في عيد العشّاق
أجمل الورد الأحمر لعشق الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وللشعب عاشق المقاومة أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس، ولسورية الله حاميها ولفلسطين يا قدس إننا قادمون.
لعلّ في المناسبة ما يستوقفنا، ليس ترويجاً لتقليدٍ أو تقليداً لمتّبعٍ… إنّما تعبيرٌ عن شعورٍ اختلج، في ظلالٍ ورديّة، على فسحةٍ بيضاء، لا ترقى إلى كنهها إلّا عيونٌ صافيةٌ، ولا تخفق لها إلّا قلوبٌ تذوب.
«الحبّ»!
ـ ما هذه التّفاهة البالية؟ تهكّم أحدهم.
ـ بل إنّه الحقيقة الوحيدة بعد الحقيقة المطلقة. قال ثانٍ.
ـ إنّه الحياة الحياة، ردّ آخر، لا بل حلمٌ بحياة، وحياةٌ في حلم. انسياب السّحر فيك، والرّوعة… ارتقاء، أو في الوهم ارتماء.
ـ لِم لا يكون دموعاً وأغلالا؟ سأل آخر. أو هو تجدّدٌ وحريّة؟
لكنّني أقول: في حضرة الحبّ يسقط الزمن، تنقض ثوابت، وتثبت متغيّرات، تُمحى فوارق، تأتلف أضداد، يتناغم الكون، وترتعش خميرة الحياة في أعماق الأفئدة التي تسلّلت إليها الغربة.
بالحبّ نسمو، ننقى، نرهف… كلٌّ يغمس ريشته في حبره، يكتب، يرسم، يغنّي، فنبدع فنّ الحياة.
ما أحوجنا في هذا العالم القاسي الكئيب، إلى ذلك النور، يغمرنا حيث الوجود ليل…!
متى كان الزّمان موعداً لمشاعر؟
ومتى كان المكان حدوداً لها؟
لنمضِ معاً في رحاب الحلم، ونسافر بعيداً، بعيداً مع نغمات صوت فيروز… وفي ذلك البرج من الضياء نحيا، همسات روح، أنين وتر… عسى أن نلتقي في الذكرى أو خارجها.
تواصُلنا انعتاقٌ من كلّ قيد، تمجيد الله في كائناته، جوهرٌ لا يدركه الغارقون في فنائهم وذواتهم، بل المحبّون ووردة!
سحر عبد الخالق