي تربطها علاقات صداقة مع روسيا…

وأكد المتابعون ان الرئيس السيسي غير المشارك في التحالف العسكري ضد «داعش» في العراق وسورية، يتولى دور الدولة التي تقود الجبهة الغربية للحرب على التنظيم ويعزز من اتصالاته لتشكيل تحالف جديد يتولى توجيه ضربات لـ«داعش» داخل ليبيا.

مصر التي تعتبر ان هذه الجريمة النكراء بحقها كان لا بد من الرد عليها كما فعلت الاردن بالرد على اعدام الكساسبة، فمصر حالياً في حالة الدفاع الشرعي عن النفس وهي تتخذ الاجراءات الكفيلية والمناسبة ضد «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى