.أكد وزير الخارجية جبران باسيل «الحاجة اليوم في خضم الاستحقاق الرئاسي أن يكون لدينا رئيس قوي بتمثيله وقدرته على جمع اللبنانيين، ما يفتح الباب لوجود حكومة قوية تتخذ القرارات اللازمة وبرلمان قوي يمثل اللبنانيين حق تمثيل، من هنا تتشكل المؤسسات اللبنانية الرسمية كافة على مفهوم القوة، وفي طليعتها الجيش الذي يحمي لبنان من شتى الاعتداءات».
وأشار خلال مؤتمر صحافي عقده في وكالة «نوفوستي» الروسية في ختام زيارته، أن الخطر الأبرز الذي يهدد لبنان يتظهر بالإرهاب المعولم الذي لا حدود له، وإن الفكر المتفلت من الضوابط باستطاعته أن يهدد العالم بأسره وليس فقط لبنان والمنطقة.
وطالب باسيل دعم روسيا للبنان في كل المجالات ولا سيما للجيش، لافتاً إلى أن مؤتمر روما الخاص بدعم الجيش اللبناني في حزيران المقبل يصب في هذا الإتجاه.
وأكد «أن ما نحتاجه في ظل الإرهاب المتفشي هوالاستقرارالأمني الذي يتأتى من استتباب الوضع السياسي لكنه غير كاف لا للبنان ولا للمنطقة، لا سيما وأنه يتأثر بشكل كبير من الأزمة السورية نتيجة فائض من الإرهاب وفائض من النزوح لا قدرة للبنان على تحمّله. وهذا أمر لا يجب النظر اليه فقط من الزاوية الانسانية لأن لبنان المعني انسانياً مع السوريين معني أيضا بتحمّل مسؤولياتها تجاه مواطنيه». وقال: «إن أي دولة راغبة بمساعدة لبنان عليها إيجاد حل للأزمة السورية ووقف النار والتشجيع عليه، وأن تتحمّل مع لبنان عبء الأزمة من استضافة أعداد من النازحين إلى الأعباء المالية من أجل إعادة النازحين بشكل فوري وسريع، كما على السلطات السورية تحمّل مسؤولياتها لإعادتهم إلى ديارهم بالشكل الملائم لهم. وإن كل حلول مرحلية موقتة يجب أن تكون على الأرض السورية وعلى الحدود وليس على الأرض اللبنانية، بما يؤشر الى وجود دائم من حق اللبنانيين الخوف منه».
وشدد على أن لبنان يستطيع أن يكون بديلا فعلياً ومصدراً حقيقياً للطاقة في العالم والمنطقة بفعل التنقيب والاستخراج والتصدير وبفعل طاقاته الاغترابية، ما يعزز قدرات لبنان الاقتصادية.
عشاء تكريمي
وخلال عشاء تكريمي أقامه على شرفه ممثل بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لدى الكنيسة الروسية المطران نيفون صيقلي في مقرّ المطرانية في أرخنغلسكي بيري أولك في موسكو، شارك فيه شخصيات دبلوماسية ودينية، حذر وزير الخارجية من «أن الإرهاب خطر يحدق بالجميع وهو في طور النمو في منطقة الشرق الأوسط وأصبح من الصعب وضع حدّ له، مؤكداً ان لا خيار باسم الانسانية سوى مواجهة هذا الشرّ، كما فعل الله»ّ. وقال باسيل: «انّ هذه المناسبة أتاحت لي فرصة اللقاء العقلي والروحي مع طبيعتنا المسيحية، وأبرزت انتماءنا لربّ واحد لا سيما وأنّنا نجتمع اليوم حول طاولات مستديرة تجمع الأرثوذكسي بالكاثوليكي، والروسي يجلس الى جانب الأميركي، والأوروبي الى جانب العربي»، مشيراً الى «اننا جميعاً نؤمن بالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، ونتشارك هذه القيم الإنسانية، ويمكننا فتح الحوار تحت مظلة الله، هذا ما تعنيه الكنيسة فهي مساحة للحوار لمشاركة قيمنا هذه بين أبناء الوطن، ولنتمكّن من مواجهة الإرهاب ومكافحته». وأكد باسيل « أنّ النموذج اللبناني هو الجيد لجميع العالم بالنسبة الى التعايش بين مكوّنات المجتمع كافة»، مشدداً على ان «لبنان هذا البلد الصغير الحجم يتشارك قيمه الكبيرة الدينية مع الكنيسة من أجل مجتمع أفضل».
إيلاريون
واستهل وزير الخارجية جبران باسيل نشاطه في اليوم الثاني لزيارته موسكو بلقاء مسؤول العلاقات الخارجية في الكنيسة الروسية المتروبوليت إيلاريون في مكتب العلاقات الخارجية لبطريركية موسكو وسائر روسيا، حيث تناول البحث في موضوع اهتمام الكنيسة الأرثوذكسية بوضع المسيحيين في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. كما تم عرض أزمة النازحين السوريين في لبنان ولحوار الأديان الذي يلعب فيه لبنان دوراً مهمّاً.