أوباما: ضروري التعاون للحد من توجه المقاتلين إلى سورية والعراق

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في منتدى واشنطن لمكافحة التطرف العنيف بأن الإرهابيين يسعون إلى الحصول على الشرعية ويجب علينا أن نقف ضد محاولتهم.

وأكد أوباما في كلمته أن على الجميع رفض وصف الحرب على الإرهاب بأنها حرب ضد الإسلام، مبرزاً أن الصراع القائم هو صراع ضد الإرهاب من أجل السلم.

وأفاد أوباما بأنه «بات من الضروري تكريس التعاون لتبادل المعلومات للحد من توجه المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق»، مضيفاً: «أن مكافحة الإرهاب تبدأ من القادة السياسيين والدينيين بالعمل على نبذ الطائفية».

وتطرق الرئيس الأميركي في سياق كلمته إلى الأزمة السياسية في سورية وقال: «إن حرب الأسد ضد شعبه أدت إلى انتشار الإرهاب» حسب قوله.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن العالم يواجه موجة كبيرة من التطرف، مؤكداً ضرورة وضع استراتيجية موحدة في مكافحة الإرهاب.

وأكد في كلمته خلال القمة، أن الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة انتشار التطرف والإرهاب عبر العالم، وأنه لا بد من وضع استراتيجية موحدة في مواجهة تلك الظاهرة لتقوية دور المجتمع المدني.

وأضاف كيري بأنه يجب تقوية الأصوات ذات الصدقية التي تشجع على التسامح واحترام الأديان، مبرزاً أن مواجهة الإرهاب ستكون في الكتب المدرسية وحتى في أماكن العبادة.

وأكد الوزير الأميركي أن بلاده تسعى مع شركائها إلى تعزيز الشراكة والتعاون لمواجهة «الخصوم» لمنع هذه المجموعات المتطرفة من التطور والتوسع والعمل على إيقاف ما يغذي الإرهاب من تجنيد وتمويل وغيره من الطرق.

تزامن ذلك مع تأكيد وزارة الخارجية الروسية أن تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي بشأن قرار الولايات المتحدة تدريب 1200 عنصر ممن تسميهم واشنطن «معارضة معتدلة» في تركيا والسعودية وقطر بذريعة مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية نابعة من عدم جدوى عمليات ما يسمى «التحالف الدولي» لمحاربة هذا التنظيم بقيادة الولايات المتحدة.

وقال الكسندر لوكاشيفيتش أمس أن «عدم فعالية أنشطة ما يسمى الإئتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة يكمن في أن هذا الائتلاف تم تشكيله بتجاوز لمجلس الأمن الدولي وبإهمال لقواعد القانون الدولي ومن دون مشاركة الحكومة السورية».

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الروسية «لذلك يبقى موقفنا بهذا الصدد ثابتاً كما كان ونعتبر أن فعالية محاربة هذا التهديد الارهابي الذي برز وانتشر في مجمل المنطقة على شكل تنظيم «داعش» يجب أن تجري وفق المراعاة التامة لجميع قواعد القانون الدولي ووفقاً للاتفاقات التي يتم التوصل إليها بين حكومات هذه أو تلك من البلدان»، مؤكداً أن هذه هي الأسس التي تبني عليها روسيا موقفها وسوف تستمر بالتمسك بها دائماً.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية حددت 1200 مقاتل ممّن سمّتهم مجموعات «المعارضة المعتدلة» في سورية لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الأميركي للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال «داعش»، بحسب الادراة الأميركية.

وأوضح «البنتاغون» أن هؤلاء المقاتلين سيخضعون لعملية تدقيق قبل الانضمام للبرنامج الذي من المتوقع أن يبدأ الشهر المقبل في مواقع متعددة خارج سورية، حيث أشار مسؤول أميركي إن حوالى 3000 مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية 2015.

وقدر «البنتاغون» أن أكثر من 400 جندي أميركي، من بينهم أفراد من قوات العمليات الخاصة سيقومون بتدريب المقاتلين، وسيجري إرسال 100 آخرين من الجنود لدعمهم.

ومن المتوقع أن تجرى عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الأميركية ومعلومات استخباراتية من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.

وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت في وقت سابق أن أنقرة وواشنطن على استعداد لتوقيع مذكرة خاصة بخطة تدريب وتجهيز «المعارضة السورية».

وأفادت وسائل إعلام تركية نقلاً عن مصدر في الخارجية التركية بأن أنقرة وواشنطن تخططان لتدريب 2000 مسلح من «الجيش الحر» وسط تركيا، حيث من المتوقع أن تزود واشنطن عناصر «الحر» بالأسلحة، بينما سيتولى عسكريون أتراك تدريب «المعارضين» السوريين.

الى ذلك، جدد العراق وإيران التشديد على أهمية تعاون جميع دول المنطقة لمواجهة الإرهاب، واعتبر البلدان في بيان مشترك صدر أمس عقب اختتام زيارة وفد إيراني برئاسة اسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني إلى العراق أن «خطر الإرهاب بات أهم تحد قائم أمام المنطقة والعالم» معربين عن إدانتهما لاستخدام الإرهاب أداة للوصول إلى أهداف سياسية ومعارضتهما للممارسات المزدوجة لبعض الأطراف في ما يتعلق بظاهرة الإرهاب.

ولفت البيان إلى أن الجانبين «شددا على ضرورة التعاون المسؤول من قبل جميع الأطراف الاقليمية والدولية في مواجهة ظاهرة الإرهاب البغيضة وكذلك ضرورة بذل الجهود المشتركة واستقطاب المشاركة المؤثرة والإيجابية لسائر دول المنطقة بهدف الوصول الى حلول سياسية وسلمية ووطنية للأزمات الاقليمية بعيداً من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».

وأوضح البيان أن إيران أكدت مرة أخرى دعمها الشامل للحكومة والشعب العراقي في مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن الطرفين وفي ضوء رؤية مشتركة للتطورات السياسية والأمنية الجارية في المنطقة أكدا ضرورة مواصلة المشاورات الثنائية ومتعددة الأطراف للعبور من التحديات الأمنية وتعزيز العلاقات الإقليمية وكذلك توسيع العلاقات الاستراتيجية والتعاون السياسي الأمني والاقتصادي والتجاري بينهما.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى