صدقيان لـ«فارس»: مجلس الأمن يخطو وفق مشروع مجلس التعاون حول اليمن

رأى رئيس مركز الدراسات الإيرانية والعربية صلاح صدقيان في تعليقه على التطورات الجارية في اليمن وقرار مجلس الأمن، أن مواقف الدول الغربية في مجلس الأمن جاءت متوافقة مع مشروع مجلس التعاون.

وأشار إلى اجتماع مجلس تعاون بلدان الخليج الفارسي في 25 كانون الثاني وقراراته حول اليمن، وقال: «إن ثلاثة خيارات كانت مطروحة في ذلك الوقت، الأول يتمثل بالتدخل العسكري في اليمن حيث لم يحصل على الإجماع، والثاني التوافق مع مجلس الأمن لفرض عقوبات دولية وعربية على اليمن، والثالث ممارسة الضغوط على الثوار وفرض عقوبات اقتصادية وإعاقة وصول أي مساعدات عربية لليمن من جهة وإجراء محادثات مع الحوثيين من جهة أخرى».

وأعرب صدقيان عن تصوره: «أن اتصالات مندوب الأمم المتحدة الخاص باليمن جمال بن عمر مع الحوثيين واللجان الشعبية في اليمن مثل الخيار الثالث لمجلس التعاون، حيث يشكل ذلك منح الحد الأدنى من الامتيازات لحركة أنصار الله لأنهم اقتنعوا بأن الحوثيين قوة لا يمكن تجاهلها لكنهم لا يريدون منح امتيازات كثيرة لهم». واعتبر أن «الحوثيين يعرفون جوانب اللعبة ويدركون نوايا مجلس التعاون والأمم المتحدة والغربيين جيداً».

وحول دعم بعض الدول العربية كالسعودية للقاعدة في اليمن بهدف ممارسة الضغوط على حركة أنصار الله وزعزعة الأمن في هذا البلد قال صدقيان: «إن هذا الأمر ليس جديداً إلا أن إصدار القرار الأخير لمجلس الأمن بوضع تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة» في قائمة المجموعات الإرهابية، فإن الأرضية ليست ممهدة للسعودية وتركيا كالسابق في مساعدة القاعدة في جنوب اليمن، إذ باتت الأوضاع أكثر صعوبة مما كانت عليه قبل 3 أسابيع».

ولفت صدقيان إلى أن «النشاط المهم الذي يقوم به الحوثيون حالياً يتمثل بمشاركة القوى السياسية والاجتماعية الأخرى في اليمن وإجراء حوارات معهم إذ يكتسب هذا الأمر أهمية كبيرة للغاية». وقال: «إن الحوثيين يؤكدون المفاوضات اليمنية – اليمنية ويخطون في هذا المسار وكذلك القوى اليمنية الأخرى تتفق مع خيار المفاوضات الداخلية التي تجرى بصورة واسعة وهو ما يسحب البساط من تحت أقدام البلدان العريية والغربية».

وحول توجيه التهم إلى إيران بالتدخل في اليمن قال: «إنه ينبغي توجيه التهم إلى أميركا وبريطانيا والبلدان العربية في التدخل بالشأن اليمني، وإن الحوثيين ليسوا قليلي العدد حيث أبعدوا عن السلطة وفق مشروع مجلس التعاون وما يحصل اليوم يعد أحد نتائج هذا المشروع وقد انتفضوا لذلك يتهمون بأن إيران تقف إلى جانبهم».

ولفت صدقبان إلى أن «إيران تعد إحدى البلدان الصديقة لحركة أنصار الله وكذلك فإن الصين وروسيا حين تنظران إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا في الساحة اليمنية على أنها تعمل على صون مصالحهم في هذا البلد، لذلك فإن توجيه التهم للبلدان الأخرى بالتدخل في الشؤون الداخلية باليمن لا يساهم في وضع حلول للأزمة بل إن الخروج من المشاكل يأتي عبر الحوار اليمني اليمني» .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى