ندوة التواصل الشبابي العربي الخامسة: لتصحيح البوصلة باتجاه فلسطين

افتتحت أمس ندوة التواصل الشبابي العربي الخامسة بعنوان «الحراك العربي بعد أربع سنوات: رؤى شبابية»، في فندق الكومودور، بحضور حشد من الشخصيات الثقافية والسياسية وممثلين عن سفارات السودان والأردن والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعضاء الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية.

افتتح الندوة وقدم الخطباء المشرف على الندوة عبدالله عبدالحميد وجاء في كلمته: «أيها الشباب أهلاً وسهلاً بكم، يا من تحديتم كل الحدود من تأشيرات ومن حدود مصطنعة متحملين نفقات السفر المرتفعة لتشاركوا في هذه الندوة، مؤمنين بوحدة الأمة وأمام نصب أعينكم قبلة المسلمين ومهد المسيحية فلسطين، آملين باستمرار الحراك في اتجاهه الصحيح».

ثم تحدث رئيس اللجنة التحضيرية للندوة خليل الخليل الذي دعا إلى «التمسك بخيار المقاومة في مواجهة أعداء الأمة». فيما أوضح رئيس المنتدى القومي العربي الدكتور محمد المجذوب «أن من أهم أهداف المنتدى القومي العمل الجاد على تحقيق التفاعل والتعاون بين الشباب على امتداد الوطن العربي من أجل استنهاض التيار العربي».

واعتبر المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي منير شفيق «أن الأوضاع الجديدة وهذه الفوضى وهذه الموازين للقوى المفتوحة على الصراعات الداخلية تملأ ما تشكل من فراغات للسيطرة والسلطة وهذا كله أخذ يوزع سلبيات كثيرة تدفع إلى التشاؤم. لكن هنا علينا أن نلاحظ تطورين مهمين وأساسيين يسمحان بالتفاؤل وهما انحسار السيطرة الأميركية الغربية على المستوى العالمي كما الإقليمي والعربي وتدهور وضع الكيان الصهيوني وفشله في حروبه في قطاع غزة وجنوب لبنان كما مأزقه مع رأي عام غربي ضده».

وأمل رئيس مركز دراسات الوحدة العربية الدكتور خير الدين حسيب أن يبحث «لماذا استطاع الشباب ومعهم فصائل وأحزاب أخرى، أن يحققوا في انتفاضتهم إسقاط نظام ظالم ومستبد لكنهم لم يستطيعوا أن يبنوا أنظمة جديدة تتفق مع طموحاتهم». ورأى أن هناك حاجة لاستخلاص الدروس من مراحل مختلفة مرت بها هذه الأمة.

ودعا الأمين لعام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في مداخلة إلى: 1 ـ ترسيخ الديمقراطية وتداول السلطة في أنظمة الحكم واعتماد التنمية والعدالة الاجتماعية، 2 ـ مواجهة المشاريع والمؤامرات التي تسعى إلى زرع بذور الفتن المذهبية والطائفية والعرقية في بلداننا بغرض تقسيمها وتفتيتها وإضعافها والهيمنة على مقدراتها. 3 ـ التمسك بالمشروع النهضوي العربي الذي يحفظ الهوية القومية، 4 ـ إن فلسطين هي البوصلة التي تحدد أي حراك عربي، 5 ـ لأن القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة فلا بد من اعتماد خيار المقاومة. 6 ـ الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة يشكلان خطراً وجودياً على أمتنا وتشويهاً لتراثها الروحي وقيمها الإنسانية.

وتوجه في ختام كلمته باسم الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بالتحية إلى الشباب لأنهم نقطة ارتكاز العمل القومي.

وتمنى ناشر جريدة «السفير» طلال سلمان «أن يكون جيل الشباب أصدق منا في كفاحه من أجل الغد الأفضل وأعظم وعياً مستفيداً من التجارب السابقة التي بدأت غنية وانتهت إلى الخسران لأنها واجهت ما يفوق طاقتها وقدرتها على التنبه».

وأشار رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور إلى أن الجديد في هذه الندوة هي «أنها تعبير عن إرادة الشباب في استعادة حراك أطلقوا شراراته الأولى، وحققوا إنجازاته الرئيسية فإذا بهم يفاجأون بمن يصادر دورهم، بل يصادر التحرك بأسره ويحرفه عن مساره الأصلي كصحوة عربية ليتحول في أغلب الأقطار كابوساً دموياً».

وأكد أن «من حق هؤلاء الشباب، ومن واجب أمتهم عليهم، أن يكشفوا إذا ما كان الحراك الدائر منذ أربع سنوات، خصوصاً الدموي منه، قد جعلهم أقرب إلى فلسطين، أمّ القضايا، أم أبعدهم عنها، لأن في هذا الكشف تترتب نتائج ومواقف. ومن حق هؤلاء الشباب، ومن واجب أمتهم عليهم، أن يجاهروا فيما إذا كان هذا الحراك، لا سيما الفتنوي والعصبوي منه، قد قرّب مجتمعاتهم إلى الحرية، وأوطانهم إلى الديمقراطية أم أنه أبعد هذه المجتمعات عن هاتين القيمتين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى